ازمة غير مسبوقة ..
سجين لنا بين القضبان .. !
حسين الذكر
قطعا ان صدور حكم السجن بحق الزميل حيدر زكي مقدم اشهر برنامج رياضي واكثر تاثير على الراي العام العراقي – وذلك لا يعني تقيمه – فذلك متروك لتقدير المتابع يعبر عما في داخله .. لكن الواقع اثبت خلال سنوات خلت انه الأقوى مع بقية البرامج الرياضية العراقية التي احترامها جميعا .. اذ لكل برنامج ومقدم أسلوب معين مفضل مع جمهوره وطبقته .. وهذا موضوع آخر لسنا بصدده .. لكن القضية الأكثر ايلاما الان هي ما يتعلق بزميل لنا مسجون خلف الضبان وبعيدا عن اسرته وبيته .
هذا لا يعني بذات الوقت اننا نتوافق مع طريقة طرحه كلها او جزء منها فلكل اعلامي وصحفي طريقته بالنقد والمتابعة والنشر بما يراه مناسبا او وفقا لمرجعيته او تبني سياسة مؤسساتية معينة .. لكن بكل الأحوال ان السجن مؤلم مؤذي ليس له شخصيا بل لاهله واسرته وأصدقائه وزملاءه ومتابعيه ومحبيه وهم يشكلون شريحة واسعة يعتد بها .
في ذات الوقت علينا احترام المؤسسات وأدارتها التي يعملون بها ويديرونها وفقا لفلسفتهم وطريقتهم التي قد نختلف معهم فيها .. لكن يجب علينا احترام الاخر وفقا للمتاح القانوني والعرفي والديني – باقل تقدير – .. والمشهد برمته يعني إشكالية وأزمة كبيرة يجب ان تتدخل بها الجهات العليا المختصة وصاحبة القرار لوضع حد لمثل تلك الازمات المثيرة غير المرغوب فيها ولا المعهودة بمجتمعنا . اذ ان اللجوء الى السجن والعقوبات الشخصية اثبتت عدم فعاليتها في الرياضة وقد جربت من قبل وتم سجن اخوة وأصدقاء اعزاء علينا .. واطلق سراحهم بحمد الله وبتدخل الخيرين .. دون ان يشكل ذلك السجن أي خطوة باتجاه تصحيح المسار الرياضي الذي لم يتغير كثيرا عما كان عليه سيما بالقضايا الاستراتيجية والتخطيطية .
نحن امام امتحان كبير وأزمة أخلاقية ومهنية قبل كل شيء .. لذا نامل ونطالب ان تتدخل الجهات العليا المعنية باتخاذ جملة من المبادرات والوسائل المتاحة وبناء على امتلاك الصلاحيات لاطلاق سراح الزميل الأخ حيدر زكي مع إمكانية تحويل الازمة الى تجربة ودرس مفيد نعبر به المطبات ونضع قواعد عمل ميثاق شرف من خلال السادة المسؤولين سيما القريبين من أصحاب القرار والمؤثرين مثل الأستاذ المستشار ( خالد كبيان ) الذي يحظى باحترام مختلف الأطراف الرياضية والإعلامية .. للنهوض بمبادرة تفضي الى تنازل الأخ الكابتن عدنان درجال عن حقه في الحكم .. واطلاق سراح الزميل حيدر زكي وإقرار لائحة ميثاق شرف مهني نحتكم اليها ونعمل بها مستقبلا .. بما يخدم مجتمعنا ويطور رياضتنا ويصب بمصالح الوطن العليا وهذا اهم ما نبغيه ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق .