في مثل هذا اليوم11 اغسطس1929م..
العراق وإيران توقعان معاهدة صداقة أنهيا فيها قرونًا من العداء بينهما.
تربط العراق بإيران صلات تاريخية وثقافية ودينية إلى جانب صلة الجوار التي أوجدتها الطبيعة، وترتقي تلك العلاقات الى عهود موغلة في القدم، ونظراً لطول المدة الزمنية لتلك العلاقات، فسوف يقتصر بحثنا هنا على العلاقات بين الدولتين منذ عام 1921 وهو العام الذي شهد قيام الحكم الوطني وتنصيب فيصل بن الحسين في الثالث والعشرين من اب 1921 ليكون أول ملك على العراق في تاريخه المعاصر. ومما يثير الاستغراب أنه على الرغم من كل ذلك التاريخ الطويل بين الشعبين لم تعترف الحكومة الايرانية بالنظام الجديد في العراق على الرغم من انها الدولة الوحيدة المتاخمة للعراق من الدول المشتركة في عصبة الأمم ولها فيه موظفون قنصليون لقد كان هذا الموقف الايراني على حد قول احد الباحثين “غامضاً وظل كذلك مدة ثماني سنوات حيث تأخر اعتراف ايران بالحكم الجديد في العراق رغم اعتراف عدد كبير من الدول الأوربية به .وبغض النظر عن الأسباب التي حالت دون اعتراف الحكومة الإيرانية – آنذاك – بالنظام العراقي الجديد مباشرة ، فقد أعربت حكومة طهران في عام 1929 عن استعدادها للاعتراف به وبناء على ذلك ارسل الملك فيصل الاول (1921- 1933) في العشرين من نيسان من العام المذكور ، وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة رستم حیدر، رئيس الديوان الملكي لتلقي اعتراف ايران بالعراق ، وكان الوفد يحمل رسالة شخصية من الملك فيصل الاول الى رضا شاه بهلوي (1925-1941) مملؤة بالعواطف الاخوية والعبارات الودية . وفي الخامس والعشرين من الشهر المذكور اقام الاخير مأدبة تكريماً للوفد العراقي وخلالها اعلن رئيس الوزراء الايراني اعتراف بلاده رسميا ،بالعراق فرد رئيس الديوان شاكراً لإيران اعترافها واعقب ذلك تبادل الدولتين التمثيل الدبلوماسي ، إذ عينت ايران في شهر تموز عنایت الله خان سميعي وزيراً مفوضاً لها في بغداد ووصلها في الثاني والعشرين من الشهر المذكور، كما عين توفيق السويدي ممثلاً دبلوماسياً للعراق في طهران . وفي يوم الحادي عشر من اغسطس من العام نفسه عقد اتفاق مؤقت بين الدولتين يمنح رعايا الحكومتين العراقية والايرانية حق افضل الدول في اراض الدولتين، كما عينت الحكومة العراقية وزيراً مفوضاً لها في طهران عام 1931.!!






