أفرام دافيد ..
اسم من ذهب في عالم المسرح .
بقلم : سلمى صوفاناتي
في عالم تتقارب فيه المسافات بين البلدان والثقافات .. نغوص في أعماق السطور .. لننثر العطور .. ومابين الأثر والتأثر .. ثمة حزمة ابداعية واحترافية ومحاكاة .. عروض مميزة لاتخلو من الطرافة والظرافة .. يجسدها مبدعون كبار .. سلالة الأكابر .. كابر عن كابر .. وفي منبرنا هذا يطل قمرنا بحضوره اللافت .. ليسرج الفانوس .. وينعش النفوس .. ويبدأ سرد الحكاية من تلك الخشبة التي لطالما احتضنت كبار عمالقة الفن .. هنا : ينطق اللسان .. بحلو الكلام .. ويبدأ أفرام دافيد حديثه قائلا :
البدايات كانت من المسرح وإلى المسرح .. فهو بالنسبة لي حياة أخرى .. ومن خلاله أجد في الموسيقى الثقافة .. تجسيد أدوار .. بالإضافة إلى ذلك فإن الإخراج للأطفال عمل ممتع للغاية ولا يخلو من الصعوبات .. تجسيد الواقع على خشبة ( مايحلم به الإنسان ) ..
بداية الإنطلاقة كانت في مسرح الشبيبة وكان أول عمل لي مع المرحوم بري العواني .. وهو كاتب معروف ولديه دراسات كبيرة ( دراسات في المسرح والموسيقا) وهو مدير دوحة الميناس للموسيقا .. أول عمل مسرحي كان ليالي الغضب لكاتب فرنسي آرمان سلاكرو .. من خلاله تعرفت على المسرح وتعلمت فيه أولى المبادىء .. تابعت في الفرقة المركزية لاتحاد شبيبة الثورة بحمص .. أعمال كبيرة كنا نشارك فيها بالمهرجانات القطرية .. نلنا من خلالها عدة جوائز .. أولى وثانية .. اذكر بعضها : مسرحية الرهان .. مسرحية الممثلون يتراشقون الحجارة .. ومسرحية القرى تصعد إلى القمر .. ( الأخيرة ) جسدت دوريين رئيسيين وحزت على جائزة أفضل ممثل بالمهرجان .. ونال العرض المرتبة الأولى كأفضل عمل مسرحي ..
وبسبب انشغالي وتأدية خدمة العلم توقفت عن العمل مدة عشر سنوات .. كنت أحضر وأتابع الأعمال المسرحية في دمشق واللاذقية ومحافظات أخرى .. عدت إلى المسرح فيما بعد وشكلت فرقة للأطفال ( مار أفرام ) القديس أفرام السرياني بحمص . في عام 2014 خلال فترة الأزمة السورية وتطورات الأحداث .. ارتأيت أن هذي الفرقة ضرورية جدا في هذه المرحلة .. من أجل تثقيف الأطفال والترفيه عنهم وتوعيتهم .. رغم عدم إمكانيتهم للخروج للترفيه عن أنفسهم ولازلت حتى الآن منذ عام 2014 – 2024 . أتممت سبع أعمال للأطفال تعرض في الكنيسة وعلى خشبة المركز الثقافي بحمص وفي مناطق الريف طبعا .. هذه الأعمال بالطبع كتبها اختصاصيون بأدب الطفل والمسرح .. أمثال الأساتذة : فرحان بلبل ، والأستاذ الراحل بري العوايني ، والأستاذ نور الدين الهاشمي المقيم حاليا بدبي ولازلت على اتصال دائم معه استشيره واطلب بعض النصوص ..أناقشه يأعماله أثناء الإخراج وإبداء رأيه من خلال الإعداد بحيث تتناسب مع الوضع الحالي .. كان يوافق مباشرة ويسعد بهذه الأعمال ..
الفرقة أصبح لها جمهور بحمص وبمجرد سماعهم عن عروضنا كان الجميع يتزاحم للحضور .. تزامن مع هذه المجريات قدوم الفنان الأستاذ زيناتي قدسية إلى حمص .. كنت أقدم أنذاك عملا لنقابة الفنانين ( نهاية اللعبة ) للكاتب الإنكليزي ( صاموئيل بيكيت ) حيث حضر العمل ونال إعجابه وطلب مني أن أعمل معه حيث كان ينوي تشكيل فرقة جديدة بحمص وتقديم أعمال مسرحية ذات قيمة عالية وتدريب الكثير من المواهب الشابة على خشبة المسرح ليسيروا على نفس الخطى .. وبالفعل تم تشكيل الفرقة منذ ثلاث سنوات .. قدم فيها عدة أعمال جادة ومهمة في المسرح حيث عرض العديد منها في مهرجان حماة ومهرجان الماغوط المسرحي ومهرجان السلمية ومهرجان مصياف ومهرجان ممدوح عدوان في مصياف .. كما قدم على خشبة مسرح دار الثقافة بحمص والعرض الأخير على مسرح الحمراء بدمشق بدعوة كريمة من مديرية المسارح والموسيقا ( إخوة الجنون ) إخراج وتأليف : ،زيناتي قدسية .. الآن : نتابع بروفات عمل مسرحي سيعرض بمنتصف الشهر القادم بمشيئة الله على خشبة دار الثقافة بحمص .. مع إمكانية عرضه على خشبة مسرح الحمراء بدمشق .. يحمل اسم ( الرأس والذنب ) يتحدث عن فترة الإحتلال التركي العثماني وماكان يقوم به من عمليات التتريك وتجويع الشعب والإرهاب وما إلى تلك المظاهر المشينة .. ضمن قالب كوميدي تجسده شخصية جحا المعروف بحكمته وطرافته وظرافته ..
بالنسبة للمشاركات الخارجية فقد كان لنا حصة فيها .. شاركت بعرض في البحرين .. وعرض آخر في الشارقة ( موندراما ) وشاركت بعدة عروض أخرى كمساعد مخرج حاليا .. بالإضافة لعملي كممثل مع الأستاذ زيناتي قدسية .. فأنا أقوم بالإعداد الموسيقي لكل الأعمال .. حضرت اليوم إلى دمشق بدعوة كريمة لحضور يوم الإبداع العالمي والذي سيتم من خلاله بتكريم الأستاذ زيناتي قدسية احتفاء بمشواره الذاخر بالعطاء وتجربته الإبداعية الرائدة ..( أبو الموندراما في الوطن العربي )
أحب أن أضيف بأنه في هذه الأيام أصبح الإهتمام بالمسرح قليل جدا .. ويكاد أن يصبح معدوما .. نتيجة الظروف المعيشية الصعبة .. ورغم ذلك فإن مديرية المسارح والموسيقا لازالت تعمل بدأب على قدم وساق .. وتسعى دائما لتأمين العروض للجمهور ضمن الإمكانيات المتاحة .. بمساعدة نقابة الفنانيين بحمص ( اميل رومية ) و ( حسان لباد ) مدير ثقافة حمص .. حيث يقدمون أقصى الإمكانيات لتذليل العقبات من أجل تقديم هذه الأعمال .. التي أتمنى أن تحقق الهدف المرجو منها في زيادة نسبة الوعي والتربية والثقافة لابناء هذا الجيل .. كي نبعدهم عن بعض مواقع التواصل الإجتماعي التي تسعى لبث السموم في عقولهم ..
بالنسبة لعملي الأساسي :
فأنا أعمل منسقا مفوضا بمشاريع توليد الطاقة للشركات اليابانية في سوريا ..
مستوبيشي ، تويوتا ، هيتاشي
العمل تماما هو تأمين قطع الغيار لهذه المحطات وزيادة المحطات وحاجتها إلى هذه القطع من أجل الإستمرار في العمل .. وغالبا كنا نقوم بتأمينها عن طريق الأمم المتحدة بالتعاون مع الجايكا اليابانية حيث تقدم على شكل مساعدات للدولة .. ومازلت أقوم بهذا العمل وعلى اتصال مع الشركات اليابانية والمحطات السورية ونتيجة الحظر لايمكن الإستيراد من اليابان فنلجىء لطرق أخرى تقدم على طرق المساعدات .