في مثل هذا اليوم13 يوليو1854م..
إغتيال والي مصر عباس حلمي الأول في قصره في بنها.
تمر، اليوم، الذكرى 170 على اغتيال عباس حلمى الأول داخل قصره فى مدينة بنها، لينهى عصر من أكثر عصور الأسرة العلوية اتهاما بالرجعية، وسط حالة من الغموض وروايات بالمؤامرة حول أسباب الاغتيال الذى وقع عام 1854.
وعباس حلمى الأول، كان ثالث حكام مصر فى العصر الحديث، بداية من حكم أسرة محمد على باشا، وهو الوالى الذى تولى الحكم خلفا لعمه إبراهيم نجل محمد على فى 24 نوفمبر سنة 1848، بناء على نظام الحكم المتبع حينها داخل الأسرة العلوية بأن يتولى الأبن الأرشد من بين أبناء وأحفاد الوالى.
وبحسب كتاب “البحث فى الأوراق القديمة” للكاتب مصطفى نصر، فإن مقتل عباس يحوى روايتين، إحدهما ذكرها إسماعيل باشا سرهنك فى كتابه “حقائق الأخبار عن دول البحار الجزء2” وتقول: إن عباس كانت له حاشية من المماليك يقربهم إليه ويصطفيهم، ويتخذ منهم خواص خدمه، ولهم عنده من المنزلة ما جعله يغدق عليهم الرتب العسكرية العالية، على غير كفاءة يستحقونها، وكان لهم كبير من غلمانه، يسمى خليل درويش بك، وقد أساء معاملة أولئك المماليك، فاستطاعوا عليه بالغمز واللمز، وخاصة لأنه صغير السن، فسخط عليهم وشكاهم إلى مولاه، فأمر بجلدهم، فجلدوا وجردوا من ثيابهم العسكرية، وألبسهم الخشن، وأرسلهم إلى الإسطبلات لخدمة الخيل، لكن مصطفى باشا أمين خزانة الوالى، أشفق عليهم، فطلب العفو عنهم، فاستجاب عباس وعفا عنهم، وردهم إلى مناصبهم، فجاءوا إلى بنها ليرفعوا واجب الشكر للوالى، لكنهم أضمروا الفتك به انتقاما لما أوقع بهم، فتآمروا عليه مع غلامين من خدمة السراوى يدعى أحدهما عمر وصفى، والآخر شاكر حسين، واتفق الجميع على قتله، حيث كان من عادة عباس عند نومه أن يقوم على حراسته غلامان من مماليكه، وفى هذه الليلة كان الغلامان المذكوران يتوليان حراسته، فجاءوا وهو نائم، قتلوا ثم أوعزوا إلى الغلامين بالهرب فهربا.
أما الرواية الثانية عن مقتل عباس الأول ترويها مدام أولمب إدوار فى كتابها “كشف الستار عن أسرار مصر” وخلاصتها: إن الأميرة نازلى هانم عمه عباس كانت فى الأستانة وأرسلت مملوكين من أتباعها لقتله، واتفقت وإياهما على أن يعرضا أنفسهما فى سوق الرقيق بالقاهرة كى يشتريهما عباس ويدخلهما فى خدمته، وكان المملوكان على جانب كبير من الجمال، مما يرغب وكيل الوالى فى شرائهما، فقد كانت الأوامر أن يختار الوكيل أشد الغلمان جمالا.
فجاء الغلمان إلى القاهرة ونزلا سوق الرقيق ورآهما مندوب الوالى، فرقه جمالهما، فاشتراهما وأدخلهما سراى مولاه ببنها، فأعجب عباس بهما، وعهد إليهما بحراسته ليلا، فما أن استغرق فى النوم، حتى انقضا عليه وقتلاه، وهربا إلى القاهرة ثم منها إلى الأستانة، حيث تنتظرهم مكافأة سخية من نازلى هانم على تنفيذ المؤامرة.
ولد عباس حلمي ابن طوسون في 13 يوليو 1813م بجدة، لم يرث عن جده مواهبه وعبقريته ولم يشبه عمه إبراهيم في عظمته وبطولاته، بل كان قبل ولايته الحكم وبعد أن تولى الحكم بلا مزايا وصفات تجعل منه ملكًا عظيمًا قادرًا على أعباء الحكم وينقل البلاد إلى التقدم والنهضة كما جاء في كتاب (عصر إسماعيل لعبد الرحمن الرافعى)، اعتنى محمد على به وتدريبه على الحكم، فهو أكبر أفراد الأسرة العلوية سنا وبالتالي أحقهم بولاية الحكم بعد إبراهيم باشا فتعلم في مدرسة الخانكا، فعهد إليه بالمناصب الإدارية والحربية، فولاه منصب مدير الغربية ثم منصب الكتخدائية التي كانت بمنزلة رئاسة النظار، اتسمت إدارته بالصرامة والقسوة، وبالرغم من أن نهي جده له عن هذه التصرفات وتحذيره من عواقبها ولكن طبيعته غلبت على نصائح جده وأوامره.
ولايته الحكم
استدعى إلى مصر من الحجاز لما عاجلت المنية إبراهيم باشا ليخلفه في الحكم تنفيذا لنظام التوارث القديم الذي جعل ولاية الحكم للأرشد فالأرشد من نسل محمد على وتولى الحكم في 24 نوفمبر 1848م – 27 ذي الحجة عام 1264 هـ في حياة جده محمد علي.
ولد عباس حلمي ابن طوسون في 13 يوليو 1813م بجدة، لم يرث عن جده مواهبه وعبقريته ولم يشبه عمه إبراهيم في عظمته وبطولاته، بل كان قبل ولايته الحكم وبعد أن تولى الحكم بلا مزايا وصفات تجعل منه ملكًا عظيمًا قادرًا على أعباء الحكم وينقل البلاد إلى التقدم والنهضة كما جاء في كتاب (عصر إسماعيل لعبد الرحمن الرافعى)، اعتنى محمد على به وتدريبه على الحكم، فهو أكبر أفراد الأسرة العلوية سنا وبالتالي أحقهم بولاية الحكم بعد إبراهيم باشا فتعلم في مدرسة الخانكا، فعهد إليه بالمناصب الإدارية والحربية، فولاه منصب مدير الغربية ثم منصب الكتخدائية التي كانت بمنزلة رئاسة النظار، اتسمت إدارته بالصرامة والقسوة، وبالرغم من أن نهي جده له عن هذه التصرفات وتحذيره من عواقبها ولكن طبيعته غلبت على نصائح جده وأوامره.
ولايته الحكم
استدعى إلى مصر من الحجاز لما عاجلت المنية إبراهيم باشا ليخلفه في الحكم تنفيذا لنظام التوارث القديم الذي جعل ولاية الحكم للأرشد فالأرشد من نسل محمد على وتولى الحكم في 24 نوفمبر 1848م – 27 ذي الحجة عام 1264 هـ في حياة جده محمد علي.
استمر حكمه خمس سنوات ونصف، مال فيها إلى العزلة حيث غلبت عليه صفات التطير وسوء الظن بالناس، فاحتجب بين جدران قصوره التى اختار لبنائها الأماكن الصحراوية والبعيدة عن العمران فيما عدا سراي الخرنفش وسراي الحلمية بالقاهرة وقد بنى قصرا فخما بالعباسية – التي سميت على اسمه من ذلك الحين – وقصرا في بنها على ضفاف النيل.
وامتاز عهده بأمن مستتب لم يسبق له مثيل فضرب على أيدى الاشقياء وقطاع الطرق وطاردهم وعاملهم بالقسوة فخشوا بأسه، وهو أول حاكم في الشرق مد السكك الحديدية ونفذ المشروع عام 1852م، فكان أول الأعمال إصلاح الطريق بين القاهرة والسويس ثم مد السكة الحديدية من الإسكندرية إلى القاهرة، كما مد الخطوط التلغرافية لتسهيل سبيل التجارة، و ضع الحجر الأول لمسجد السيدة زينب بيده، في احتفال كبير حضره الاعيان ورجال الدولة وذبحت الذبائح وفُرقت الصدقات.
اغتياله:
اتفقت الروايات على أن عباس مات مقتولاً في قصره ببنها وهذا ثابت تاريخيًا، واختلفت على كيف ولماذا قُتل، وهذا ليس عجيبًا فهي مؤامرة من مؤامرات القصور بعد صراعه مع الباب العالى من جهة، ووقوفه ضد تدخل أي نفوذ أجنبي في البلاد من جهة اخرى، وسيعه ليتولى ابنه الحكم من بعده.
الرواية الأولي يرويها “إسماعيل باشا سرهنك” في الجزء الثاني من كتاب “حقائق الأخبار عن دول البحار” أن عباس باشا حلمي الأول كانت له حاشية من المماليك يقربهم إليه ويصطفيهم، ويتخذ منهم خواص خدمه، ولهم عنده من المنزلة ما جعله يغدق عليهم الرتب العسكرية العالية، على غير كفاءة يستحقونها، وكان لهم كبيرا من غلمانه يدعى “خليل درويش بك” الذي أساء معاملة أولئك المماليك لأنهم أساءوا إليه بالغمز واللمز، خاصة لأنه صغير السن، فسخط عليهم وشكاهم إلى مولاه عباس باشا حلمي الأول الذي أمر بجلدهم، فجلدوا وجردوا من ثيابهم العسكرية، وألبسهم الخيش، وأرسلهم إلى الإسطبلات لخدمة الخيل، لكن مصطفى باشا أمين خزانة الوالي، أشفق عليهم، فطلب العفو عنهم، فاستجاب الوالي عباس حلمي الأول وعفا عنهم، وردهم إلى مناصبهم، فجاءوا إلى قصره المنيف في مدينة “بنها” ليرفعوا واجب الشكر لعظمته، لكنهم على ما يبدو كانوا قد أضمروا في داخلهم الفتك به انتقاما لما وقع بهم، فتآمروا عليه مع غلامين من خدم القصر، أحدهما يدعى عمر وصفى، والآخر شاكر حسين، واتفق الجميع على قتله، حيث كان من عادة عظمة الوالي عباس حلمي الأول أن يقوم على حراسته غلامان من مماليكه عند نومه، وفى هذه الليلة كان الغلامان يتوليان حراسته، فجاء المتآمرون وقتلوه وهو نائم ثم أوعزوا إلى الغلامين بالهرب فهربا.
والرواية الثانية ترويها “مدام أولمب” في كتاب “كشف الستار عن أسرار مصر” تقول فيها أن عمته “الأميرة نازلي” هانم التي كانت مقيمة في الآستانة أرسلت مملوكين من أتباعها لقتله، واتفقت معهما أن يعرضا أنفسهما في سوق الرقيق بالقاهرة كي يشتريهما الوالي ويدخلهما في خدمته، وكان المملوكان على جانب كبير من الجمال مما يحمس وكيل الوالي لشرائهما، فقد كانت الأوامر أن يختار الوكيل أشد الغلمان جمالا.. وبالفعل – كما تقول القصة الثانية – جاء الغلامان إلى القاهرة ونزلا سوق الرقيق ورآهما مندوب الوالي فأعجب بجمالهما، واشتراهما وأدخلهما سراي مولاه فى “بنها”، وأعجب بهما الوالي وعهد إليهما بحراسته ليلا، فما أن استغرق في النوم، حتى انقضا عليه وقتلاه، وهربا إلى القاهرة ومنها إلى الآستانة، للحصول على المكافأة السخية التي وعدتهم بها عمته نازلي هانم بعد تنفيذ المؤامرة وعثر عليه في النهاية مقتولا في قصره المنيف في مدينة بنها في 14 يوليو 1854م.
وأما الرواية الثالثة فتشير إلى أنه مات بالصرع الذي لازمه في أيامه الأخيرة، وهى من أضعف الروايات التي ذكرت في المراجع التاريخية.
وكُتم خبر موته عدة أيام، ثم نُقلت جثته من بنها إلى قصره بالعباسية، ثم دُفن بمدافن الاسرة العلوية في الإمام الشافعي بالقاهرة.!!!!!!!!!