قراءة نقدية:”القصيدة وأدب الحلم”
قصيدة”شاعرترك سيجارته على منفضة ونام”
الشاعر:حمد حاجي(تونس)
الناقدة: جليلة المازني(تونس)
تندرج قصيدة الشاعر حمد حاجي:”شاعر ترك سيجارته على منفضة الصالون ونام” ضمن أدب الحلم.
وهنا يقول الناقد أحمد رجب بتاريخ02/01/2018 (1)
” يلح سؤال توجّهنا به لأدباء استخدموافي كتاباتهم الحلم: هل كتابة الاحلام فنّ أم مجرّد تسجيل لمايراه الاديب في منامه؟
أجوبة أدباء استخدموا في كتاباتهم الحلم:
1- يقول القاص سعيد الكفراوي “أعتقد ان استخدام الحلم احدى حيل الكاتب للتعبير عن دواخل الروح وقد لا أجد من يصدقني لو قلت ان الكثير من قصصي شاهدتها كاملة في الأحلام”
2- يقول القاص والناقد سيد الوكيل:”ثمة دراسات نفسية اكتشفت ما يسمّى بواقع الواقع وان ما تعوّدنا عليه في حياتنا هو الواقع المادي الذي نسجله
أدبيا لكن ثمّة واقع آخر مقموع لدى كل واحد منا يسير معه..لذا يشتغل الانتاج الادبي للوصول الى المستوى الاعمق في تجربتنا الانسانية بترجمة الأحلام الى أدب مكتوب.”ويؤكد قائلا:
“لا احد يستطيع ان يكتب حلمه لكنه يكتب تصوّره عن الحلم وبهذا المعنى فان كتابة الحلم تنقله من منطق الاخبار الى منطق الابداع اي اننا-في الحقيقة- نكتب فنّا سرديا بلغة الاحلام وتقنياتها”
3- تقول الكاتبة صفاء النجار:” تعكس الاحلام مرايا الروح وتكشف ما يدور في العقل اللاواعي..لكن لا يمكن تفسيرها بعيدا عن الانساق الثقافية المحيطة بالمبدع حيث يختلط السياسي بالمعرفي بالجمالي وقد استخدمت الحلم في الكثير من أعمالي كتقنية للتعبير عن مكنونات وهواجس شخوصي”
أمام هذه الأجوبة ترى ما يمكن ان يكون جواب الشاعر حمد حاجي؟
4- يقول الشاعر حمد حاجي في تعليق له على قصيدته”شاعر ترك سيجارته في منفضة الصالون ونام” والتعليق هو من العتبات الميتاشعرية التي تتحدّث عن هاجس القصيدة .
يقول:”هذا النص بتقديري تجريب بالادب الحلمي الذي يستقصي الاحلام
وتجربة الراوي الشاعر هنا وعواطفه وافكاره…ومن ادرانا ان الشاعر في لا وعيه..حكاية ما وقعت له بادراج الكلية.وقصة حب عاشها والآن برزت على السطح…ذلك هو موضوع الشعر يقدم لنا تجارب بشرية:
– واقعية أصلا…
– او تجارب بالحلم.
القارئ ربما لايقدر ان يعبر عنها..لكن الشاعر بأدواته وبابداعه يصوغ لنا ما لم نقدر على تمثله..”
وبالتالي فان جواب الشاعر حمد حاجي يلتقي مع أجوبة الادباء أعلاه وبذلك يرى ان استخدام الحلم في الكتابة هو فنّ وابداع حين قال:”القارئ ربما لا يقدران يعبر عنها ..لكن الشاعر بأدواته وبابداعه يصوغ لنا مالم نقدر على تمثله”.
رغم ان الشاعر حمد حاجي ألقى لنا مؤشرين دالّين على الحلم في :
– عنوان القصيدة (…ونام).
– البيت الثاني (تبختر في مشية الحلم تختال عجلانة…)لكن القارئ قد لا ينتبه اليهما.
ويستمتع بالقصيدة كانها تجربة واقعية أصلاحتى يصل الى نهاية القصيدة
لتكون قفلة مدهشة تكسر أفق انتظار القارئ وتنتهك واقعية التجربة بالقصيدة حين يقول:
لقد كنت أحلم يا قارئي..لعن الله هذي الكوابيس ..والتعب.
باعتباره كابوسا فالشاعر لم ينقل لنا حلمه بل نقل لنا تصوّره عن الحلم
وبهذا المعنى فان كتابة الحلم تنقل المبدع من منطق الاخبار الى منطق الابداع والشاعر هنا يتفق مع القاص والناقد سيد الوكيل بقوله:”اننا –في الحقيقة-نكتب فنّا ابداعيا بلغة الأحلام وتقنياتها”.
والشاعر نقش لنا مشهداجميلاأوهمنا بواقعيته باستخدام الحلم وهوفي ذلك يتفق مع الاديب سعيد الكفراوي حين قال “ان استخدام الحلم في الكتابة هو احدى حيل المبدع للتعبير عن دواخل الروح”
سلم قلم المبدع حمد حاجي المسكون بهاجس التجديد.
بتاريخ:09/ماي/2024
المرجع:
(1)https://alarab.co.uk>..
الحلم في الادب والفن..ملجأ الهاربين من الواقع ا أحمد رجب