في مثل هذا اليوم8 سبتمبر1978م..
القوات الحكومية البهلوية أطلقت النار علی المظاهرين المحتجّين ضد حكم الشاه محمد رضا البهلوي ما سمّیت بالجمعة السوداء في إيران وأسفر عن مقتل حوالي 88 شخصا ويعتبر حدثا محوريا في مجرى الثورة الإيرانية الإسلامية.
الجمعة السوداء (بالفارسية: جمعهٔ سیاه) هو الاسم الذي أطلق على يوم 8 سبتمبر عام 1978 (17 شهريور 1357 في التقويم الهجري الشمسي الإيراني) حيث وقع إطلاق للنيران في ميدان جاليه (بالفارسية: میدان ژاله) في طهران في إيران. وقد وصفت الوفيات وردود الفعل التي أسفرت عنها بأنها حدث محوري في مجرى الثورة الإيرانية الإسلامية، وذلك عندما تم إخماد أي «أمل للتوصل إلى تسوية» بين الحركة الاحتجاجية ونظام الشاه.
مع استمرار الاحتجاجات ضد حكم الشاه أثناء ربيع وصيف عام 1978، أعلنت الحكومة الإيرانية الأحكام العرفية. وفي 8 سبتمبر، احتشد الآلاف في ساحة جاليه بطهران في مظاهرة دينية، على الرغم من حقيقة أن الحكومة قد أعلنت الأحكام العرفية في اليوم السابق. وطلب الجنود من الحشود التفرق، ولكنهم تجاهلوا هذا الأمر. في البداية، لم تعتقد الحشود أن هذا السبب أو مجرد استمرار المحتجين في التدافع نحو قوات الجيش قد يجعل الجيش يفتح نيرانه عليهم، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص.
ومع ذلك، أظهرت التقارير الحديثة أن التغطية الإعلامية وتقارير المعارضة كانت غير صحيحة. ووفقًا للبراهين والتقارير الجديدة، فإن المتظاهرين قد لقوا حتفهم على يد مثيري اضطرابات محترفين تلقوا تدريبات في معسكرات في كل من فلسطين وليبيا. وخلال إطلاق النار هذا، قتل عدد من الجنود الإيرانيين ورجال الشرطة. وارتدى بعض الجنود الأجانب الملابس العسكرية الإيرانية وفتحوا النار على كل من المتظاهرين وعلى الجيش من أجل إشاعة حالة من الفوضى، والتسبب في كراهية الشاه، وأخيرًا لإيهام الجيش أنه قد أطلق عليه النار من داخل المظاهرة حتى يضطر الجيش الإيراني للرد باستخدام نيران البنادق.
ويعتقد أن تكون الجمعة السوداء قد كانت بمثابة نقطة انطلاق لا عودة للثورة، وأدت إلى إلغاء النظام الملكي في إيران بعد أقل من عام. ويعتقد أيضًا أن تكون الجمعة السوداء قد لعبت دورًا حاسمًا في زيادة راديكالية الحركة الاحتجاجية، وتوحيد المعارضة ضد الشاه وحشد الجماهير. وفي البداية، زعمت المعارضة والصحفيون الغربيون زعمًا غير صحيح وهو أن الجيش الإيراني قتل الآلاف من المحتجين. بينما أعلنت القيادة الدينية أن «الآلاف قد قتلوا على يد القوات الصهيونية.»
مظاهرات الجمعة السوداء، الجملة على اللافتة تقول: “نحن نريد حكومة إسلامية، بقيادة، الإمام الخميني”
تسببت الأحداث في استمرار الاحتجاجات أربعة أشهر أخرى. وشهد اليوم الذي تلا الجمعة السوداء، أي 9 سبتمبر 1978، استقالة هويدا بوصفه وزيرًا للديوان، على الرغم من عدم صلته بالموضوع. وقد أدى الإضراب العام الذي وقع في أكتوبر إلى تصفية صناعة النفط التي كانت ضرورية لبقاء الإدارة الحالية، و«حدد مصير الشاه». وفي النهاية أدى استمرار المظاهرات إلى مغادرة الشاه لإيران في يناير 1979، ممهدة الطريق أمام الثورة الإيرانية، التي قادها روح الله الموسوي الخميني.!!