“الكاكورافيوفوبيا” هي شكل من أشكال الفوبيا المتعددة وهي: (الخوف من الإخفاق)؛ يعدّ من أشكال الرُّهاب أو الخوف القهري من الفشل وعدم النجاح Obsessive Morbid Fear abnormality of Not Succeeding ، من أشكال الفوبيا الأكثر شيوعاً في هذه الأيام والأشد إنهاكا وإيلاماً Debilitating، قد يمنع من يصاف بذاك النمط من الرّهاب أي شخص من فعل أي شيء أو إنجاز أي عمل، وبالنسبة لنا – يعترينا جميعاً ذاك النمط الذي يستحثّ فينا اكتساب مهارة جديدة قد تكون في صورة مهارات Psychometric Skills مهارات سيكومترية نفسحَركية قد يتم تنميتها منذ الصغر، يتأتّى ذلك عن طريق تنمية جوانب الانتباه والتركيز والتحفيز على النجاح – حتى ولو لم يكن ملموساً، الخوف الرهابيّ هو انتقاص في السواء النفسي وقد يتطور الأمر ليصبح ذو عرض جسماني، وعندما يتطرق الأمر للخوف من الفشل..نشعرُ بعدم قابلية القيام بالأعمال حتى لا نصبح تحت طائلة المسائلة، أما عن ذلك المُصاب بذاك الرهاب نجده دائم التردد Hesitating فيثير الكثير من التساؤلات: ماذا إن أخفقت؟ ماذا إن بدوت سيئاً؟ ماذا لو اعتقد الكثيرين أني لست أهلاً وأني لست بتلك الدرجة من الاجادة، ماذا لو لم يكن هناك انطباعات جيدة إزاء ما سأشرع بعمله؟؛ كلها تساؤلات تقع بين حجري الرحى وما بين مطرقة What If ماذا لو؟ وسِندان If only كم أتمنى أن يرضى الجميع، لكن – ما يثير الدهشة في أذهاننا جميعاً..هل تساءلنا عن السبب وراء التحدث عن الانجازات السابقة الناجحة التي تلقى الاستحسان في الأعوام المنصرمة البائدة من الماضي التليد والابتعاد عن التساؤلات التي تساورنا فيما نحن آيلين لفعله في المستقبل وهل سيكون المُنجز كما سبق آنفاً؟؟ حينذا – تلك الأثناء يميل الشخص للاعتذار والتحدث بنبرة يشوبها الإحراج بغض الطّرف عمّا يتقنون فعله ويتواترون في إتمامه على أتم صورة، يجيّش كل فردٍ منا طاقاته في بداية الأمور باكتساب مهارة أولية عند الشروع في الأعمال، ولكن وتيرة الاخفاقات والأخطاء قد يخلق نوعاً من التحجُّر Fossilization أو الإصرار على الإخفاقات بدون عملية التصحيح أو التغذية الرجعية Feedback وإن لم يتعلم من يجثو في الخطأ وتداهمه الانتقادات ليصبح كائناً مُتبلداً ولا يكترث لسيل الاستنكارات التي تطاله ولا الهفوات التي نسغت سهامها على جاحظيه كما قيل ( علّم في المتبلم) Flogging a dead horse، على العكس تماماً – هؤلاء ممن يعانون الكاكورافيوفوبيا، لا يريدون المحاولة بتاتاً ولا يقبلون على القيام بشيء بل الإجحام عنه، قد تنتفض ثائرته ويشرد ذهنه ويطول مكوثه ويرتجف ويدرأ كل بادرةٍ لجرأه – لا يجرؤ على فعل أبسط المهام حتى لا تباغته صفعات الألسن كما في هلاوسه وأخيلته النفسية؛ مهما حضّه الكثيرون على اجتياز الصعاب سيصبح في قوقعته بعيداّ عن الأهل والأصحاب، لن يمضِ قدُما أبد الدهر وسيقبع في صومعته ولابدّ أن يتدارك الجميع حجم مُصابه، ولابد من علاجه بالمحاكاة Simulation Modelling فمثلاً استحضار نماذج من علماء ممن كانوا يعانون انتقاصا Psychological Deficiency أو رهاباً متعدد الأوجه يعزو في نهاية الأمر إلى Social Anxiety Disorder الخوف المرضيّ من توتر العلاقات المجتمعية مما يؤدي إلى الاستلاب والانعزالية Reification والتشيؤ أيّ كأنه شيء مُهمل؛ ليس في قاموس هؤلاء الحكمة المأثورة (على قدر أولى العزم تأتي العزائم) You can only go as far as you push ، وليس في سماواتهم هتانٌ من الآمال والطموحات أو شآبيب من الانتشاء بالنصر أو الثقة في النفس..
هَبْ بأنَّ مريض الكاكورافيوفوبيا وجد ضالته من الثقة والحافز Incentive of Inclination في هذا العالم المضطرب الذي لا يحاسب نفسه بل نصّب اهتماماته بالتركيز على دهماء البشَر وإفقادهم الأنسنة وأنماط الذكاءات.. كيف سيصير عالمنا بلا رُهاب؟؟! لا تخشى ألاّ تحاول حتى تأتي بيادر النجاحات لتندثر أقبية الظلام في داخل كياناتك وفي أكوانك Fear Not Trying at all !!!..
أحمد بيضون – مصر ❤️