في مثل هذا اليوم27 مايو1941م..
الأسطول البريطاني يغرق البارجة الألمانية «بسمارك» أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك قرب سواحل أيرلندا، وقد غرق أكثر من ألفي بحار كانوا على متنها وما زالت بقايا هذه البارجة موجودة حتى الآن على عمق خمسة كيلومترات تحت سطح البحر.
بسمارك كانت البارجة الأولى من بارجتين من فئة بسمارك بنيت لبحرية ألمانيا النازية كريغسمرينه. تعد إحدى أقوى قطع أسطول ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. سُمّيت على اسم المستشار أوتو فون بسمارك، وضعت السفينة في حوض بناء السفن بلوم أند فوس في هامبورغ في يوليو 1936 وتم إطلاقها في فبراير 1939. تم الانتهاء من العمل عليها في أغسطس 1940، عندما تم تكليفها في الأسطول الألماني. كانت بسمارك وشقيقتها السفينة تيربيتز أكبر السفن الحربية التي صنعتها ألمانيا، واثنتان من أكبر السفن الحربية التي صنعتها أي قوة أوروبية.
خلال فترة خدمتها التي استمرت ثمانية أشهر تحت قيادة قائدها الوحيد، الكابتن إرنست ليندمان، أجرت بسمارك عملية هجومية واحدة فقط، استمرت لمدة 8 أيام في مايو 1941، تحمل الاسم الرمزي راينوبونج. السفينة، جنبا إلى جنب مع الطراد الثقيل برينز يوجين، وكان لاقتحام المحيط الأطلسي ومداهمة الحلفاء الشحن من أمريكا الشمالية إلى بريطانيا العظمى. تم اكتشاف السفينتين عدة مرات قبالة الدول الاسكندنافية، وتم نشر وحدات بحرية بريطانية لسد طريقهما. في معركة مضيق الدنمارك، و طراد المعركة أتش أم أس هود تعامل مع برينز يوجين في البداية، ربما عن طريق الخطأ، في حين أن أتش أم أس برنس أوف ويلز اشتبكت مع بسمارك. في المعركة التي تلت ذلك تم تدمير هود بنيران بسمارك ويوجين برينز، والتي تضررت بعد ذلك أجبر أمير ويلز على التراجع. عانت بسمارك من أضرار من جراء ثلاثة إصابات كانت كافية لوضع نهاية لمهمة الإغارة.
حفز تدمير هود على السعي الدؤوب من قبل البحرية الملكية التي جمعت عشرات السفن الحربية. وبعد يومين، توجهت إلى فرنسا المحتلة، تعرضت بسمارك لهجوم من 16 قاذفة طوربيد فيري سوردفيش ثنائية السطح من حاملة الطائرات أتش أم أس أوك رويال سجل أحدهم نجاحًا كبيرًا مما جعل أداة توجيه البارجة غير صالحة للعمل. في معركتها الأخيرة في صباح اليوم التالي، أصيبت بسمارك التي أصابها الشلل من جراء الأضرار الجسيمة خلال اشتباكها مستمر مع سفينتين حربيتين بريطانيتين وطرادات ثقيلة، فقام طاقمها بإغراقها.
تبلغ حمولة البارجة بسمارك 41، 700 طن أما وهي في كامل تجهيزها وعتادها فتبلع حمولتها 50، 900 طن، ومزودة بمحركات ديزل قوتها 138000 حصان و3 رفاصات، وسرعتها 29 عقدة(حوالي 53ك/س)، وهي مصفحة بجدار من الصلب الخاص حول هيكلها سمكه 38.5 سنتيمتر أما السطح فسمكه 20 سنتيمتر ويبلغ طول البارجة 251 متر ويبلغ عرضها 36 متر أما الغاطس فطوله 9.3 متر وفي كامل تجهيز البارجة يبلغ الغاطس 10.2 مترا، أما الطيران فقد كانت تحمل البارجة 4 طائرات من طراز أرادو هارون 196. عين للبارجة قبطانها الكابتن ايرنست ليندمان وطاقمها المكون من 2221 ضابطا وبحارا.
يتمثل التسليح الرئيسي في 8 مدافع عيار 380 ميليمتر، بالاضافة إلى: 12 مدفع عيار 150 مم و14 مدفع مضاد للطيران عيار 105 مم، و16 مدفع عيار 37 مم، و12 مدفع عيار 20 مم. أما التدريع فيختلف من جزء لآخر، وحده الأقصى هو 380 مم جانبيا.
كانت خمس مدمرات بريطانية قد اقتربت من بسمارك واخذت تضربها بعنف بينما كانت بسمارك عاجزة عن المناورة وتوجية مدافعها بدقة. ثم بدأت جميع السفن البريطانية في فتح النيران من جميع الجهات على بسمارك لمدة ساعتين متواصلتين. واقتربت احدى المدمرات واطلقت عليها عدة طوربيدات من مسافة لا تزيد كيلومترين، مع ان اقل مسافة امنة تبلغ ستة كيلومترات. وفى الساعة العاشرة واربعين دقيقة صباح 27 مايو 1941 بدأت بسمارك بالغوص نحو الاعماق. وانسحبت جميع السفن البريطانية بسرعة من المكان، حيث كان من المتوقع ان يمتلئ المكان بالغواصات الألمانية …وبالفعل وصلت 11 غواصى ألمانية لانقاذ البحارة وامكنهم انقاذ 115 شخص وغرق مع البارجة 2106 اشخاص من بينهم قبطانها ايرنست ليندمان وقائد الاسطول الادميرال جونتر لوتينز. سجل الادميرال جون توفى في كتاب صدر له بعد الحرب قائلا: (…خاضت بسمارك معركة بحرية شجاعة مع سفن متفوقة عليها عدديا إلى حد كبير.ومع ذلك تمسك القادة الالمان بأرقى تراث للبحرية الألمانية.وعندما كانت تغوص إلى الاعماق، كانت اعلامها مازالت ترفرف على ساريتها).!!