تداخل البعد الفني بالبعد الفكري في رواية أحبها بلا ذاكرة للروائي الأمين السعيدي
جمعت رواية “أحبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأستاذ الأمين السعيدي بين البعد الفني والبعد الفكري فكانت رواية عجيبة البناء محكمة الحبكة تتقاسم فيها الشخصيات الرئسية والفرعية هذه الأدوار، فشخصية “عدنان “البطل تمثل الفكر بأبعاده المختلفة:
الفكر السياسيي:
تحمل هذه الشخصية مشروعا سياسيا حديثا يوحد الشعب حول أهداف واضحة في الثقافة والاقتصاد حيث كان البطل عليما بنقائص شعبه
وكانت أهم خصوصياته انه لا يؤمن بهذا المشروع رغم قوته قبل عرضه على الشعب ومناقشته…
في الثقافة:
كانت شخصية”عدنان”شخصية مثقف بالمعنى القرامشي فهي ترفض ثقافة الاستهلاك الغارقة في الفوضى والكلاسيكية وينظر لثقافة مجدية تجعل الانسان متحضرا بمقومات الحضارة الحديثة كما كانت تدفع نحو التفكير الفلسفي العميق في الأبعاد الوجودية ، علاقة الانسان بذاته وبالاخر وبالعالم وتؤسس لنظرية جديدة”حرية تسبق الحلم”حتى يكون الانسان منتجا بشكل خاص مساهما في بناء حضارة كونية سليمة
وقد امتزج كل هذا بالابعاد الفنية منها التتجديد في اللغة والأسلوب والتداخل بين الرومانسية والواقعية في مشهدية فنية يتبعها الفنان وهذا ما حملته ونظرت إليه ودفعت نحوه كل الشخصيات:
سارة المعلمة،عفاف،سكينة،المخنثة، الرئيس،الراعي،الكلب،القطيع
وقد تضمن نص الرواية قصائد محكمة التنزيل في اماكن معلومة زادت النص جمالا ودفعت الاحداث إلى التأجج والتطور فكانت رواية أحبها بلا ذاكرة”للروائي التونسي الشاب الأمين السعيدي رواية محكمة البناء مبنى ومعنى
الدكتور:صالح عاشوري