في مثل هذا اليوم20سبتمب1519م..
وصول المستكشف فرناندو ماجلان إلى مدينة شلوقة مع 270 من رجاله في رحلته حول العالم.
فرناندو ماجلان ((بالبرتغالية: Fernão de Magalhães), تلفظ برتغالي: /fɨɾˈnɐ̃w̃ ðɨ mɐɡɐˈʎɐ̃ȷ̃s/; (بالإسبانية: Fernando de Magallanes), تلفظ بالإسبانية: /fer’naNdo ðe maγa’λanes/; تقريبا 1480 – 27 أبريل 1521) قائد ومستكشف برتغالي ولد في سبروزا في شمال البرتغال، ثم نال بعد ذلك الهوية الإسبانية نتيجة لخدمته للملك الإسباني كارلوس الأول في الإبحار غربا بحثا عن طريق إلى جزر التوابل (وهي جزر الملوك في أندونيسيا).
تعتبر رحلة ماجلان خلال السنوات 1519-1522 هي أول حملة بحرية عبرت المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ (وقد أسماها ماجلان بالبحر الهادئ؛ وقد مر خلال خروجه من الأطلسي بمضيق أسماه مضيق ماجلان)، وهو أول من عبر المحيط الهادئ. وهو قائد أول رحلة دارت حول الكرة الأرضية، وإن كان ماجلان نفسه لم يتمكن من إتمام الرحلة، حيث قتل من قبل الملك الفلبيني المسلم لابو لابو في معركة ماكتان بالفلبين. ومع ذلك فإن ماجلان يعتبر أول من أتم نصف دورة للكرة الأرضية عند وصوله شبه جزيرة ملايو. ومن ضمن ال237 بحارا في خمس سفن كانوا من ضمن الحملة، لم يرجع إلى إسبانيا إلا 18 شخصاً أتموا دورتهم حول الكرة الأرضية، وكان ذلك سنة 1522، تحت قيادة الملاح الباسكي خوان سباستيان إلكانو والذي استلم دفة قيادة الحملة الاستكشافية بعد مقتل ماجلان. ثم وصل 17 شخصا إلى إسبانيا لاحقا: 12 أسرهم البرتغاليون في الرأس الأخضر وما بين سنة 1525 و1527 وخمسة ناجين من السفينة السفينة ترينداد. وقد سمى ماجلان بعض أنواع البطريق اسم البطريق الماجلاني، حيث كان أول أوروبي رآه، وهناك أيضا سحابة ماجلان وهي من المجرات القزمية القريبة.
في 10 أغسطس أبحرت السفن الخمس بقيادة ماجلان من ميناء أشبيلية ومتجهة إلى ميناء شلوقة أو مايعرف الآن بمدينة سانلوكار دي باراميدا خلال نهر الوادي الكبير، حيث ظلوا فيها مدة خمس أسابيع حتى تمكنوا أخيرا من الإبحار في 20 سبتمبر
وكان الملك مانويل قد أمر مفرزة تابعة للبحرية البرتغالية بتعقب ماجلان، ولكنه استطاع الهروب من المطاردة. وقد وصل ماجلان أولا إلى جزر الكناري حيث توقف قليلا، ثم وصل بعدها إلى الرأس الأخضر، حيث ضبط مسار رحلته حتى رأس سنت أوغسطين في البرازيل. في 27 نوفمبر مرت البعثة على خط الاستواء؛ وفي 6 ديسمبر تمكن الطاقم البحري من رؤية أمريكا الجنوبية.
حاول ماجلان تجنب البرازيل لأنها من الممتلكات البرتغالية، وفي يوم 13 ديسمبر رسى الإسطول في منطقة نائية بالقرب مما تسمى الآن ريو دي جانيرو حيث تمكن البحارة من التزود بالمؤن وإصلاح السفن، ولكن الظروف السيئة سببت لهم بعض التأخير. وبعدها واصلت السفن الإبحار جنوبا على طول الساحل الشرقي لأميركا الجنوبية باحثين عن مضيق كان ماجلان يعتقد بأنه سيقودهم إلى جزر البهار. وبلغ الأسطول ريودي لابلاتا في 10 يناير 1520.
وفي 31 مارس أنشأ البحارة مستعمرة صغيرة في الأرجنتين أسموها ميناء سان جوليان . وخلال تلك الفترة واجه ماجلان تمردا من قبل قباطنته الإسبان وكان ذلك في منتصف ليل عيد القيامة أي يوم 2 أبريل، ولكن التمرد فشل لأن معظم البحارة ظلوا على ولائهم له، فتمكن من السيطرة على الوضع. فأعدم قبطاني كونسبسن وفيكتوريا، وترك قبطان سفينة سان انتونيو ومعه قسيس بالمنطقة في وضع مزري وبدون طعام رافضا أخذهم معه، أما المتمرد الرابع فكان القبطان خوان إلكانو ولكنه اعتذر فعفا عنه ماجلان. وقد ورد بأن عقوبة الإعدام كانت بسحلهم ثم شنقهم ثم بتقطيع أوصالهم وتركهم بالساحل؛ وقد وجد السير فرانسيس دريك بقايا عظامهم بعدها بسنين.
كانت مساعدة دييغو باربوسا حاسمة لمواجهة الشغب في سان جوليان، فأصبح منذ ذلك الحين قائدا لسفينة فيكتوريا، فاستأنفت الرحلة مرة أخرى في 21 أغسطس 1520. فأرسلت السفينة سانتياغو إلى الساحل في رحلة لاكتشاف بحار الجنوب، لكنها تحطمت في عاصفة مفاجئة ونجا كل أفراد طاقمها ولجأوا إلى الشاطئ. فعاد اثنان منهم برا لإبلاغ ماجلان بما حدث وإرسال العون لانقاذ البقية. فقرر ماجلان بعد هذا الحادث البقاء والانتظار لبضعة أسابيع أخرى قبل استئناف الرحلة مرة أخرى.
في 21 أكتوبر وصل أسطول ماجلان إلى نقطة اسمها كاب فيرجنز على خط عرض 52° جنوبا، فاستنتجوا بأنهم وجدوا الممر بسبب الملوحة الشديدة لتلك المياه وعمقها الشديد. وبدأت السفن الأربع رحلة شاقة من خلال عبور الممر الطويل 373-ميل (600 كـم) الذي أسماه ماجلان مضيق جميع القديسين (بالإسبانية: Estrecho de Todos los Santos) وذلك لأنه بدأ بعبور الممر في يوم 1 نوفمبر وهو عيد جميع القديسين، الممر حاليا هو مضيق ماجلان. وقد أرسل ماجلان أولا سفينتي كونسبسن وسان أنتونيو لاكتشاف البوغاز، لكن سان انتونيو بقيادة استفان غوميز رفض اكمال الرحلة ورجع إلى إسبانيا يوم 20 نوفمبر. فدخلت السفن الثلاث الباقية جنوب المحيط الهاديء، وأسمى ماجلان هذا البحر بالمحيط الهادئ (بالإسبانية: Mar Pacifico) بسبب هدوء البحر. ويعتبر ماجلان أول أوربي يصل إلى منطقة أرض النار الصخرية (بالإسبانية: Tierra del Fuego) على جانب المحيط الشرقي من المضيق، وقد أسماه ماجلان بهذا الاسم لأن تلك الصخور تضاء ليلاً بالنيران المنبعثة من معسكرات الهنود الحمر، حيث أمكنه رؤيتهم من البحر، وهم كما يعتقد كانوا مختبئين في الغابة انتظارا للهجوم على أسطوله.
الموت في الفلبين
بعدما عبرت السفن مضيق ماجلان توجهت صوب الشمال الغربي، فوصل البحارة خط الاستواء في 13 فبراير 1521. وفي يوم 6 مارس وصلت السفن جزر ماريانا وغوام. وقد أطلق ماجلان على غوام اسم «جزيرة الأشرعة» لأنهم رأوا الكثير من المراكب الشراعية. ثم عادوا وأسموها «جزر اللصوص» بسبب سرقة المراكب الجانبية للسفينة ترينداد، لذلك فالأسطول لم يتوقف في ماريانا. وفي يوم 16 مارس وصل ماجلان جزيرة هومونهون في الفلبين ومعه 150 من البحارة الباقين، وما أن حط بالجزيرة حتى بدأ البحارة بجمع الطعام وما يحتاجونه في رحلتهم بسبب نقص الطعام لديهم. كانت جزيرة هومونهون غير مأهولة، ولكن أسطول ماجلان كان مراقبا من قبل سفن كولامبو راجا جزيرة ليماساوا ، والذي قاده إلى جزيرة سيبو في 7 أبريل بعدما تبادل الهدايا معه. حيث أن راجا كالامبو حليف لراجا سيبو. ويعتبر طاقم تلك الرحلة هم أول من وصل إرخبيل الفلبين من الأسبان. ولكنهم ليسوا أول الأوربيين. كان ماجلان قادرا على مخاطبة القبائل الأصلية بواسطة خادمه انريك الملايو الأصل القادر على فهم تلك اللغات. فأصبح راجا هومابون سيبو حليف لماجلان والأسبان الذين معه، وقد اعتنق المسيحية هو وزوجته الملكة أميهان، وبعد ذلك أقنع كلا من راجا سيبو وحليفه داتو زولا ماجلان بقتال عدوهما داتو لابو لابو في ماكتان. وقد كان ماجلان يرغب بتحويل لابو لابو إلى المسيحية كما فعل هومابون سيبو، فاقترح على لابو لابو ذلك ولكنه رفض. وفي صباح يوم 27 أبريل 1521 أبحر ماجلان إلى ماكتان مع قوة صغيرة. وخلال المعركة ضد جماعة لابو لابو قتل ماجلان بواسطة سهم مسموم وتمت محاصرة تلك القوة والإجهاز عليها بالحراب وغيرها من الأسلحة.
وقد زود كل من بيجافيتا وجينس دي مافرا شهادات مكتوبة عن تلك الأحداث التي بلغت ذروتها بمقتل ماجلان:
“عندما أتى الصباح خرج 49 منا إلى الماء الذي يصل إلى الفخذين، واستمرينا نسير في الماء لمسافة أكثر من رميتي نشاب قبل أن نصل الساحل. ولم تتمكن القوارب من الاقتراب أكثر بسبب الصخور الحادة في الماء. وبقي 11 شخصا بجوار القوارب لحراستها. وعندما وصلنا الجزيرة فإن [الأهالي] قد افرزوا أنفسهم إلى ثلاث مجاميع وعددهم يصل إلى ألف وخمسمائة مقاتل. فعندما رأونا صاحوا صيحات مدوية مشحونة بالازدراء لنا… فأطلق رماة البنادق والسهام علينا من مسافة نصف ساعة ولكن دون جدوى، فعندما ميزوا القائد بيننا حولوا رميهم عليه فقد طرقت خوذته مرتين، فألقى على وجهه أحد الأهالي برمح خيزران، ولكنه سرعان ماتمكن منه وقتله برمحه الذي ألقاه عليه. ثم حاول أن يخرج سيفه ولكنه لم يتمكن أن يخرج نصفه بسبب إصابة ذراعه برمح خيزران. فعندما رأى الأهالي هذا المشهد رموا أنفسهم جميعا عليه، فضرب أحدهم رجله اليسرى بسيفه المقوس، مما تسبب بسقوط القائد على وجهه، ثم وبسرعة تناوشوه برماح الحديد والخيزران وبسيوفهم المقوسة، ولم يبرحوا حتى قتلوه، لقد قتلوا مرآتنا ونورنا وراحتنا ومرشدنا. فعندما طعنوه كان يلتفت إلينا ليتأكد من ركوبنا جميعا القوارب. عندئذ كنا نلمح إليه وهو ميت ونحن جرحى وهاربين إلى القوارب التي ابتعدت عن الساحل، وذلك أفضل ما استطعنا فعله.”
وقد كتب ماجلان في وصيته أن إنريكي مترجمه سيكون حرا عند وفاته. ولكن مع ذلك فبعد معركة ماكتان رفض قادة السفن المتبقية تحريره، مما حدا به أن ينجو بنفسه عند أول فرصة له يوم 1 مايو بمساعدة راجا هومابون سيبو، وسط مقتل ما يقرب من 30 من أفراد الطاقم. وقد دون بيجافيتا بعض الكلمات من اللغة البوتوان والسيبو، حتى بدا أنه قادر على مخاطبة والتواصل مع الأهالي خلال الفترة المتبقية من الرحلة. وقد حاول الإسبان مقايضة جثة ماجلان ببعض مما لديهم من البضائع مع الأهالي، ولكنهم رفضوا ذلك ولم يتم العثور على جثته أبدا.!!!!