في مثل هذا اليوم23سبتمبر1817م..
إسبانيا وإيطاليا توقعان على اتفاقية لتحريم تجارة العبيد.
عرف نظام العبودية أو الرق على أنه امتلاك الإنسان للإنسان، كما انه نوع من الأشغال الشاقة القسرية طوال الحياة حيث يعملون بالسخرة القهرية في الأعمال الشاقة والحروب وكانت ملكيتهم تعود للأشخاص الذين يستعبدونهم.
كما كانوا يباعون بأسواق النخاسة أو يشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو يهدي بهم مالكوهم.
وكان العبيد يؤسرون من خلال الإغارات على مواطنهم أو تسديدًا لدين وكانت العبودية متفشية في الحضارات القديمة لدواعٍ اقتصادية واجتماعية لهذا كانت حضارات الصين وبلاد الرافدين والهند تستعمل العبيد في الخدمة المنزلية أو العسكرية والإنشائية والبنائية الشاقة.
وكان قدماء المصريين يستعملون العبيد في تشييد القصور الملكية والصروح الكبرى وكان الفراعنة يصدرون بني إسرائيل رقيقًا للعرب والروم والفرس.
وكانت حضارات المايا والإنكا والأزتك تستخدم العبيد على نطاق واسع في الأعمال الشاقة والحروب وفي بلاد الإغريق كان الرق ممارسا على نطاق واسع لدرجة أن مدينة أثينا رغم ديمقراطيتها كان معظم سكانها من العبيد وهذا يتضح من كتابات هوميروس للإلياذة والأوديسا.
ولم تندثر تلك العادة القديمة حتى مع دخول عصر التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، التي ضربت جذور المجتمعات في أواخر القرن الماضي، وتوغلت في القرن الواحد والعشرين، إلا أنها اتخذت اسما جديدا تحت اسم “الاقتصاد الأسود”.
وقد ذكر تقرير الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار بالبشر لعام 2015م، أغراض الاتجار في البشر فقد كان الاستغلال الجنسي للنساء بنسبة 79%، و14% للعمل القسري وسرقة الأعضاء، في حين يتعرض 83% من الضحايا الرجال للعمل القسري، ممثلا في التنظيف والبناء والخدمات الغذائية والمطاعم والعمل المنزلي وإنتاج النسيج، و8% للاستغلال الجنسي و1% لسرقة الأعضاء، فضلًا عن التجنيد غير القانوني للأطفال.
وفى مثل هذا اليوم من عام 1817 وقعت إسبانيا وإيطاليا اتفاقية لتحريم تجارة العبيد وبالرغم من ذلك هناك العديد من الدول مازالت تمارة تلك التجارة حيث تصدرت “الهند” قائمة الدول الأكثر تجارة في الرقيق، حيث تعتبر “نيبال” عاصمة الرق فى العالم، وهناك ما يصل إلى 14.3 مليون شخص هم ضحايا الرق ضمن عدد سكانها البالغ 1.25 مليار نسمة، وفق تقرير مؤسسة ذا واك فرى” لعام 2014م، ويتم استغلال هؤلاء البشر وتسخيرهم في أعمال بدءا من الدعارة إلى العمل بالسخرة.
وتأتي الصين في المرتبة الثانية بعد الهند، في قائمة الدول التي تتاجر في الرقيق حتى الآن، حيث يعمل معظمهم في الأعمال القسرية، والجنس، ولعل هذا كان سببًا في توجيه الشركات الكبرى استثماراتها نحو الصينن لرخص العمالة هناك.
اما فى باكستان فقد تتحول الشوارع الصغيرة بجوار أكبر مسجد بمدينة “لاهور” الباكستانية ليلًا إلى مركز لتجارة الرقيق الأبيض، فهناك سوق تسمى بـ”تجارة الألماس”، أوجدها ملوك المغول، وبعد استقلال باكستان عن الهند تحولت هذه السوق إلى مركز لتجارة الرقيق الأبيض.
كما يشكّل الفقر والأمية وانعدام الخبرة والمعرفة بالشارع في القرى الصغيرة بعض العوامل التي أدت إلى الاستغلال الجنسي للفتيات الصغيرات من بنغلاديش، إضافة إلى ذلك تقع العديد من القرى بمحاذاة الهند المجاورة، حيث ييّسر هذا القرب التهريب غير القانوني للأشخاص، فتوقر هذه الحالات الاجتماعية الاقتصادية والجغرافية السائدة أرضًا خصبة يرتع فيها القائمون على الاتجار بالبشر.
وفى باكستان بالرغم من انها دولة إسلامية، إلا أن تقرير “فوربس” وضعها في المرتبة الخامسة، إلا أن الظروف المادية القاسية التي يمر بها سكان هذه الدولة، جعلهم يتخذون من هذه التجارة عملًا قائمًا بذاته.!!!