قراءة نقدية مزدوجة:
“القصيدة بين ليندا وسعدى”
فقرة جمع بصيغة المفرد(مبدع /مشاكس/ ناقدة )
المبدع حمد حاجي(تونس)
القصيدة “الى ليندا الحجازي”
المشاكس عمر دغرير(تونس)
القصيدة:” ليندا لن تعوض سعدى”
أ- المشترك بين الابداع والمشاكسة:
– التناص المعجمي.
– محور المقاومة.
– الحبيبة والمُقاومة.
– الحلم.
-الاطار الزمكاني :حرب جنوب لبنان
ب- المختلف بين الابداع والمشاكسة:
1- المبدع حمد حاجي ولندا المُقاومة والحبيبة:
اختار المبدع حمد حاجي عنوانا يستند الى أدب الرسائل سواء في العنوان العام(الى كل مقاوم بجنوب لبنان) أوفي العنوان الخاص(الى ليندا الحجازي)
– فأيّ نوع من الرسائل يوجّهها المبدع ؟
– هل هي رسالة شكر؟ أم هي رسالة تشجيع؟ أم هي رسالة استحسان؟ أم رسالة خوف ؟….
استهل المبدع قصيدته بحلم رأى فيه المرسل اليها(ليندا) التي تنتمي الى لبنان قد حملت السلاح لتقاوم بجنوب لبنان.
ويبدو ان هذه المناضلة قد جمعت بين صفة الحبيبة وصفة المناضلة لذلك توزع شعور المبدع الى شعورين:
– شعور بالسعادة نخوة بوطنية الحبيبة وبروحها النضالية وقد دعم شعوره بتلك اللوحة المصاحبة التي تجسّد صورة امرأة محاربة.
وأكثر من ذلك فالمبدع عمد الى جعل المرأة شريكة الرجل في الدفاع عن وطنها ايمانا منه بفاعلية المرأة.
– شعور بالحزن خوفا عليها من هول المقاومة .
يقول: سعيدا حزينا..
وما طقت أقبل..أو أنا أثنيك
ثم يعمد الى تشجيعها وشحْذ عزيمتها حتى لا تيأس ولا تخاف ومن هنا نفهم نوع الرسالة التي هي رسالة استحسان وتشجيع وأمل في النصر ويقول:
وان طال في ساعة النصر وقت
فلا تيأسي أو تخافي
فألطاف ربك في الضيق لم تضق
ان هذا الشعور المزدوج بين الخوف والسعادة جعله يحلُم ليلة أخرى بأنه تحوّل الى ضاحية من جنوب لبنان ليواكب تحركات الحبيبة المناضلة فيقول:
وليلة أمس حلمتُ
بأني سكنت بناحية ضاحية بالجنوب
فبرد وثلج بمفترق الطرق..
ان هذا المناخ البارد والمعاناة المناخية جعله يُشرّعُ للتغزل بالحبيبة المناضلة
لتبعث فيه المتعة والدفء وسُكرا على سُكر فيقول:
شددت يديك
كأنهما في يدي كأس خمر بلا عروة
وأنا ساكر في الدفاء لم أفق…
ويواصل متعته بنضالها في حلمه ومشاركته لها في نضالها فيقول:
ولحظة ولولت جئت
هنا تنفخين بعيني على حذر
وهناك تفرين بلورة الثلج عن حدقي..
ان المبدع وهو يحلم قد ضحّى من أجل الحبيبة المناضلة حين تحوّل الى مكانها مكان المقاومة وشاركها في النضال واختار الشهادة على أرضها وبجوارها
يقول:
وكنت اتكأت على كفني
فتجلل بالنور جسمي..
ومن يقرب الله لا شك يهوى الشهادة بالسبق..
هذه الحبيبة المناضلة(ليندا) قد جعلت المبدع يحلم وهويرحل من أجلها ويشاركها في الدفاع عن أرضها وتحلو له الشهادة بجوارها ف”دماء العشاق دوما مباحة”
في هذا السياق ما رأي المشاكس في حلم المبدع والحبيبة المناضلة؟؟؟
=== يتبع ===
=== يتبع ===
2- المشاكس عمر دغرير وسعدى:
اختار المشاكس عنوانا ” لندا لن تعوّض سعدى” ينْفي فيه منزلة ليندا لدى المبدع لصالح سعدى.
لقد حوّل حلم المبدع الجميل بحبيبته المناضلة الى كابوس نتيجة ما يواكبه من أخبار كل ليلة عن مقاومة حزب الله بجنوب لبنان.
بيد أن المشاكس بقدر ما همّش حلم المبدع بقدر ما أبرز عن قصد أو عن غير قصد هاجس المبدع المسكون بقضية جنوب لبنان وشعوره بالانتماء العربي.
يقول المشاكس:
ككل ليلة تتابع نشرة الأخبار
ثم تنام لتحلم بالحرب
وبأزيز الطائرات في الأفق..
كما لو أنك بالجنوب
تشارك حزب الله في مقاومة العدوّ
وتترك سعدى على قلق..
وأكثر من ذلك فان المشاكس يتفق مع المبدع على مشاركته في الدفاع ضد العدو.
لئن جعل المبدع حلمه في مشاركته في المقاومة حبّا في ليندا وفي الشهادة بجوارها وعلى أرضها .
فإن المشاكس قد جعل المبدع يعيش كابوسا جعله يقتحم ساحة الوغى للدفاع عن جنوب لبنان وهو في ذلك عن طريق الصدفة جعله يكتشف المناضلة ليندا فيقول:
وأنت تتابع طلق الرصاص في نسق..
وفجأة طلت مدجّجة بالسلاح
ملثمة بكوفية الفلسطيني
وقد خرجت للتو من النفق..
ترى من تكون؟ وفي عينيك بانت الحيرة
قبل أن تقترب منك
وتلقي تحية ملفوفة بالعشق والعبق..
لندا حجازي..هكذا نطقت
بصوت ناعم ورخيم
فتلعثم لسانك وتبلل وجهك بالعرق..
وكأنك لم تر من قبل محاربة
بهذا الجمال أنت الذي أبدعت
في وصف الحسان على الورق..
إن المشاكس يتفق مع المبدع أن ليندا مناضلة ولكنه يختلف عنه حين جعله يلتقي بها عن طريق الصدفة في ساحة القتال .
وكأني بالمشاكس هنا أراد رفع معنويات سعدى بتبرئة المبدع من التحول الى أرض لندا ومشاركتها في الدفاع ضد العدو وطلب الشهادة بجوارها.
انه ينفي برمجة المبدع للقاء بليندا من خلال حلمه غيْرة على سعدى التي قد تتأذّى بذلك.
ان المشاكس يُقحم سعدى ويُوهم المبدع كما يُوهم القارئ بمدى انتشاء المبدع بقبلاتها. يقول :
جاءت سعاد والاشواق تسبقها
وكم انتشيت حين سبحت في بحر من القبلات
حتى أوشكت على الغرق.
ان المشاكس يجعل من سعدى الحبيبة الساحرة للمبدع دون أن يسند لها صفة المحاربة فيقول:
سعاد لم تكن مدججة بالسلاح
ولا ترتدي كوفية الفلسطيني
فقط بسحرها تتفجر الظلمة كالفلق..
قد يتدخل القارئ هنا متسائلا:
– هل ان المبدع سينتشي بسعدى وهي ذات صفة واحدة وهي الحبيبة الجميلة؟
– هل فعلا ان الحبيبة سعدى لن تعوّضها ليندا ذات الصفتين:
*فهي الحبيبة التي تعجبه.
*وهي المناضلة التي تلبي ايمانه بقضية جنوب لبنان.
وبالتالي قد تعوّض ليندا سعدى لدى المبدع على عكس ما يراه المشاكس.
بيْد أن المشاكس وايمانا منه بأن الحب يعلُو ولا يُعْلى عليه فهو باستخدام لن الزمخشرية يَنْفي أن تعوّض ليندا سعدى حين اعتبر حلمه كابوسا ملازما له ولعله بذلك ينفي صفة المحاربة على لندا وينتهك بذلك حرمة أفضلية لندا على سعدى. فيقول:
وأنت لم تزر مكانك أبدا
ولم تزر يوما جنوب لبنان
ولكن من كثراهتمامك بالحروب أصبت بالأرق..
ولم تنم لحظة منذ بدء العدوان
والكوابيس تلازمك في كل حين
وصوت الرصاص في السماء كالبرق..
وككل ليلة تفيق مذعورا على صوت المؤذن
وتطلب الغفران
فليندا لن تعوّض سعدى
التي أسكنتها في الحدق..
وخلاصة القول لئن اعتبر المبدع ليندا ذات الصفتين حبيبة ومناضلة فضحّى من أجلها ولو في الحلم فان المشاكس انتصر لسعدى باعتبارها حبيبة معتقة وساحرة واعتبر حلم المبدع كابوسا لاأساس له من الحقيقة.
حفظ الله ليندا الحجازي وكل مقاوم بجنوب لبنان من كل سوء.
سلم القلمان ابداعا ومشاكسة حلما وكابوسا حبيبة ومناضلة ليندا وسعدى .
بتاريخ 27/10/2024