في مثل هذا اليوم27 يونيو 1548م..
العثمانيون تسيطر على مدينة تبريز والتي تعتبر أحد أهم مدن الدولة الصفوية وذلك في عهد السلطان سليمان القانوني.
في مثل هذا اليوم من عام 1548 قام العثمانيون باحتلال مدينة تبريز الإيرانية إحدى أهم مدن الدولة الصفوية، للمرة الرابعة، في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.
تولى السلطان سليمان القانوني بعد موت والده السلطان سليم الأول في (9 من شوال عام 926 هـ – 22 من سبتمبر1520م) وبدأ في مباشرة أمور الدولة، وتوجيه سياستها، والأعمال التي أنجزها السلطان في فترة حكمه كثيرة وذات شأن في حياة الدولة، وسنحاول الإلمام بها، جاهدين في إبراز صورة الدولة على نحو لا يخل بملامحها العامة، وقسماتها المميزة.
في الفترة الأولى من حكمه نجح في بسط هيبة الدولة والضرب على أيدي الخارجين عليها من الولاة الطامحين إلى الاستقلال، معتقدين أن صغر سن السلطان الذي كان في السادسة والعشرين من عمره فرصة سانحة لتحقيق أحلامهم، لكن فاجأتهم عزيمة السلطان القوية التي لا تلين، فقضى على تمرد (جان بردي الغزالي) في الشام، و(أحمد باشا) في مصر، و(قلندر جلبي) في منطقتي قونيه ومرعش، وكان شيعيًا جمع حوله نحو ثلاثين ألفًا من الأتباع للثورة على الدولة.
تعددت ميادين الجهاد التي تحركت فيها الفتوحات الإسلامية في عهد سليمان فشملت أوروبا وآسيا وأفريقيا، فاستولى على بلجراد عام (927 هـ – 1521م)، وحاصر فيينا عام (935 هـ – 1529م) لكنه لم يفلح في فتحها، وأعاد الكَرّة مرة أخرى، ولم يكن نصيبها أفضل من الأولى، وضم إلى دولته أجزاء من المجر بما فيها عاصمتها (بودا)، وجعلها ولاية عثمانية، وفي آسيا قام السلطان سليمان بثلاث حملات كبرى ضد الدولة الصفوية، بدأت من عام (941 هـ – 1534م) وهي الحملة الأولى التي نجحت في ضم العراق إلى كنف الدولة العثمانية.
وفي الحملة الثانية عام (955ه – 1548م) أضيف إلى أملاك الدولة (تبريز)، وقلعتا: وان وأريوان، أما الحملة الثالثة فقد كانت عام (962ه – 1555م) وأجبرت الشاه (طهماسب) على الصلح وأحقية العثمانيين في كل من أريوان وتبريز وشرق الأناضول، وواجه العثمانيون نفوذ البرتغاليين في المحيط الهندي والخليج العربي، فاستولى (أويس باشا) والي اليمن على قلعة تعز عام (953ه – 1546م)، ودخلت عُمان وقطر والبحر في طاعة الدولة العثمانية، وأدت هذه السياسة إلى الحد من نفوذ البرتغاليين في المياه الإسلامية.
وفي أفريقيا، دخلت ليبيا والقسم الأعظم من تونس، وإريتريا، وجيبوتي والصومال، ضمن نفوذ الدولة العثمانية، وكانت البحرية العثمانية قد نمت نموًا كبيرًا منذ أيام السلطان بايزيد الثاني، وأصبحت مسؤولة عن حماية مياه البحار التي تطل عليها الدولة.
وفي عهد سليمان ازدادت قوة البحرية على نحو لم تشهده من قبل بانضمام (خير الدين برباروسا)، وكان يقود أسطولاً قويًا يهاجم به سواحل إسبانيا والسفن الصليبية في البحر المتوسط، وبعد انضمامه إلى الدولة منحه السلطان لقب (قبودان).!!
.
◄ الصورة: خريطة لتبريز من القرن السادس عشر، وضعها الجغرافي العُثماني نصوح السلاحي.