{الحُلم}
تأَخّرَ الوقتُ،
الشّمعةُ تبكي في وجوهِ الكراسي الفارغةِ، يدي على مقبضِ البابِ وقَلْبي على الجمرِ، يحترقُ ببطءٍ، عقربُ الساعةِ يقفزُ فوقَ ظلّه، والأرقامُ تسقطُ عن حافّةِ الموعد.
” العاشرة مساءً ” قالَ رقاصُ الساعة الكبير، فصمتَ الجميعُ حتّى موزارت،
كنتُ قد حضّرتُ المساءَ على الطّريقةِ الفكتوريةِ، طاولةٌ في كوخٍ صَغيرٍ ونهرٌ خلفَ النافذةِ، يرسمُ بنداهُ لوحةً ممتدّةً لأنفاسِ المحيطِ،
عصفوران على الشجرةِ، رنّ الجرسُ بمنقارَيهما
بقميصِها الأبيضِ دخلَت، وضعَت ابتسامةً على وجنتَيَّ وارتشفَت من عينَيّ بريقَ الهيامِ،
قالت إنها جائعةٌ، وقبلةٌ واحدةٌ لا تكفي!
وقبلَ أن ينطفئَ الزمنُ تناولتُ يدَيها، فصرخَت كلُّ العقاربِ في دائرةِ الحُلم بفمٍ واحدٍ، مثلَ بوصلةٍ تشيرُ إلى خارجِ الخيال.
——————————————————————————-&
{كلامٌ آخر}
ربّما لشفتيكِ كلامٌ آخرُ، أبجديّةُ الارتجالِ لا تُحزَرُ، النهرُ تفيضُ أَكتَافُه،
جسدُكِ كتابٌ نادرٌ ورفُّ قلبي بلا ثقلٍ، عبارةٌ على حائطٍ أثرِيّ، لُغةٌ مخطوطةٌ بعظمٍ مكسورٍ.
أَضعُ يدَيَّ على خصرِكِ فيعبرُ القدرُ صراطي.
أضمُّكِ إلى شجرةِ التفكيرِ، نهداك فاكهتان أثقلتا عنكبوت ذهني، درهمانِ ذهبيّانِ لفلاحٍ فقيرٍ.
قُبلتانِ لا تكفيان، ركعتانِ والذّنوبُ جبالٌ.
العقاربُ التقَت، مكيدةُ منتصفِ الليل!
ارمي كلَّ أحلامِكِ المكرّرةِ في شريطٍ أخرسَ، ارمي عمرَكِ في صندوقِ صدري، شفتاكِ تواترَتا معَ رسائلَ تملأ حقيبةً، سحّابُ بريدِها خرِبٌ،
يدايَ فوقَ خصرِكِ، قاضٍ يمسكُ بمطرقتِه.
يصعدُ النهرُ فوقَ نفسِه، ينهارُ حينَ يرى لذةً في بذرةِ أعماقِهِ، فخذاكِ صخرتانِ منصهرتانِ، وعشبُ سريري يغطّيهِ النّدى.
#كرارالسعد