أيْ ربيعي…..!
يا ربيعاً…
جئتنا لإيهامنا بالقيامة!
مازال صوت الهزيم والحسوم يجتاح.. والغمامة!
مازال عرنوس الرحيق فارغاً يتأوه..
أين ذاك النحلُ طار مُراوغاً أم يتنزَّه؟
أين أشجار السنونو.. أين كافور الوروار؟
أين أصداحَ النوارس.. أين أسنمَة القطارس؟
أين تاه البيلسان؟ أين راحَ الأقحوان؟
فألفُ آهٍ وألف آه…
ربيعُنا كان يوماً ما يزهو.. كان طوقاً للنجاة
كان بسمتنا…
يغردُ ترانيم الحياة..
مترعةٌ سماواه بالثريا..
كان غوثاً..كان لهواً.. كان عشقاً في صباه
مغناجٌ بتيجان الياسمين..
كان عبقاً تكتسي به المروج والمياه..!
هَب هجَرتَ طيفي يوماً
هبْ طرقت أبواب أحزاني ومناجاه!
هل سيطول مكوثي ها هنا أمداً..
بلا فيضٍ من يداه؟!
يا ربيعي!…
أيَّما عبيرٌ تشي به مداد أحباري
وأنت.. ماتزال في تعنتٍ كالصنم
مغبونٌ على الجمود
مسلوب الإرادة بين أفياء الحفيف
الصنادل والجنادل والعنادل في نهامٍ مخيف
أما آن الأوان لتستفيق…
لم تعُد ذاك الكفيف..
لم تعُد مرحَّبٌ بك بين أروقة النزيف
لم يعد يجديك نفعاً كلُّ جرمٍ
لم تعد ذاك العفيف!..
أي ربيعي!..
فيكَ نجترُّ الخطايا والبرايا هامدون
كلُّنا في خريف العمر سائرون حائرون
هاكم مطيرُ الشتاء.. في دُنانا غارقون
حتى شمس الصيف خجلى.. في اليباب نائمون
جاءنا رمضان وعيداً.. ثمَّ صرنا سامدون
يا ربيعا قد اهترأت وتبعثرت أفنانه!
تخمَّرت ضحكاتنا بيأس الرحيل
تشدَّقَت آمالنا بأغلال التكبيل
فاغراً فيهِ.. لم يعُد إليك سبيل
أيْ ربيعي…
هل ما أطلبه حتى جفَّ مَعينُ الكلام..
من ضروب المستحيل؟
أحمد بيضون – مصر🔖🌹