في مثل هذا اليوم 4 يونيو 1958م..
رئيس الوزراء الفرنسي شارل ديغول يصل إلى الجزائر في محاولة من جانيه لحل القضية الجزائرية بعد أن تحولت الثورة الجزائرية المطالبة بالاستقلال إلى نزيف دم على الجانبين الفرنسي والجزائري.
فى مِثْل هَذَا اليَوْمُ، رئيس الوزراء الفرنسي “شارل ديغول” يصل إلى الجزائر في محاولة من جانبه لحلّ القضية الجزائرية، 4 حزيران / يونيو 1958 م
.
وصول رئيس الوزراء الفرنسي حينها “شارل ديغول” إلى الجزائر في محاولة من جانبه لحلّ القضية الجزائرية بعد أن نجحت ثورة الشعب الجزائري بفرضها كأولوية لفرنسا بعد استنزافها للموارد العسكرية والاقتصادية الفرنسية. ووفقا لمبادرته، أكد “ديغول” على ان “الجزائر فرنسية”، وذلك بهدف دعم الجنرالات الفرنسيين في الجزائر الذين ساهموا بوصوله الى السلطة لكنهم فشلوا في القضاء على الثورة الجزائرية. الا ان الرفض الذي لاقته مبادرته من الشعب الجزائري والواقع الذي أوجدته الثورة الجزائرية، اضطره للدخول في مفاوضات مع “جبهة التحرير الوطني” الجزائرية لانهاء الاحتلال الفرنسي للبلاد.
.
نص خطاب الجنرال ديغول في منتدى الجزائر العاصمة “خطاب من الجزائر العاصمة” يوم 4 حزيران/يونيو 1958
.
لقد فهمتكم!
أنا أعلم ما جرى هنا. أدرك ما أردتم فعله. وتبينت أن الطريق الذي شققتم في الجزائر هو طريق التجديد والأخوية.
وأقصد التجديد على كافة المستويات. لكنكم أردتم وبشكل أدق أن يبدأ هذا التجديد من نقطة البداية، أي بدءاً من مؤسساتنا ولذا أنا هنا. وأتحدث عن الأخوة لأنكم تقدمون مشهدًا رائعًا من الرجال الذين توحدوا في كل مكان، أين كانت مجتمعاتهم وبنفس الاحتدام والحماسة يمسكون بأيدي بعضهم.
إذن من هنا، باسم فرنسا أحيط علماً وأعلن أنه بدءاً من اليوم، تعتبر فرنسا أن السكان في كامل الجزائر هم فئة واحدة: فلا يوجد سوى فرنسيين وفرنسيين بالكامل يتمتعون جميعهم بنفس الحقوق والواجبات.
وهذا يعني أنه يجب فتح مسارات، كانت حتى اليوم مقفلة أمام الكثيرين.
وهذا يعني بأنه يجب منح وسائل العيش لكل من لم يكن يملكها.
وهذا يعني بأنه يجب الإقرار بكرامة أولائك الذين حرموا منها.
وهذا يعني بأنه يجب توفير وطن لولائك الذين لم يكن لديهم علم بأن لديهم وطن.
إن الجيش، الجيش الفرنسي المتماسك والمتحمس والمنضبط، تحت أوامر قادته، هذا الجيش الذي برهن في ظروف عدة أنه قام بعمل رائع على مستوى التفهم وإحلال السلام، وكان هذا الجيش، على هذه الأرض، العامل والشاهد والكفيل للحركة التي نشأت عليها.
ولقد تمكن من حبس التدفق والاستفادة من طاقته. فأحيي هذا الجيش. وأعرب له عن كامل ثقتي به. وأنا أعتمد عليه اليوم وغدًا.
فرنسيون بالكامل وفي مجمع واحد! سوف نبرهن على ذلك في أقل من 3 أشهر، حين سيحصل الفرنسيون جميعهم، بمن فيهم فرنسيو الجزائر العشرة ملايين، على فرصة تقرير مصيرهم.
بالنسبة لهؤلاء الفرنسيين العشر ملايين، فسيكون اقتراعهم بقدر أهمية اقتراع الآخرين.
سيتمكنون من تعيين وانتخاب، وأكرر، في مجلس واحد، ممثليهم في السلطات العامة والحكومات، كباقي الفرنسيين
وسنرى مع هؤلاء الممثلين المنتخبين كيفية استكمال الأمور.
آه! يحق المشاركة بكثافة في هذا العرض الكبير كل شخص في المدينة أو في الدوار أو في السهل أو في الجبل! ويحق حتى مشاركة الذين ظنوا في لحظة يأس أن عليهم الكفاح على هذه الأرض؛ الشيء الذي أقر أنا بأنه نوع من الشجاعة، لأن أرض الجزائر لا تفتقد للشجاعة، وإن هذا الكفاح نوع من الشجاعة لكنه كان أيضًا اقتتال داميًا!
نعم، أنا ديغول، أفتح لهؤلاء أبوب المصالحة.
وأنا لم أعي أبداً، في أي مكان آخر وفي أي زمان آخر، كم هي فرنسا جميلة وكم هي عظيمة وكم هي كريمة!
تحيا الجمهورية!
تحيا فرنسا!………………!!!!!!!!!!!
الصورة: الجنرال ديغول في منتدى الجزائر العاصمة يوم 4 حزيران / يونيو 1958