حياة الماعز بين الجنة والجحيم فيلم حياة الماعز the goet life بقدر ماادهشنا بقدر ماحمل اجوبة مفخخة عن تساؤلات حملها المشاهد ،التي تمخض عنها المزيد من الأسئلة في محاولة من المخرج اعتماد مقولة :”لست مروحة في أيدي الكسالى”.الفيلم لايحتاج مشاهدا خاملا يركز على أكل الفوشار ويستمتع بالفيلم ابدا ؛انما يحتاج لمتلقي نبيه من خلال تحريكه من قبل المخرج وكاتب السيناريو اي عصف المشاهد لايجاد الاجوبة ،اعتماد التغليب البصري على الحوار وجمالية الصورة .من خلال دراما البقاء وحزن يدمي القلب.حياة الماعز عنوان اشكالي عبثي فلسفي حسب رأيي -الفيلم ليس موجه للسعودية فقط -هو موجه للانسان بصفة عامة ،الذي يعيش بلا اهداف وحياته تعتمد على الروتين ،من يحددها الراعي والقطيع لانها بلا معنى …في مشهد الهندي الذي وجده نجيب يهتم بالماعز فور وصوله ،يموت وتأتي مجموعة من الصقور وتأكله في محاولة فاشلة من نجيب مساعدته …ليقف أخيرا مصدوما من هول المشهد ،كأن ذاته تقول له ان لم تحررني هذا مصيري .نعم فكل من يترك احلامه تموت واهدافه حياته تعتبر حياة الماعز ،ايضا قبل هذا المشهد عندما سأل نجيب الهندي عن اسمه يخبره انه لايتذكر لانه تعود ان يناديه الكفيل والعمال بالهندي او انت؟!هنا المشهد يعبر عن تشيؤالانسان وفقدان ذاكرته الطوعية واصابته بالزهايمر المؤقت القصدي .اظهر الفيلم ايضا حيوانية الانسان وقسوته في متضادات اشكالية ،رغم انها واقعية الاأنها استلهمت من مآسي سوفوكليس لماذا؟لأنها أشبه بالأسطورة الملحمية ،وكل من شاهد الفيلم صدم للكم الهائل من الظلم واللاإنسانية لجلاد يدعونا للسلام والحرية وتقبل الآخر .ربما أكثر مقطع زعزع المشاهد واستدر عواطفه “تكلم نجيب لغة الماعز ورفضه أكل لحمها ،لأنها حسب نظره كانت الرفيق القريب له .رحلة مدتها ساعتين وخمسون دقيقة مثلت شعرية المنفى ،عبرت عن التجربة الانسانية من خلال غرائبية وعبور نحو التيه ،هي سيرة ذاتية لنجيب محمد هندي من قرية كيرالا لغتها المايالامية مأخوذمن رواية بن يامين تحكي قصة هندي فقير باع كل مايملك وسافر في تسعينيات القرن السعودية في رحلة البحث عن الثراء المزعوم طبعت 250ط صورت صورة البطل المهزوم ،الخاضع للآخر من خلال رحلة شاقة خارج حدود الذات الثقافية كان الفيلم واضح لم يعتمد على وساطة رمزية،شخصيات الفيلم ابراهيم قادري مثل المنقذ وطريق الخلاص (الخضر)ان كان الكفيل هو الشيطان فإن ابراهيم قادري جسد صورة المسلم المتصالح مع الآخر وجسد صورة الملاك ،حكيم مثل الشخصية الطفولية التي لاتستطيع حماية نفسها تحتاج دوما لمعيل .أما الشخص السعودي الذي قام بايصال نجيب للمدينة وعامله معاملة جيدة جسد صورة السعودي الطيب المتشرب التعاليم الاسلامية الصحيحة .مؤكدا ان مختطف نجيب لايمثل الشعب السعودي لأن الشاذ يحفظ ولايقاس عليه .قام نجيب بشكر الرجل مع بكاء هستيري لأنه منذ خطفه جلاده لم يلتق شخصا يعامله بطريقة انسانية لبقة .ليصاحب المشهد الآذان وأراد منه المخرج التذكير بأن الدين المعاملة وأن بعد العسر يسر،حاول الفيلم التفتيش على نقاط التصالح بين العامل والكفيل ،خاصة في مشهد اكتشاف نجيب ان الذي اغتصب حريته وصادر عمرهصادر عمره مدة ثلاث سنوات لم يكن الكفيل ،وانما من اختطفه مستغلا تأخر الكفيل الحقيقي .آداء الممثلين كان مقنعا جدا.مارس الفيلم لعبة ماتعة أثارت العواطف ،سلطت الضوء على حقوق الانسان وختم بجملة مزلزة قالها البطل نجيب “الجميع يعود إلى وطنه محملا بالهدايا…الملابس والعطور وأجهزة التلفاز وأنا كل مااستطعت أن احمله لأسرتي هو ماتبقى من عمري لأعيش معهم “لانعمم كفيل الماعز على بلد بحجم السعودية وانما مثل شخص بعينه حملت القصة الواقعية الكثير من الألم من فرحة المجيء لبلد يتمتع أفراده بثراء فاحش إلى الهروب من الجحيم ،حليب الماعز أهم من حياته يعامل كالعبد ودون اجرويطالعنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم المشهور في هذا الباب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا، فاستوفى منه ولم يوفه أجره” رواه البخاري .