في مثل هذا اليوم 2 نوفمبر 2008م..
الرئيسان الأرمني سيرج سركيسيان والأذري إلهام علييف يوقعان في موسكو اتفاقًا للتوصل إلى حل سلمي لأزمة إقليم ناجورنو كاراباخ.
سيرج أزتي سركيسيان (أرمنية: Սերժ Ազատի Սարգսյան)؛ (30 يونيو 1954 ) هو الرئيس السابق لجمهورية أرمينيا. فاز في الانتخابات الرئاسية الأرمنية في فبراير 2008 بدعم من الحزب الجمهوري الأرميني، الحزب الذي خدم فيه كعضو مجلس. تسلم الرئاسة في أبريل 2008.
أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات في 19 فبراير 2013 بعد حصوله على 58.64% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى التي تنافس فيها سبعة مرشحين، ومرت الانتخابات دون أعمال عنف تذكر، وأقر المراقبون الدوليون أنها كانت جيدة التنظيم وسليمة، لكن تعوزها المنافسة..
إلهام حيدر أوغلو علييف (بالأذرية: İlham Əliyev) (24 ديسمبر 1961 – باكو)، هو سياسي أذري، والرئيس الحالي لجمهورية آذربيجان منذ 2003. يشغل أيضاً رئيس حزب آذربيجان الجديدة. وهو ابن حيدر علييف رئيس آذربيجان الأسبق وخلفاً له. ورئيس الوزراء بين أغسطس ونوفمبر عام 2003 .
مرتفعات قره باغ (بالأذرية: Dağlıq Qarabağ؛ بالأرمنية: Լեռնային Ղարաբաղ، كما يُطلق عليه أرتساخ بالأرمنية: Արցախ) (أو كردستان الحمراء بالنسبة لسكان المحليين) إقليم جبلي جزء في جنوب القوقاز. استقل هذا الإقليم وأصبح يكون جمهورية ناغورني قره باغ (أرتساخ) الغير معترف بها.
تبدأ جذور الصراع في الحقبة السوفيتية في عشرينات القرن الماضي حين قام جوزيف ستالين بتطبيق سياسته في التفريق بين الإثنيات وإشعال نار العداء بينها وتفتيت قواها، فقد تعمدت السلطة السوفيتية في عام 1923 ضم الأقلية الأرمينية (سكان كاراباخ) داخل حدود أذربيجان، وبحدود إدارية تُرسم لتجعل كل ما يحيط بها أذربيجانيا رغم رغبة السكان في التبعية الأرمنية، وفي المقابل تظل الأقلية الأذربيجانية في إقليم «ناختشيفان» معزولة داخل جمهورية أرمينيا. بالإضافة إلى أن السلطة السوفيتية منحت «كاراباخ» صلاحية الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان، وهو ما كان أشبه بقنبلة موقوتة.
ظل هذا الوضع مجمداً فظلت السياسات القمعية السوفيتية وإرهاب الحديد والنار إلى أن تراخت القبضة السوفيتية في عهد جورباتشوف. وفي فبراير 1988 تجرأ المجلس السوفيتي الكاراباخي، وطلب من موسكو انضمام «ناجورنو كاراباخ» إلى أرمينيا. وبالطبع اعترض القادة الأذريون لدى سلطة موسكو. وسرعان ما تشابك الأذر مع الأرمن في «كاراباخ»، لتتحول الاشتباكات بسرعة فائقة إلى حرب أهلية تركت قتلى وجرحى ولاجئين على كلا الجانبين. وفي ديسمبر 1989 ازداد الموقف تعقداً بإعلان المجلس السوفيتي الأرمني توحيد إقليم «ناجورنو كاراباخ» مع جمهورية أرمينيا.
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي 25 ديسمبر 1991- أعلن الانفصاليون في إقليم «كاراباخ» في مطلع 1992 الاستقلال عن أذربيجان، ورفض الانضمام إلى أرمينيا. ومدّت أرمينيا مقاتلي «كاراباخ» بالسلاح والرجال، بل توغلت قواتها داخل أذربيجان، كما احتلت الشريط الأرضي الفاصل جغرافياً لقرة باغ عن أرمينيا (ويسمى رواق لاچين) وكذلك أراضي 6 مقاطعات أخرى شرق وجنوب قرة باغ واحتلت 20% من إجمالي أراضيها في منتصف 1993. وكانت النتيجة أن فر مئات الآلاف من السكان الأذريين هرباً من القوات الأرمينية الغازية. وانتقل اللاجئون إلى معسكرات -كثير منها حول العاصمة الأذربيجانية باكو.
ساند الروس أرمينيا في هذة الحرب كثيراً مما سهل من النصر الذي حققه الأرمن. وفي مايو 1994 قبلت جميع الأطراف -بما فيها أذربيجان المحتلة أراضيها- اتفاقاً لوقف إطلاق النار، والاحتكام إلى المفاوضات السلمية؛ حقناً للدماء. وكان الوسيط الرئيسي في المفاوضات هو الاتحاد الأوربي الذي فوض مجموعة من الدول برئاسة فرنسا والولايات المتحدة وروسيا للاجتماع في مينسك -عاصمة بيلاروسيا- لبدء التفاوض. من جانبها أعلنت الميليشيات الأرمنية جمهورية ناغورنو قرة باغ التي لم تعترف بها أي دولة. إلا أن أرمينيا تعاملها كجزء منها.
قائد الميليشيات الأرمنية في تلك الحرب كان روبرت كوتشاريان، وهو الرئيس السابق لجمهورية أرمينيا.
نهاية الصراع
وقعت كل من أذربيجان وأرمينيا في تاريخ 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 على اتفاق ينهي الصراع المسلح الدائر حول إقليم ناغورنو كاراباخ.
ووصف رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان الاتفاق بـ «المؤلم جدا، بالنسبة لي شخصيا وبالنسبة للشعب الأرميني».
ويأتي التوقيع على اتفاق السلام الأخير عقب ستة أسابيع من القتال بين القوات الآذرية من جهة والانفصاليين الأرمن في الإقليم من جهة أخرى.
ومن المعروف أن إقليم ناغورنو كاراباخ معترف به دوليا على أنه جزء من الأراضي الأذربيجانية، ولكنه يخضع لسيطرة الأرمن منذ عام 1994!!!!!!!