في مثل هذا اليوم28 سبتمبر 1238م..
توقيع معاهدة لتسليم مدينة بلنسية لمملكة أراجون المسيحية في الأندلس بعد حصار شديد للمدينة.
كانت بلنسية، وهي من حواضر الأندلس العظيمة التي تقع على البحر المتوسط، قد تعرضت لفتنة وثورة جامحة في مطلع القرن الثالث عشر ميلادي، ولم تهدأ إلا بتولي “أبي جميل زيان بن مدافع” مقاليد الحكم فيها، بعد أن انسحب واليها السابق “أبو زيد بن أبي عبد الله محمد” من المدينة، وبخروجه انتهى حكم دولة الموحدين في شرق الأندلس.
– وبعد خروج أبي زيد من بلنسية سنة 1230م فعل ما لم يكن يخطر على بال، وذهب إلى ملك أراغون “خايمي الأول”، وأعلن دخوله في طاعته، وعقد معه معاهدة دنيئة يتعهد فيها بأن يسلمه جزءًا من البلاد والحصون التي يستردها بمساعدته.
– ولم يتوقف هذا الحاكم عند هذا الحد بل اندمج في أعدائه الذين لجأ إليهم، وأخذ يصحبهم ويساعدهم في حروبهم ضد سكان بلنسية.
– وفي سبتمبر سنة 1233 بدأت قوات ملك أراغون وبصحبته والي بلنسية السابق الذي تنصّر في الزحف إلى أراضي بلنسية الشمالية، وتمكنت من الاستيلاء على بعض المدن والقلاع المهمة في شمال المدينة، وكانت أول قاعدة مهمة من إقليم بلنسية يقصدها الأراغونيون هي بلدة “بريانة” الواقعة على البحر المتوسط، وعلى مقربة من شمال بلنسية، وضربوا عليها حصارا شديدا بعد أن خربوا ضياعها وزروعها القريبة.
– وواصل ملك أراجون حملته ونجح في الاستيلاء على عدد كبير من القلاع المهمة القريبة من بلنسية.
– وشعر المسلمون في المدينة بحرج موقفهم بعد أن فنيت الأقوات وتأثرت أسوار المدينة وأبراجها، وأدرك الأمير أبو جميل زيان ومن معه من وجهاء المدينة أنه لا مفرّ من التسليم قبل أن ينجح الأعداء في اقتحام المدينة ويحدث ما لا يحمد عقباه؛ فبعث الأمير أبو جميل زيان ابن أخيه ليفاوض ملك أراغون في شروط التسليم، واتفق الفريقان يوم 28 سبتمبر 1238 على أن تُسلَّم المدينة صلحا ،و ذلك بعد قضاء ما يقارب من 10 أيام في رحيل و هجرة اهلها منها، ما يقارب ال50 ألفا، هاجر معضمهم الى اراضي الدولة الحفصية في تونس على متن القوارب الحفصية بعد أن وافق على ذلك الملك خايمي ملك اراغون.
– وفي يوم 9 من أكتوبر 1238م دخل خايمي ملك أراغون بلنسية ومعه زوجته وأكابر الأحبار والأشراف والفرسان، ورُفع علم أراغون على المدينة المنكوبة، وحولت المساجد إلى كنائس، وطمست قبور المسلمين، وقضى الملك عدة أيام يقسم دُورَ المدينة وأموالها بين رجاله وقادته ورجال الكنيسة، وهكذا سقطت بعد أن حكمها المسلمون أكثر من خمسة قرون.!!