النقد على النقد: “الرواية ومتعة التناصّ”
الناقد:عمر دغرير(تونس)
الرواية “زمن الكلام الأخير”
الروائية: فاتن كشو(تونس)
ناقدة النقد :جليلة المازني(تونس)
1- التثمين للقراءة النقدية للناقد عمر دغرير:أشكر الناقد على ما يلي:
– التقديم الشكلي والمضموني للرواية.
– قراءة وازنة تأويلا وتدليلا.
– الاشارة الى الحكايات الواردة بالرواية .
– تعدد الرواة في الرواية.
– الاشارة الى تعدد الأزمنة…
2- النقد على النقد:” الرواية ومتعة التناصّ”
حبّذا لو أشار الناقد لمزيد اثراء نقده وانصافا للكاتبة الى ما يلي:
أ- التناصّ :لقد اعتمدت الروائية فاتن كشو في روايتها “زمن الكلام الاخير” الحكايات داخل الرواية الأمّ وهذا يتناصّ مع الأسلوب السردي الذي اعتمده الاديب عبد الله بن المقفع في العصر العباسي عصر التطور الحقيقي في النثر العربي وهوالكاتب الحكيم الذي اعتمد أسلوب السرد داخل السرد أوالقصّ داخل القص في قصة “كليلة ودمنة” .
وها هي الروائية فاتن كشو عن قصد أو عن غير قصد تُحْيي هذا الأسلوب السردي لتضمّن الرواية الأمّ حكايات فرعية.وهذا أسلوب سردي طريف بامتياز.
ب – تعليل اختيار الروائية هذا الأسلوب السردي في روايتها:
لئن كان هدف ابن المقفع وهو الكاتب الحكيم من تضمين القصة الأمّ في قصة كليلة ودمنة قصصا فرعية لغاية ضرب المثل وضرب المثل من الحكمة التي يعتبر بها أولو الألباب.
وابن المقفع عمد الى ضرب المثل عملا بتعدد آيات ضرب المثل في النص القرآني والتي بلغ عددها واحدا و أربعين آية.
ونكتفي بالآية “وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون”(سورة العنكبوت(43)).
وفي هذا الاطار هل الروائية فاتن الكشو اعتمدت أسلوب ابن المقفع السرد داخل السرد بهدف ضرب المثل للاعتبار؟؟؟
لقد كتبت الروائية فاتن كشو في تقديمها لحكاياتها :” انك تستطيع أن تُميتني وأن تجعل روحي تفارق مني الجسد لكنك لن تستطيع أن تقتل حكايتي التي سيردّدها التاريخ”.
وذكر الروائية ترديد التاريخ لحكايتها مشحون بمعنى الاعتبار بالتاريخ
فروايتها هي في ظاهرها لا تزيد عن حكايات مشوقة ولكن في باطنها عبرة واعتبار بهذه الحكايات في أزمان مختلفة.
والكاتبة فاتن كشو تتناصّ هنا مع قولة ابن خلدون حين قال:
“التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار وفي باطنه نظر وتحقيق”.
فالكاتبة تطرح على ألسنة رُواتها الفرعيين هذا الزمن المركب من ماضي وحاضر ومستقبل والاستشراف للمستقبل لن يكون الا بالاعتبار من الماضي والحاضر حتى لا يتكرّر نفس الخطا أو “الفشل” في المستقبل.
وبالتالي فالكاتبة عن قصد أو عن غير قصد هي تلتقي بتناصّها مع ابن المقفع الحكيم في قصة “كليلة ودمنة” بنفس الهدف وهو المتعة والاعتبار.
وخلاصة القول فان التناص الذي اعتمدته الكاتبة فاتن كشو في روايتها “زمن الكلام الأخير”مع قصة “كليلة ودمنة” لابن المقفع قد جعل روايتها وفق نظرية التناصّ الحديثة التي أضفت على الرواية طرافة الأسلوب ووجاهة الهدف فتحقّقتْ بذلك متعة التناص.
شكرا للناقد القدير عمر دغرير والكاتبة المتميزة فاتن كشو على منحي فرصة القراءة على القراءة.
بتاريخ: 18/08/2024