النقد على النقد: “الرواية وتعدّد الرمزية”
الناقد :عمر دغرير(تونس)
الرواية: “الملائكة لا تطير”( الكاتبة فاطمة بن محمود)(تونس)
ناقدة على النقد: جليلة المازني (تونس)
1- التثمين:
– قراءة عميقة منهجية وتحليلا وتأويلا وتدليلا.
– تبرير اختيار الكاتبة فاطمة بن محمود اسم الشخصية الرئيسة “سيف”
– التعرض بصفة عابرة لرمزية اسم “سيف” في الخاتمة.
2- النقد على النقد: “الرواية وتعدّد الرمزية “في اسم “سيف”
لا شك ان التعددية الرمزية حاضرة في ذهن الكاتبة فاطمة بن محمود عند اختيار اسم “سيف” للشخصية الرئيسية والناقد أشار في الخاتمة الى رمزية سلطته المزدوجة بين الخير والشر.
بيد أن الناقد عمر دغرير لم يوضح هذه الرمزية وفق تعدّدها لتوظيفها في التحليل والتاويل.
حبذا لوتنا ول الناقد الرمزية من عدة جوانب وتوظيفها في مرحلتي التحليل والتأويل:
أ- الرمزية الوطنية:
يرمز السيف في شعار الجمهورية الى العدل والأمن:هل كان سيف بطل الرواية عادلا مع ابنته التي أخضعها الى ختان البنات ؟هل كان عادلا مع زوجته المنقبة التي يخونها في المتخيل.؟
ب- الرمزية الدينية :لقد لقب خالد بن الوليد بسيف الله المسلول دفاعا عن الاسلام الحق وسيف في الرواية يتاجر بالدين.
ج- الرمزية النفسية :
من وجهة نظر علم النفس لاسم “سيف” صفتان ايجابية وسلبية:
+ ايجابية اسم سيف:
– اسم سيف في حدّ ذاته ميزة وايجابية حتى أن اسم سيف أصبح مضافا يقتضي مضافا اليه يحمل عدة معاني:سيف الدين /سيف الحق/ سيف الاسلام /سيف الله/ سيف الدولة…
+ سلبيات اسم سيف:
– التردد في اتخاذ القرارات:
سيف الرواية يعيش ترددا بين زوجته المنقبة و الاشتهاء الذي يسيطر عليه لحبيبته الاولى.
– سرعة الغضب فسيف الرواية يطغى عليه الفكر الذكوري.
– التفكير كثيرا في أخطائه ويعاقب نفسه: واذا بسيف الرواية يخرج من السجن من النقيض الى النقيض.
د- الرمزية الأخلاقية:
اسم سيف يجد راحته النفسية في الحياة الزوجية وسيف الرواية لايستمتع مع زوجته بل يخونها وهو معها بالفراش(في المتخيل).
ه- الرمزية السياسية:
ان سيف الرواية في خدمة الاسلام السياسي ولنا في شخصية” سيف” الدولة الحمداني مثال سيّئ في الدهاء السياسي الذي جعله يُبقي على ابن عمّه أبي فراس الحمداني في السجن أسيراخوفا من أن يسلبه السلطة.
ولنا في ملك اليمن “سيف” بن ذي يزن مثال جيد في العدل والحكمة حين وقع اليمن تحت سيطرة الفرس وقولته الشهيرة” استبدلنا أسيادا بأسياد “.
فهل كانت لسيف الرواية الحكمة وهل كان له العدل وهو ينتصر للاسلام السياسي بما فيه من ارهاب؟.
وخلاصة القول فان تعدد الرمزية حين نتناولها بالتحليل بصفة ممنهجة فيها انصاف للكاتبة التي اختارت هذا الاسم”سيف” دون غيره وفي نفس الوقت يضفي على دراسة الناقد مزيدا من الافاضة في التحليل و الاثراء في التأويل.
شكرا للناقد المتميز عمر دغريرو للكاتبة المبدعة فاطمة بن محمود .
بتاريخ 11/08/2024






