قراءة نقدية:” القصيدة والأسطورة”
القصيدة :راعية الماعز
الشاعر:حمد حاجي(تونس)
الناقدة :جليلة المازني(تونس)
القراءة النقدية:”القصيدة والأسطورة”
لقد اختارالشاعر عنوان قصيدته “راعية الماعز”
وراعية الماعز هي أسطورة وظفها الشاعر في قصيدته لتشويق القارئ:
“راعية الماعز أسطورة تروي قصة طفلة صينية “تشين وان” لم تكمل السابعة سنوات من عمرها .
انها ترعى أكثر من 300 رأسا من الماعز وتملك مهارات كبيرة في التحكم بقطيع الماعز وتتجاوب مع القطيع بطريقة غير عادية وتستمتع برفقته كأنها برفقة اصدقائها” (1).
والماعز أيضا يعتبرأسطورة عند الاغريق فهو” رمز للاثارة والجنس والخصوبة
ان اناث الماعز حُظيت بالتقديس وكانت رمزا للأمومة لانها بحسب الاساطير
رعت الاله “زيوس” عندما كان رضيعا.ويوجد باليونان معبد فيه تمثالان نصفهما انسان ونصفهما ماعز”(2)
ان راعية الماعز الأسطورة استخدمها الشاعر ليخوض مع حبيبة مغامرته العاطفية راعية الماعز التي احتضنته بقلبها الكبير وبمهارتها الفائقة مغامرة حبّ ممتعة.
ان شجاعة هذه الراعية “الاسطورة” جعلتها تبادر وتناديه وتدعوه لتحميه من البرد والمطر وتمنحه الدفء.
لقد استخدم الشاعرفعل النداء “تعال”وجعله لازمة ألزم بها نفسه ليؤكد الزام الراعية بدعوته الى الرقص معا وسماع المواويل واغنيات البدو والحضروالاستمتاع بشراب القهوة معا. يقول الشاعر:
وقالت سحاب..
وبرة برد ونوء..
تعال أخبئك عن أدمع المطر.
تعال تغطك روحي
وأدفئك بالوزرتين
وبالصوف والوبر.
تعال أشغل لك الاسطوانات..والذكريات..
لنرقص شيئا على قدر..
وأثناء أسمعك بعض المواويل
من نغمة البدو والحضر
تعال أهيئ لك البن
في ركوة فاح بالعطر والزهر..
من خلال هذ الفجوة النصية قد يتدخل القارئ وقد يعتبر ان الشاعر وظف أسطورة ثانية وهي أسطورة القهوة التي ارتبط اكتشافها لأول مرة براع للماعز وقد يستحضر القارئ ما قيل في هذه الأسطورة:
“كان من المفترض أن القهوة اكتشفها أحد رعاة الماعز في أثيوبيا وهذه الاسطورة تفيد بان الآثار المنبهة لحبات القهوة اكتشفت عن طريق الخطأ من
قبل راعي الماعزالذي لاحظ الحيوية المفرطة للماعز التي يرعاها بعد تناولها
ثمارا من شجرة معينة.”(2)
ان الشاعر قبل دعوتها له لشرب القهوة وهذا ما شجعه على الدخول للزريبة حيث استمتع بجمالها وبحليب معزتها الذي أعاد روحه الى جسده:يقول:
دلفت…
ووافيتها بالزريبة تحلب معزتها
وتغني على البلد..
وأودعت شامتها قبلة..
ذاب من فرط حبي لها في الحشا
كبدي..
ولكنها كالملائكة مدت اناء حلاب
من الضرع سخنا..
أعاد لي الروح للجسد…
لقد شبه حبيبته راعية الماعز بالملائكة في نقائها وطهرها وجمالها.
وبالتالي فان الشاعر يفخر بحبيبته راعية الماعزهذه الحبيبة التي اعتبرها الاسطورة والمثل في شجاعتها وحبها وعاطفيتها ونقائها وملائكيتها تماما كراعية الماعز الاسطورة.
وخلاصة القول فان الشاعر حمد حاجي قد استطاع ان يرسم لنا لوحات فنية تجسد مغامرته مع حبيبته راعية الماعزبتوظيف الاسطورة كأداة تعبيرية جمالية
عظم توظيفها في الشعر المعاصر.
سلم قلم الشاعر حمد حاجي المتميز والمجدّد.
بتاريخ:28/08/2024
المراجع:
Facebook..HESPRESS(1)راعية الماعزا
https://www.independentarabia.com>..(2(
الماعز”عاشق”التمرد والحرية وصاحب الخدمات الجليلة- اندبندنت عربية
https://www.aljazeera.net>lifestyle(3 )
القهوة ..حكاية مزاج وصدفة اكتشفها راعي ماعزا أخبار أسلوب حياة