عاصفة
كان البحر هادئا والجوّ لطيفا…لحظات اختبأت فيها الشمس بلهيبها الحار وراء غيمة…
كانت أمي تتحرك بصعوبة ولم تكن مرافقتنا الضيفة تحسن السباحة ….
دخلنا جميعا إلى البحر … وفجأة هبّت عاصفة هوجاء : ضباب و أمطار غزيرة جدا و ريح عاتية اقتلعت المظلات … وبعثرت كل الأشياء وأصبح المصطافون يتراكظون في هلع…
تعلقت أمي بيميني والضيفة بيساري ولا أدري كيف استطعت جذبهما بقوة شديدة حتى شعرت بأن مفاصل يدي وكتفي قد خُلِعت ..بقيت أجذبهما وأنا اضحك في محاولة لاقناعهما بالهدوء وعدم الخوف وبذل جهد لمساعدتي على إخراجهما…
وما إن لامست قدماها رمال الشّاطىء حتى جرت الضيفة بسرعة غريبة نحو الشّارع تسابق رياح العاصفة وهي تظنّ أنّ البحر سيكرّ بموجه العالي ويبتلع الباقين
أما أمي فاتكأت على كتفي صامتة..عانقتها وسرنا ببطء وعبرنا الشّاطىء فوصلنا حذوسيارة أشارت لنا صاحبتها منادية وفتحت الباب فركبنا…
نزهة المثلوثي
17/8/2024