شكري وامتناني والتقدير لللأستاذ الكاتب الناقد المبدع “أحمد الكاتب” على قراءته النقدية الراقية المائزة المتميزة لنصي “شكوى وعتاب”
_______________
النص
قالت لي
كيف لعيني الدامعتين المغمستين بالسحاب والغارقتين في غيمات والسابحتين في الضباب ان تشرقا شموسا في عتمة وسديم الغياب. لا تسل نبض قلبي المعذب سل عيني كلما ناجت طيفك المغيب سل عيني كلما نادت بالدموع ليل الوحدة والسهاد وناغت بالشوق طول البعد والغياب فيشعل الحنين والاشتياق نحاول استحضار الذكريات ونبحربين المسافات ونتساءل متى يأتي اللقاء لتنتعش الروح ويزهر القلب لبعث الأمل في جنبات القلب معلنة عن قدوم لحظة اللقاء المنشودة.
_____________________
القراءة النقدية.
بقلم الناقد أحمد الكاتب
♂ الشكوى والعتاب في رسالة محمود البقلوطي تُعبّر عن حزن عميق، مليء بالحنين والاشتياق الذي يمتزج بالألم. هذه الكلمات ليست مجرد سرد لمشاعر، بل هي لوحة مرسومة بدموع الشوق وألوان الغياب، حيث تغرق العيون في ضباب الحزن وتغتسل في أمواج الدموع.
♦ التحليل:
☼ العين والدور الرمزي : العين هنا ليست مجرد أداة للرؤية، بل هي نافذة الروح، تعكس معاناتها وشوقها العميق. إذ كيف يمكن لهذه العين المغموسة في “السحاب” و”الضباب” أن تُشرِق شمسًا وسط العتمة؟ هذه التساؤلات تُظهر الصراع الداخلي بين الأمل واليأس، بين الحاضر المظلم والمستقبل الذي يُنتظر بفارغ الصبر.
☼ الحنين والاشتياق : النص يعكس فكرة الحنين كقوة دافعة تسعى لجلب الذكريات واللقاء. محاولة “استحضار الذكريات” والبحث “بين المسافات” يوحي بأن الشخص يحاول التشبث بأي خيط من الأمل رغم العتمة التي تحيط به.
☼ العزلة والوحدة : “ليل الوحدة والسهاد” يعبر عن ليالٍ مليئة بالمعاناة، حيث يلتهم الوقت والمكان مشاعر الشخص، ليتركه في انتظار مرير للقاء المنشود. الوحدة تتحول إلى فضاء تسوده الشوق، حيث يصبح الغياب مرآة للحب والانتظار.
☼ الأمل في اللقاء : رغم كل هذا الألم، يبرز في النص بصيص أمل، حيث يبقى اللقاء “لحظة منشودة” يُنتظر أن تُنعش الروح وتُزهر القلب. هذه اللحظة تمثل الخلاص من هذا العذاب، وتحمل معها وعدًا بتجدد الأمل والحياة.
☼ الأسلوب الأدبي : الأسلوب يتسم بالرقة والتدفق العاطفي، مع توظيف الاستعارات والصور الشعرية التي تعكس الألم الداخلي بشكل واضح. كل جملة تنسج مشهدًا حسيًا يبرز تأثير الفراق والغياب على القلب والروح.
♦ الختام : هذه الشكوى ليست مجرد استعراض للألم، بل هي رحلة داخلية في عمق المعاناة، تتخللها لحظات أمل تشع بالضوء في انتظار اللقاء الذي سيعيد للحياة معناها ويُزهر القلوب من جديد.
الناقد أحمد الكاتب / مصر
َ