في مثل هذا اليوم9 سبتمبر337م..
الأباطرة الثلاثة قسطنطين الثاني وقنسطانطيوس الثاني وقنسطنس يخلفون أباهم الراحل قسطنطين الأول على عرش الإمبراطورية الرومانية كشركاء في الحكم، حيث تقاسم الأباطرة الثلاثة أراضي الإمبراطورية.
قُسْطَنْطِينُ العَظِيمُ (باللاتينية: Gaius Flavius Valerius Aurelius Constantinus) (بالأغريقية: Κωνσταντῖνος ὁ Μέγας) (ولد في 27 فبراير حوالي 272م وتوفي في 22 مايو 337م) ولد في نيشيش، ما يُعرف اليوم بـ نيش بصربيا، كان معروفاً أيضاً بإسم قسطنطين الأول وقسطنطين بن هيلانة. كان الإمبراطور اليوناني الذي حكم من 306 م إلى 337 م. أبوه قسطنطيوس كلوروس، كان ضابط في الجيش الروماني من أصل إيليريوني، وأمه كانت الإمبرطوره هيلانة. أصبح والده القيصر، ونائب الإمبراطور في الغرب. في 293 م، تم إرسال قسطنطين شرقاً، حيث تدرج خلال الرتب حتى أصبح الأطربون العسكري تحت حكم الإمبراطور ديوكلتيانوس وغاليريوس. في 305م، رفع قسطنطين نفسه إلى رتبة أغسطس (الإمبراطور الغربي الأكبر)، وتم استدعاء قسطنطين إلى الغرب لكي يُحارب تحت إمرة أبيه في بريطانيا الرومانية. بعد وفاة والده في 306 م تم تقليده كإمبراطور من الجيش في إبريكوم (حديثاً يورك). خرج منتصراً من سلسلة من الحروب الأهلية ضد الإمبراطور ليسينيوس ومكسنتيوس لكي يصبح الحاكم الأوحد لكلاً من المنطقة الشرقية والغربية في 324 م.
كإمبراطور، سن قسطنطين النظم الإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والعسكرية لكي يقوي الإمبراطورية. أعاد تأسيس الولايات الإمبراطورية، وفصل بين سلطات النظام العسكري والنظام المدني. لمكافحة التضخم قدم عملة الصوليدوس، عملة ذهبية أصبحت الأساس للعملات البيزنطية والأوروبية لما يقرب من 1000 عام. أعاد تقسيم الجيش الروماني لينقسم إلى كومتاتنيس (القوات الأرضية) وليمتنيي (جنود الحامية)، بحيث يكون قادر على إنهاء الأخطار الداخلية وإيقاف الغزوات البربرية. تابع قسطنطين الحملات الناجحة ضد القبائل على الحدود الرومانية مثل الفرنجة وألامانيون والقوط والسارماتيون، حتى أنه أعاد إسكان المناطق المهجورة من قبل الأباطرة السابقين خلال أزمة القرن الثالث.
كان قسطنطين أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية. وعلى الرغم من ذلك عاش مُعظم حياته في الوثنية، لكنه دخل المسيحية على سرير وفاته، عُمد من قِبل يوسابيوس النيقوميدي. وساهم بشكل مؤثر في مرسوم ميلانو في 313، الذي أعلن التسامح الديني مع المسيحية في الإمبراطورية الرومانية. دعا إلى المجمع المسكوني الأول في نيقية في عام 325 والذي أثمر عن قانون يُعرف بـ العقيدة النيقية. بُنيت كنيسة القيامة على قبر يسوع (المسيح) بأمر منه وأصبحت أقدس مكان في العالم المسيحي. كان الإدعاء البابوي بالسلطة الزمنية في منتصف العصور الوسطى معتمداً على التبرع المفترض من قسطنطين . تم تبجيله كقديس في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية. وقد تمت الإشارة إليه تاريخياً باسم “الإمبراطور المسيحي الأول”، وقد قام بشكل كبير بمساعدة الكنيسة المسيحية. ولكن بعض العلماء الحديثين يناقشون معتقداته وحتى فهمه للإيمان المسيحي نفسه.
كان عصر قسطنطين علامة مميزة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية. بنى مسكنًا إمبراطورياً جديداً في بيزنطة وأعاد تسمية مدينة القسطنطينية على اسمه (كانت تلقب بـ”روما الجديدة”، ولكن لم تصبح اسماً رسمياً أبداً). أصبحت عاصمة الإمبراطورية لأكثر من ألف سنة، ويشار إليها مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية في وقت لاحق بالإمبراطورية البيزنطية من قِبل المؤرخين. كان إرثه السياسي الأكثر تأثيرًا هو أنه أحل مبدأ الخلافة الأسرية محل مبدأ دقلديانوس عن طريق ترك الإمبراطورية لأبنائه. ازدهرت سمعته خلال حياة أبنائه وبعد قرون من حكمه. أيدته الكنيسة في القرون الوسطى كمثال للفضيلة، في حين أشار إليه العلماء العلمانيون كنموذج، ونقطة مرجعية، ورمز الهوية الشرعية الإمبريالية. بدءًا من عصر النهضة، كانت هناك تقييمات أكثر أهمية لعهده بسبب إعادة اكتشاف المصادر المعادية لقسطنطين. حاولت الاتجاهات في الدراسات الحديثة تحقيق التوازن بين التطرف في الاكتشافات السابقة.
كان هذا الانقسام بالإمبراطورية الرومانية عندما نقل الإمبراطور قسطنطين مقرَّ الإمبراطورية وعدَّل في القانون الروماني المدني والديني، وجعل من مدينة القسطنطينية روما الثانية فظهرتْ بهذا الحدث الإمبراطورية البيزنطية، وفي فترة حكم قسطنطين نهضتْ الدولة واستعادتْ نفوذها العسكري وقوَّتها السياسية.[٣] وعندما تمَّ الانقسام في الإمبراطورية الرومانية اعتمد قسطنطين نظام التوريث في الحكم، كما قام بدعم الديانة المسيحية وإعطائها ميزات سخية، وألغى سلطة الأباطرة على الدين، وفي القرن الثالث والرابع الميلادي، تمكَّنتِ الإمبراطورية الشرقية من النجاة من الصعوبات والمشاكل التي تعرَّضت إليها الإمبراطورية الغربية، فتحصين القسطنطينية بالأسوار العالية كان سببًا وراء حفظها من أطماع الغزاة، فطال عمرُ الإمبراطورية البيزنطية وكان واحدة من أطول الإمبراطوريات في التاريخ، وفيما يأتي الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها.[٣] الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها عند الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها، يمكن القول إنَّ الإمبراطورية البيزنطية هي امتداد للإمبراطورية الرومانية القديمة، بقيتْ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها حتَّى العصور الوسطى، هذه الإمبراطورية العظيمة التي جعلتْ من القسطنطينية عاصمة لها، عرفها الناس من قبل باسم الإمبراطورية الرومانية أو اليونانية، وكانت تحافظ على عادات وتقاليد الرومان القديمة، والاختلاف البسيط الذي حدث بين الدولتين هو أنَّ البيزنطيين كانوا أقرب إلى الثقافة اليونانية القديمة ودانوا بالديانة المسيحية، بينما كانت روما القديمة تعبد الأوثان وتتحدَّث اليونانية بدلًا من اللغة اللاتينية.[٤] ولأنَّ الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها والإمبراطورية الرومانية بشكلٍ مُنفصِل لم يظهر منذ زمن طويل، فإنَّه من الصعب تحديد تاريخ دقيق للفصل بين هاتين الدولتين، ولكنَّ المؤرخين اتخذوا من تاريخ وفاة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول عام 395م تاريخ ظهور الإمبراطورية البيزنطية، حيث نقل قسطنطين مقرَّ الإمبراطورية من روما القديمة إلى القسطنطينية، ويُعدُّ عصر هرقل هو بداية الانتقال إلى التاريخ البيزنطي، فالإمبراطور هرقل كان له الفضل في تحسين الجيش وإدارته وتغيير لغة الإمبراطورية الرسمية من اللغة اللاتينية إلى اللغة اليونانية، وقد استمرَّتِ الإمبراطورية البيزنطية وحضارتُها لما يزيد عن ألف عام، منذ بدايتها في القرن الرابع الميلادي وحتَّى سقوط القسطنطينية على يد القائد العثماني محمد الفاتح عام 1453م.[٤] كانت الإمبراطورية البيزنطية واحدة من أقوى دول العالم عسكريًا واقتصاديًا وثقافيًا أيضًا، فعلى الرغم من فقدانها مساحات واسعة من أراضيها في حروبها ضدَّ الفرس، إلّا أنَّها في الفترة التي حكمتْ فيها السلالة المقدونية تمكَّنتِ الإمبراطورية البيزنطية من استعادة أراضيها ومن الظهور من جديد كقوَّة بارزة في نهايات القرن العاشر، وفي أواخر القرن الحادي عشر الميلادي بدأت الإمبراطورية البيزنطية بالانكسار والسقوط، فقد فقدتْ قسمًا كبيرًا من أراضيها لصالح السلاجقة والأتراك، ثمَّ بعد أن توفِّي الإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس عام 1185م، انتهى حكم الكومنينيين لبيزنطة فتهاوتِ الإمبراطورية من جديد.[٢] وعلى الرّغم من محاولات الإنعاش التي قام بها حكم الأباطرة الباليولوج من خلال استعادتهم القسطنطينية إلَّا أنَّ الحروب الأهلية التي نشبتْ في الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر الميلادي استنزفتِ الكثير من قوَّتها، ففقدتْ قسمًا كبيرًا من أراضيها في حروبها الكثيرة مع الدولة العثمانية، ثمَّ لتسقط بسقوط عاصمتها القسطنطينية أخيرًا على يد العثمانيين عام 1453م.!!