في مثل هذا اليوم 24 مايو1883م..
إفتتاح جسر بروكلين في مدينة نيويورك بعد 14 عامًا من البناء.
جسر بروكلين ليس فقط واحدًا من عجائب الهندسة في القرن التاسع عشر ومكانًا يجب رؤيته وتصويره عند زيارة نيويورك، بل هو أيضًا موضوعنا المقبل في سلسلتنا حول حقائق المعالم الممتعة لإثارة الإعجاب وإسعاد الناس، والفوز في ليلة الألغاز.
1. 14 عامًا و600 عامل
بعد 14 عامًا من البناء الذي كلف 15 مليون دولار، تم افتتاح جسر بروكلين في عام 1883 – وأخيرًا تم ربط مانهاتن وبروكلين. استغرقت مهمة تحويل 6740 طنًا من المواد إلى عجائب الثورة الصناعية الشهيرة أكثر من 600 عامل. يتم دعم الجسر بواسطة أربعة كابلات، كل كابل طوله 3578 قدمًا (1090 مترًا)، وسمكه 15.5 بوصة (40 سم)، ومكون من 21,000 سلك فردي.
2. فريد من نوعه
كان جسر بروكلين أول جسر تعليقي من الأسلاك الفولاذية، وفي ذلك الوقت من بنائه، كانت الجزء الرئيسي الرئيسي طوله 1595 قدمًا (486 مترًا)، مما جعله أطول جسر تعليقي في العالم. في عام 1903، قام جسر ويليامزبرغ المجاور بكسر هذا الرقم بفارق 4.5 قدم.3.
3.تعرض للكوارث
أثر بناء جسر بروكلين على حياة البشر – ليس هناك أرقام دقيقة، ولكن على الأقل توفي حوالي 20 شخصًا أثناء بناء هذه الرائعة المعمارية. بدأت المشاكل مع المصمم جون أي. روبلينغ، الذي سحقت قدمه واضطر إلى بتر أصابعه، مما أدى إلى وفاته بالزكام بعد وقت قصير. سقط العديد من العمال من الجسر، أو تعرضوا للضرب بالحطام، أو أصيبوا بمرض الكايسون – وهو مرض انخفاض الضغط الذي أفقدهم حركة الساقين، بما في ذلك واشنطن روبلينغ، ابن مصمم الجسر.
4.إميلي أنقذت اليوم
واشنطن، الذي كان مسؤولًا بعد وفاة والده، كان مضطربًا في الفراش بسبب مرضه، وكان عليه قيادة البناء دون التواجد في المكان. كان ذلك ممكنًا بفضل زوجته الرائعة، إميلي وارن روبلينغ، التي أصبحت المساعدة المثالية للمهندس الرئيسي وتولت عمل كل ما لم يتمكن واشنطن من القيام به خلال السنوات الـ 11 المتبقية من البناء. نظرًا لأن إميلي لعبت دورًا حاسمًا في بناء جسر بروكلين، كانت أول من عبره في يوم الافتتاح.
5.لعبة التسمية استمرت
كان الجسر في البداية يُسمى جسر نيويورك وبروكلين، ثم أصبح جسر نهر شرق حتى تم تسميته رسميًا جسر بروكلين في عام 1915.
6. كارثة أخرى
حتى بعد افتتاح الجسر، لم تتوقف الوفيات المأساوية: في يوم الذكرى في عام 1883، علق كعب امرأة في ألواح الممر المشاة – بدأت تصرخ، مما جعل الناس من حولها يعتقدون أن الجسر على وشك الانهيار. اندلعت الذعر وتم دهس 12 شخصًا على درجات السلالم، وأصيب العديد من الآخرين.
7. 21 فيلًا للإنقاذ
جعل حادث الهرب الناس حذرين، وكان هناك حلاً وحيدًا لضمان للجمهور أن جسر بروكلين لن ينهار: في عام 1884، غادر جامبو، الفيل ذو السبعة أطنان، و20 من أصدقائه الفيلة خيمة السيرك وذهبوا في نزهة عادية من بروكلين إلى مانهاتن. كان موكب العبور عبر جسر بروكلين مثل نزهة في الحديقة – كان الناس سعداء، وكان لدى الفيلة قصة رائعة لترويها، وحصل السيرك على عرض ترويجي للعمر.
8. 100,000 سيارة و 4,000 مشاة
جسر بروكلين مكان مزدحم – يعبر أكثر من 100,000 مركبة عبره يوميًا. نظرًا لأن الجسر هو واحد من الفرص العديدة للتصوير الرائع في نيويورك، دعونا نضيف 4,000 مشاة وما يقرب من 2600 دراجة إلى حجم حركة المرور اليومي.
في داخل أساس الجسر، على الجانب البروكليني، كانت الخطط الأصلية تشمل سوقًا تجاريًا، مرساة جسر بروكلين. لم يسير الأمر على ما يرام وانتهت المساحة في النهاية باستخدامها لمعارض فنية متنوعة قبل أن يتم إغلاقها لأسباب أمان في عام 2001. تحت المكان المخصص للسوق، هناك أقواس كانت سابقًا تُؤجَّر كمساحة تخزين للنبيذ والشامبانيا – كانت في الواقع أبرد غرفة للنبيذ – وساهمت في تمويل الجسر. في عام 2006، اكتشف عمال المدينة مأوى من الحرب الباردة في أحد القبوات على الجانب المانهاتني من الجسر – تم تجهيزه بلوازم طبية وبطانيات وأكثر من 300,000 علبة من المعجنات (منتهية الصلاحية).
10.صقور على القمة
والآن حان الوقت للتعرف على سكان جسر بروكلين: يستخدم الصقور الشاهين بانتظام البرجين كمكان لبناء أعشاشهم – نتحدث عن غرفة مع منظر رائع. يمكن للزوار المحظوظين مشاهدة تنقل الطيور ذهابًا وإيابًا، لذا حافظوا على استعداد أثناء التقاط الصور الشخصية.
جسر بروكلين هو واحد من أقدم الجسور المعلقة في الولايات المتحدة الأمريكية يمتد فوق نهر الشرق بطول 5989 قدما (1825 متر) ليصل بين منطقتي مانهاتن وبروكلين بمدينة نيويورك و الجدير بالذكر أن جسر بروكلين يصل بين مقاطعتي بروكلين ومانهاتان اللتين تتشكل منهما ومن مقاطعات كوينز وبرونكس وستاتن آيلاند مقاطعات مدينة نيويورك الخمس.
الموقع
وهو يمتد عبر نهر الإيست ريفر الذي يصب في المحيط الأطلسي، ويبلغ طوله 1825 مترا وكان لدى الانتهاء من تشييده أضخم جسر معلق في العالم وأول جسر في العالم تستخدم فيه الحبال الفولاذية. وفي العام 1964 أدرج على قائمة «المعالم التاريخية الوطنية» الأميركية. حالياً يقتصر استخدام الجسر، الذي صممه المهندس الألماني الأصل جون أغسطس روبلينج، على سيارات الركوب العادية والمارة، بعدما كان يحمل القطارات حتى عام 1944 والترام حتى عام 1950. ومن المفارقات أن المهندس روبلينغ تعرّض لحادث في قدمه لدى إجرائه المسح اللازم لموقع الجسر عام 1869 استوجب قطع رجله لكنه توفي بعد الحادث بـ24 يوماً بداء الكزاز (التيتانوس) وبالتالي، لم يتح له التمتع برؤية إنجازه الكبير الذي دشن رسمياً يوم 24 مايو (أيار) من عام 1883.
حلم البروكلين
في عام 1867، بدأ المهندس الألماني الأصل الأمريكي الجنسية جون روبلينج العمل على تنفيذ فكرته للربط بين ضفتي مانهاتن وبروكلين عبر نهر الشرق، في مدينة نيويورك . كانت المسافة المطلوب عبورها تكاد تبلغ كيلومترين طولا، ولم يكن متوفراً في هذا الوقت تقنيات بناء جسور تكفي لعبور مسافة كهذه الأمر الذي جلب على جون السخرية والاستهزاء من المهندسين والصحفيين وغيرهم، الذين اعتبروا أن هذه الفكرة من ضروب المستحيل . كان جون شغوفاً ببناء الجسور، وهو كان من رواد استخدام الحبال الفولاذية في بناء الجسور والكباري، وسبق له بناء العديد منها بأمريكا، قبل أن يشرع في التخطيط لبناء ما يعرف اليوم باسم جسر البروكلين . كان التحدي الهندسي عظيماً، يدفع حدود التقنيات المعروفة للبشر في هذه الحقبة الزمنية إلى نهايتها، لكن الفكرة تمكنت من جون لدرجة عظيمة على أنه لم يجد من أقرانه المهندسين من يشاركه شغفه بتحقيق حلمه هذا، إلى أن تمكن من إقناع ابنه البكر ((واشنطن)) بالفكرة، خاصة بعدما سبق لهما العمل معاً على مشاريع بناء جسور في ولايات أمريكية أخرى من قبل . عمل الأب والابن على إجراء الدراسات الأولية من قياسات ومسح وغيره ثم استأجرا فريق بناء ليبدأ العمل رسمياً في يناير 1890 .
بعدها بعام، وأثناء عمل جون في موقع بناء الجسر، انحشرت أصابع قدمه تحت جسم ثقيل ما توجب بترها، لكن البتر لم يكن كافياً وتلوث الجرح وتوفي جون بعدها بأقل من شهر .
قرّر الابن واشنطن بعدها استكمال المسيرة لتحقيق حلم والده لكن ماهي إلا شهور قليلة حتى تعرض هو الآخر إلى حادث أثناء غطسه في مياه النهر، جعله مشلولاً طريح الفراش، مع إصابة في المخ منعته من الكلام أو الحركة .
عندها تدخلت زوجته إيميلي لتكون ممرضته وطبيبته، وحلقة الوصل بينه وبين العالم، إذ لم يكن زوجها يستطيع تحريك سوى إصبع وحيد من أصابعه وكانت زوجته تفهم مقصده عبر هذا الإصبع .
من أجل تحقيق حلم البروكلين – وتحت إشراف زوجها – تعلمت الزوجة الرياضيات المتقدمة وفنون الهندسة وبناء الجسور، وباشرت تنفيذ الخطوات اللازمة لإتمام بناء الجسر، ومعاً حلا الكثير ومشاكل الغطس إلى عمق كبير لبناء حامل الجسر، واستمر العمل بعدها 11عاماً حتى افتتاح الجسر للاستخدام والعبور عليه، للمشاة والسيارات والقطارات، تحديداً في 24 مايو 1883 .
حضر الافتتاح الرئيس الأمريكي وعمدة نيويورك وعمدة بروكلين وآلاف الناس، وأما أول من عبر الجسر للجهة الأخرى فكانت الزوجة إيميلي، وأما التكلفة الكلية فكانت 15 مليون دولار و27 حالة وفاة بسبب أعمال الحفر والبناء . في وقت افتتاحه، وقف جسر بروكلين كأطول جسر في العالم، وأطول جسر معلق على حبال فولاذية . من اللطائف الإلهية في هذه القصة، أنه حين تسلم الابن زمام المشروع أدخل تعديلات وإضافات على تصميمات أبيه، الأمر الذي ساهم في نجاح الجسر وصموده كل هذا الوقت وحتى الآن .
وجدت أبحاث ثالية أن جسر البروكلين أقوى بست مرات مما يجب أن يكون عليه، وهو أكثر شيء ساعد على بقاء هذا الحلم شامخاً، في حين أحيلت جسور عديدة للتقاعد والهدم .
على مر عقود كثيرة، ساهم هذا الجسر في حل الكثير من مشاكل أهل نيويورك وساعد على تحسين حياتهم كثيراً .!!!!