في مثل هذا اليوم10 اغسطس1793م..
افتتاح متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس بعد عام من اقتحام الثورة الفرنسية له وكان يعرف قبل ذلك بقصر «إلتوي لري» وكان مقرا لإقامة ملوك فرنسا قبل الثورة الفرنسية.
هاجم الثوار الفرنسيون “قصر إلتوي لري” مقر الملك لويس السادس عشر أثناء احداث الثورة الفرنسية الدامية في 10 أغسطس 1792، ولجأ الملك إلى “مقر الجمعية الوطنية” التي أوقفته وقررت انتخاب مؤتمر وطني لوضع دستور جديد للبلاد، لينتهي النظام الملكي فعلياً في البلاد، وبعد عام كامل وفي نفس يوم اقتحام القصر أُفتتح متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس وتحول اسم “قصر إلتوى لري” الذي كان مقرًا لإقامة ملوك فرنسا لأكثر من قرنين من الزمان كقصر ملكي قبل الثورة الفرنسية، إلى متحف “اللوفر الكبير” المتحف الوطنى والمعرض الفني الفرنسي.
وتعد مجموعة متحف اللوفر واحدة من أغنى المجموعات في العالم ، حيث تمثل الأعمال الفنية والتحف الفنية 11000 عام من الحضارة والثقافة الإنسانية.
ويرجع القصر إلى عهد الملك فرانسيس الأول الذي اختار في عام 1546 قلعة من القرن الثاني عشر بناها الملك فيليب الثاني لتكون مقراً لإقامته، وبدأ في بناء القصر اللوفر الجديد الذي أشرف عليه المهندس المعماري بيير ليسكوت، وكان فرانسيس جامعًا فنيًا عظيمًا، وانتهى جزء بسيط من اللوفر الحالى.
استمر العمل بعد وفاة فرانسيس وحتى عهد الملكين هنري الثاني وتشارلز التاسع حيث قام كل ملك فرنسي لاحق بتوسيع القصر وأراضيه، وأدخل لويس الثالث عشر ولويس الرابع عشر إضافات رئيسية في القرن السابع عشر، كما قام هذان الملكان أيضًا بتوسيع المقتنيات الفنية للتاج بشكل كبير، وحصل لويس الرابع عشر على المجموعة الفنية لتشارلز الأول ملك إنجلترا بعد إعدامه في الحرب الأهلية الإنجليزية، قامت لجنة مكونة من المهندسين المعماريين كلود بيرولت ولويس لو فو والديكور والرسام تشارلز لو برون بتخطيط ذلك الجزء من متحف اللوفر المعروف باسم الرواق، نقل لويس الرابع عشر بلاطه إلى فرساي في عام 1682 ، ولم يعد متحف اللوفر المقر الملكي الرئيسي.
حملت الثورة الفرنسية روح التنوير ، فبدأت الكثير بالدعاوى إلى العرض العام للمجموعات الملكية، كان الكاتب والفيلسوف الفرنسي دينيس ديدرو من بين أول من اقترح متحفًا وطنيًا للفنون للجمهور، وعلى الرغم من أن الملك لويس الخامس عشر عرض مؤقتاً مجموعة مختارة من اللوحات في قصر لوكسمبورج في عام 1750 ، إلا أنه لم يتم إحراز تقدم حقيقي في إنشاء متحف دائم إلا بعد اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789، افتتحت الحكومة الثورية المتحف المركزي للفنون في جراند جاليري في متحف اللوفر في 10 أغسطس 1793.
توسعت مساحة المتحف بالقرن التاسع عشر اثناء حكم نابليون، فبدأ العمل في الجناحين الرئيسيين ، وصالات العرض والأجنحة بطول شارع دى ريفولى، كما نمت المجموعات والمقتنيات الفنية في المتحف بسرعة، حيث استولى الجيش الفرنسي على القطع الفنية والأثرية من الأراضي والدول التي تم غزوها في الحروب الثورية والنابليونية، وأعيد الكثير من الفن المنهوب بعد هزيمة نابليون في عام 1815، لكن مجموعات الآثار المصرية الحالية في متحف اللوفر وغيرها من الأقسام ترجع إلى غزوات نابليون، تمت إضافة جناحين جديدين في القرن التاسع عشر، وتم الانتهاء من مجمع اللوفر متعدد المباني في عام 1857، في عهد نابليون الثالث، وأصبح متحف اللوفر المكتمل عبارة عن مجمع ضخم من المباني التي تشكل جزءين رئيسيين رباعي الأضلاع يحيطان بساحتين كبيرتين.
خضع مجمع مباني متحف اللوفر الكبير -كما يُعرف المتحف رسميًا- لعملية إعادة تصميم كبيرة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ليصبح المتحف القديم أكثر سهولة واستيعابًا لزواره، فتمت إضافة وسائل الراحة الحديثة للمتحف وافتتحت آلاف الأمتار المربعة من مساحات العرض الجديدة، وبناء مجمع كبير تحت الأرض من المكاتب والمحلات التجارية ومناطق التخزين ومواقف السيارات، قاعة محاضرات، ومستودع للحافلات السياحية ، وكافيتريا، ويقع المدخل الأرضي لهذا المجمع الجديد في وسط ساحة نابليون Cour Napoléon وتوج بهرم من الصلب والزجاج مثير للجدل صممه المهندس المعماري الصيني الأمريكي آي إم باي، وافتتح المجمع في 1989.
وفي الذكرى المئوية الثانية للمتحف، افتتح جناح ريشيليو المعاد بناؤه الذي كانت تشغله وزارة المالية الفرنسية للجمهور في عام 1993، وهذه هي المرة الأولى التي يخصص فيها متحف اللوفر بأكمله لأغراض المتحف، وضم الجناح في الأصل مجموعات من اللوحات الأوروبية والفنون الزخرفية والفنون الإسلامية، وعرضت ثلاثة أفنية داخلية ذات سقف زجاجي منحوتات فرنسية وأعمال فنية آشورية قديمة.
انتقلت مجموعة الفن الإسلامي الموسعة بالمتحف لاحقًا إلى جناحها الخاص (افتتح عام 2012)، حيث قام المهندسان المعماريان الإيطاليان ماريو بيليني ورودي ريتشيوتي بإحاطة فناء داخلي آخر تحت سقف متموج ذهبي اللون مصنوع من الزجاج والفولاذ.
وبدأ المتحف في فتح فروع أخري مع بداية القرن الحادي والعشرين، فافتتح فرعاً في مدينة لنس بشمال فرنسا في 2012 من تصميم صممه المعماريان اليابانيان كازويو سجيما و ريو نيشيزاوا، وبعد خمس سنوات افتتح آخر بمدينة أبو ظبي بالأمارات العربية المتحدة صممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل في جزيرة السعديات، بعد اتفاق بين حكومتي حكومتي فرنسا والإمارات العربية المتحدة حيث يقوم متحف اللوفر بتأجير اسمه وأجزاء من مجموعته وخبرته للمتحف الجديد لمدة 30 عاماً.
وأصبح المتحف بمرور السنوات هو المتحف الأكثر زيارة في العالم، وحيث تعد مجموعة لوحات اللوفر واحدة من أغنى اللوحات في العالم وتمثل جميع فترات الفن الأوروبي، بالاضافة إلى العديد من الروائع رسامي عصر النهضة الإيطاليين منها صورة الموناليزا ليوناردو دافنشي، كما يضم المنمنمات، والفخار، والنسيج، والمجوهرات، والأثاث، وقسم اليوناني، الأترورية، والآثار الرومانية، والنحت، الفسيفساء ، المجوهرات، وصناعة الفخار، وتم إنشاء قسم الآثار المصرية عام 1826 لتنظيم المجموعات التي تم الحصول عليها خلال حملة نابليون المصرية، يعتبر قسم آثار الشرق الأدنى أكثر أهمية لمجموعته من فن بلاد ما بين النهرين.!!!!!!!!!!!!!!!!!