منتخبنا الأولمبي ..
انجازية التاهل ومرارة الواقع
حسين الذكر
قبل الخوض بهذا الموضوع الشائك وبناء على متابعة ما كتب واستبطن قبل التصفيات واثناؤها وحتى بعد التاهل الى نهائيات باريس 2024 .. ينبغي علينا ان نستعرض نقاط ثلاث مهمة :-
الأولى :- ضرورة الابتعاد عن أي خلفية غير فنية بالحكم على منتخبنا الأولمبي .. كي نكون اقدر على تحري الدقة والمهنية فضلا عن تجلي الروح العراقية الخالصة بعيدا عن أي مرض من امراض العصر وقيحه المستشري الا ما رحم ربي .
الثانية : ان التاهل بحد ذاته يعد انجازا كبيرا أخفقت في بلوغه دول كبيرة من عمالقة اسيا من قبيل ( ايران وكوريا الجنوبية والسعودية وأستراليا وقطر والامارات والصين … ) .. مما ينبغي اكبار الجهود المبذولة من قبل كل الذين اسهموا بتحقيق هذا الإنجاز بمعزل عن تقيم الأداء وعدم القدح المسبق واللاحق بهم .
ثالثا : ان ظهور فرق مثل أوزبكستان وتايلند واندونيسيا وطاجكستان … يبعث رسالة واضحة تؤكد صحة المنهج الكروي المعتمد بهذه الدول الذي أدى الى تطور اللعبة في تلك الدول فيما تراجع الخط العام لكرتنا على مستوى جميع المنتخبات والأندية . وما سيشكله من خطر قادم على البطولات القادمة التي سيصعب على العراق التاهل فيها الى المونديال حتى لو اصبح عدد البطاقات عشرة وليس ثمانية .
من خلال ذلك يتبين ان هناك جهود كبيرة وطنية محلية بذلت على مستوى وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة والمدرب راضي شنيشل وملاكه المساعد ولاعبينا وبقية أعضاء الوفد واعلاميين وجماهير .. بصورة ينبغي ان نفرح كعراقيين بالانجاز ونكبر بالمنجزين ونكرمهم بالمعقول وان نعد العدة ونهيء مستلزمات النجاح للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 وما تعنيه من تجمع عالمي ينبغي اخذ رسالته بنظر الاعتبار من جميع جوانبها وان لا نضع العراقيل ونبدا بعمليات الإحباط الذاتي بشكل مبكر ومعرقل .
قطعا هناك حقيقة يجب ان ندركها اذ ان خسارتنا مع تايلند واليابان اثبتت بما لا يقبل الشكل التخلف الكروي الذي يعيشه واقعنا منذ سنوات طويلة سيما فيما يتعلق بالتنشئة الكروية بكل مسمياتها من مراكز موهبين ومدارس كروية وفرق فئات عمرية …. بالاندية والمنتخبات اذ ان منتخبات الشرق الاسيوي اثبت تطورها على مستوى اللعبة عامة وليس بجزيئية منها وذلك ما لمسناه من تفوقهم الواضح باللعب الجماعي وجمالية العرض والانتشار والسيطرة والحيازة والتكنيك العالي للاعبين الذي لا يتحمل مسوؤلية فوارقه المدرب ولا اللاعبين .. بل يكون الاتحاد هو المسؤول عن تطوير اللعبة وادارتها .. واذا ما ظل الواقع على ما هو عليه الان .. فاننا سنصبح في خبر كان اسيويا وفي معمعة النسيان عالميا .