***قدّيس ولو كفرْ***
ملأت رائحة حزنه المكان، نظرت إليه بحنوّ، مستفسرة: أ ولست سعيدا؟
أجاب دون أن ينتبه لنبرة الأسى بصوتها: كنت أريد حياة مختلفة، كنت أطمح أن أغزو قلوب الكثيرين غزوا يجعلهم لا يقوون على نسياني.
صرخت -بكل ذاك الوجع الذي أخفته بصَمْتها فترة غيبوبته- لكنني ووالداك لن ننساك لأنّنا نحبك.
مرت برهة ثقيلة من الصمت، أردفت بعدها، أ لا تكفك محبّتنا لك؟
وحين همّ بالردّ، استوقفته بإشارة من يدها، أن اصمت، دعني أحملك بين دفات صدري نقيا لا يعرف الكذب.
دع صورة الملاك النائم تخلد بذاكرتي.
لا تشوه نقاءها، لا تشوهني، إنّي أحبّك.
فلا تزعزع إيماني بأنّ الحب مقدّس، وأنّك قديس، وللقدّيس هيبة.
وإني لأخشى أن أكذِّبَك، فأُغْضِبُ الربَّ، وأكفُر.
نادية الأحولي