قراءة نقدية بقلم الشاعر الناقد المبدع أحمد الكاتب في نصي “الغياب”
الغياب
في دائرة الوهم تلفّ الأيام، صدى الغياب يرنو بألحانه. تتساقط أحلامي كأمواج البحر، في بساتين اللقاء تذوب أمانيها.
تتراقص الأشواق كظلال الليل، وفي عتمة الفراق تلتحم الحنين. تتساقط اللحظات كنجوم ساطعة، تتلون الذكريات بألوان الشوق.
الغياب يطوي الأحلام بين أضلعه، واللقاء يلمع كنجمة في سماء الشوق. في رحيل الأحباء، تسكن الحنين، وتبقى القلوب تردد نغمات الفقد.
بين حنايا الزمن تسكن الشوق، وعند بوابة اللقاء ترتجف الأماني. فالغياب يُلحِنُ قصيدة حزينة، ترقص مشاعر الفراق في ساحة الذكرى.
محمود البقلوطي تونس
القراءة النقدية
بقلم الشاعر الناقد المبدع” أحمد الكاتب”
قصيدة “الغياب” للشاعر محمود البقلوطي تعكس مشاعر الفقد والحنين بأسلوب شعري عميق ومؤثر. إليك تحليلًا يسلط الضوء على العناصر البلاغية والمعاني الكامنة في النص:
• الغياب كحالة وجودية: تبدأ القصيدة بوصف الغياب كحالة تتكرر في حياة الشاعر، حيث “تلفّ الأيام” حوله، مما يوحي بأن الزمن نفسه يصبح محاطًا بشعور الفقد. هذه الفكرة تُعبر عن تأثير الغياب على مجرى الحياة وكيف يمكن أن يصبح جزءًا لا يتجزأ من التجربة الإنسانية.
• استعارات طبيعية: يستخدم الشاعر استعارات قوية مثل “تتساقط أحلامي كأمواج البحر”، مما يجعل الأحلام تبدو غير ثابتة وعرضة للتغير والانكسار. البحر هنا رمز للحياة، التي يمكن أن تكون جميلة ولكن أيضًا مدمرة.
• التناقض بين الشوق والحنين: “تتراقص الأشواق كظلال الليل” يعكس فكرة أن الشوق يمكن أن يكون حميميًا وجميلًا، ولكنه في نفس الوقت يحمل طابع الحزن والضياع. تداخل الحنين مع الفراق يخلق توترًا عاطفيًا يُغذي العاطفة في النص.
• الذكريات كألوان الشوق: “تتلون الذكريات بألوان الشوق” هو تعبير جميل يبرز كيف يمكن للذكريات أن تصبح ملونة بالمشاعر، مما يجعل الماضي يبدو حيًا في الحاضر. هذه الألوان تمثل الأمل والأسى في نفس الوقت.
• رمزية اللقاء: يُظهر الشاعر أن اللقاء يُعتبر لحظة بارزة، تُشبه “نجمة في سماء الشوق”، مما يضفي قيمة خاصة على هذه اللحظة المفقودة. اللقاء هنا يمثل الأمل في استعادة ما فقد.
• تكرار العواطف: يتكرر ذكر الحنين والشوق، مما يعزز مشاعر الفقد. الشاعر يُظهر كيف أن الغياب يُلحن “قصيدة حزينة” تُمثل مشاعر الفراق، مما يضيف عمقًا عاطفيًا للنص.
• توظيف الزمن: تتجلى فكرة الزمن في عبارة “بين حنايا الزمن تسكن الشوق”، حيث يُعتبر الزمن كحاضنة لمشاعر الشوق، مما يضيف بُعدًا فلسفيًا للنص حول العلاقة بين الوقت والعاطفة.
• الختام المليء بالعواطف: تنتهي القصيدة بصورة قوية تعكس كيف أن مشاعر الفراق تستمر في “ساحة الذكرى”، مما يُبرز أهمية الذكريات في تشكيل الهوية الشخصية وتجاربنا.
تجسد هذه القصيدة عمق التجربة الإنسانية في مواجهة الفقد، وتعكس قدرة الشعر على التعبير عن مشاعر معقدة مثل الشوق والحنين، مما يجعلها قطعة أدبية مؤثرة تحمل معانٍ متعددة تتجاوز الكلمات.
أحمد الكاتببلا