❣️ أبدية العشق❣️
لبنى القسيل _ المغرب
ظننتُ أنّ الطريقَ قد بلغَ النهايةَ
وأنّ الحلمَ قد تهدَّمَ في دربِ الروايةَ
عثراتٌ تلوَ العثراتِ وقفت بيننا
وكأنّ الحبَّ كانَ مجرّدَ بقايا حكايةَ
واجهنا الرياحَ، عبرنا بحورًا من الجفاءِ
مررنا بالصمتِ، صرنا غرباء في اللقاءِ
لكنّ قلبينا، رغم كل شيءٍ
رفضَا أن يكونَ للوداعِ اكتفاءُ
كلما ظننتُ أنّنا انتهينا
كان الحنينُ يأتي من حيثُ لا ندري
يُعيدُنا إلى البدايةِ من جديدٍ
كأنّ الحبَّ لا يعرفُ السّيرَ في خطٍ مستقيمٍ
هو بحرٌ لا ينتهي، مهما طالَ الغيابُ
هو لحنٌ لا تنطفئ أنغامُه في الصدورِ
كلُّ فصلٍ نكتبهُ، هو بدايةٌ لغيرهِ
وكلُّ وداعٍ، هو شوقٌ ينتظرُ العبورَ
يا حبًا أبى أن يعرفَ النهايةَ
يا نورًا مضى رغم عتمةِ الحكايةَ
مهما أغلقنا الأبوابَ، سنعودُ
فطريقُ الحبِّ لا يعرفُ النهايةَ
كلما كسرتنا الأيامُ، عدنا أقوى
كأنَّ الجراحَ كانت مدادًا للأشواقِ
مررنا بين الحزنِ، عبرنا بحرَ الدموعِ
لكنَّ الحبَّ كان سفينةَ النجاةِ من الأعماقِ
ظنَّ الجميعُ أنَّ النهايةَ قد كُتبت
وأنَّ الفصولَ قد أُغلقت أبوابُها بلا رجعةٍ
لكنَّنا كنا كالنارِ تحت الرمادِ
تُخفيها الرياحُ، لكنَّها تأبى أن تنطفئَ
في كلِّ لحظةٍ صعبةٍ كنتُ أرى
أنّ هذا العشقَ أكبرُ من الزمانِ
هو ليسَ حكايةً نكتبُها وتُمحى
بل هو قدرٌ يخطُّهُ القلبُ بلا استئذانِ
يا حبًا مرَّ بكلِّ العواصفِ، واجتازَ كلَّ حدودِ
لم يُطفئك الخوفُ، ولم يُسكتك الودودُ
تظلُّ تُنادي من خلفِ كلِّ جدارٍ
وتعودُ في كلِّ فجرٍ، لتعلنَ بدايةَ الإسرار
لا النهايةُ لنا، ولا الفراقُ يملكُنا
نحن من نكتبُ الحبَّ في كلِّ لحظةٍ
فحتى لو تاهَ المسارُ بنا يومًا
سيبقى طريقُ الحبِّ، بلا نهايةٍ
وكأنَّ الحبَّ خلقَ ليبقى خالدًا
لا تُطفئهُ المسافاتُ ولا ينالهُ النسيانُ
هو كالنجومِ، وإن اختفت للحظاتٍ
تعودُ لتضيءَ دروبَ العاشقينَ في الأزمانِ
ما زلتُ أرى في عينيكَ بدايةَ الطريقِ
رغم كلِّ ما مرَّ، كلِّ ما كانَ من عذابٍ وضيقِ
فإننا حين نظنُّ أنَّ الرحلةَ انتهت
نكتشفُ أنَّ الحبَّ يُولدُ من جديدٍ
في كلِّ عِناقٍ عتيقِ
لا تعرفُ القلوبُ لليأسِ عنوانًا
حتى وإن تعبَ الجسدُ من السفرِ
فالعشقُ يأبى أن يموتَ أو ينكسرَ
ويجدُ في كلِّ نهايةٍ، سبيلًا للبقاءِ والاستمرارِ
ربما ضللنا الطريقَ يومًا
وربما ظننا أنَّنا فقدنا البوصلةَ
لكنَّ الحبَّ هو مَن يرشدنا دومًا
كأنه في داخلِنا، يحملُنا نحو الأملِ بلا خيبةٍ
فيا حبًّا لا يعترفُ بالخاتمةِ أو النهاياتِ
يا نبضًا يعيشُ فينا رغم العثراتِ
سنمضي معك، حتى لو كانت الطريقُ طويلةً
فالحبُّ طريقٌ لا يملُّ، ولا يعرفُ سوى البداياتِ.
بقلم: لبنى القسيل