في مثل هذا اليوم5 نوفمبر1968م..
انتخاب ريتشارد نيكسون رئيسًا للولايات المتحدة.
انتخابات الرئاسة الأمريكية 1972 هي دورة الانتخابات السابعة والأربعون التي تُجرى كل أربع سنوات، وقد كانت في يوم الثلاثاء في السابع من نوفمبر عام 1972.هزم الرئيس الجمهوري المكلف ريتشارد نيكسون من كاليفورنيا منافسه السيناتور الديمقراطي جورج ماكغفرن من داكوتا الجنوبية. كان ذلك أكبر هامش نصر للهيئة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى انتخابات 1984.
اجتاح نيكسون التحديات التي واجهها عضوان من أعضاء الكونغرس الجمهوريين في الانتخابات الجمهورية التمهيدية لعام 1972 ليفوز بإعادة الترشيح. حشد ماكغفرن، الذي لعب دورًا أساسيًا في إعادة تشكيل نظام الترشيح الديمقراطي بعد انتخابات عام 1968، الحركةَ المناهضة للحرب وداعمين ليبراليين آخرين ليفوز بترشيح حزبه. من بين المرشحين الذين هزمهم المرشح الأول السابق إدموند موسكي، ومرشح عام 1968 هيوبرت همفري، وعضو الكونغرس السيدة شيرلي تشيشولم، وهي أول أمريكية من أصل أفريقي تتقدم للترشيح الرئاسي للأحزاب الكبيرة.
ركز نيكسون على الاقتصاد القوي ونجاحه في العلاقات الخارجية، بينما ركز ماكغفرن برنامجه الانتخابي على المناداة بالانتهاء العاجل لحرب الفيتنام، والحد الأدنى من الدخل المضمون. حافظ نيكسون على تقدم وثبات كبيرين في الاقتراع. وعلى نحو منفصل، اخترقت هيئة إعادة انتخاب نيكسون مجمعَ ووترغيت للتنصت على محادثات المقرات الرئيسية للجنة الوطنية الديمقراطية، وهي فضيحة عُرفت لاحقًا بفضيحة ووترغيت.
تضررت حملة ماكغفرن بشكل أكبر عند الكشف عن المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، توماس إيغلتون، قد خضع للتخليج الكهربائي علاجًا للاكتئاب. حل سارجيت شرايفر محل إيغلتون في الاقتراع.
كسب نيكسون الانتخابات بانتصار ساحق إذ نال 60.7% من الأصوات الشعبية وحقق النصر في 49 ولاية، وكان أول جمهوري يكتسح الجنوب. نال ماكغفرن 37.5% من الأصوات، بينما حصل جون جي شميتز من الحزب الأمريكي المستقل على 1.4% من الأصوات. حاز نيكسون ما يقارب 18 مليون صوت متخطيًا ماكغفرن، وهو يحمل الرقم القياسي بأكبر عدد أصوات في الانتخابات الرئاسية خلال حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة . كانت الانتخابات الرئاسية لعام 1972 الأولى منذ الموافقة على التعديل رقم 26، الذي خفض السن الانتخابي من 21 عامًا إلى 18 عامًا. خلال سنتين من الانتخابات، استقال كل من نيكسون ونائب الرئيس سبيرو أغنيو: الأول في أغسطس عام 1974 بسبب فضيحة ووترغيت، والثاني في أكتوبر عام 1973 بسبب تهمة فساد منفصلة. خلف جيرالد فورد أغنيو نائبًا للرئيس، ثم خلف نيكسون رئيسًا في السنة التالية.
رئيس الولايات المتحدة السابع والثلاثين «ريتشارد نيكسون» (1913-1994 م) بوصفه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي استقال من منصبه، إذ تنحى عام 1974 ولم ينهِ نصف مدة ولايته الثانية عوض مواجهة اتهام جنائي حول جهوده لتغطية نشاطات غير قانونية ارتكبها أعضاء حكومته في فضيحة ووترغيت.
كان نيكسون عضوًا في الكونغرس ثم في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا قبل أن يصبح -لفترتين- نائبًا للرئيس دوايت أيزنهاور (1890-1969) في منتصف خمسينيات القرن العشرين. وفي عام 1960، خسر نيكسون سباق الرئاسة بفارق صغير فأصبح المرشح الديمقراطي جون ف. كينيدي (1917-1963) رئيسًا للولايات المتحدة، لكنه ترشح للرئاسة مجددًا بعد ثلاثة أعوام وفاز على منافسه.
شملت إنجازات نيكسون الرئاسية إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين والاتحاد السوفييتي، وسحبه القوات الأمريكية من حرب فيتنام المكروهة، لكن لطّخ تورطه في فضيحة ووترغيت تراثه وزاد من انعدام ثقة الشعب الأمريكي بحكومته.
مرت ست سنوات بعد خسارة نيكسون لانتخابات حاكم كاليفورنيا حين عاد إلى الحياة السياسية بقوة وفاز مرةً أخرى بترشيح حزبه الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، قبل أن يهزم خصميه، الديمقراطي هيوبرت همفري (1911-1978) ومرشح حزب آخر جورج والاس (1919-1998) في انتخابات 1968 الرئاسية.
استلم نيكسون منصبه الجديد في فترة مليئة بالاضطراب والتغيير في الولايات المتحدة إذ كان الشعب منقسمًا بشدة حول حرب فيتنام (1954-1975) وكانت النساء تطالب بمساواتهن بالرجال وكان العنف العرقي يضرب المدن الأمريكية بضراوة. أعلن نيكسون نيته في تحقيق السلام بشرف في فيتنام، فقدّم خطةً استراتيجيةً عُرفت بالفتنمة تقضي بانسحاب القوات الأمريكية من الحرب مع تدريب قوات فيتنام الجنوبية لتدافع عن نفسها.
في يناير 1973 وصلت إدارة نيكسون إلى اتفاقية سلام مع فيتنام الشمالية الشيوعية، وغادرت آخر قوات أمريكا القتالية فيتنام في مارس من تلك السنة، لكن الأعمال العدائية استمرت حتى سيطرت قوات فيتنام الشمالية على فيتنام الجنوبية وأعادت توحيد البلاد تحت قيادتها الشيوعية.
لم تقتصر إنجازات نيكسون على سحب القوات الأمريكية من فيتنام، بل سافر بزيارات تاريخية عام 1972 إلى الصين والاتحاد السوفييتي، فقلل من التوتر بين الأمم الشيوعية وأمريكا وساعد في تأسيس علاقات دبلوماسية رسمية، إضافةً إلى توقيعه عددًا من الاتفاقيات المهمة للحد من إنتاج الأسلحة النووية.
فضيحة ووترغيت وما بعدها
في نفس الوقت الذي أعاد نيكسون فيه ترشيح نفسه للانتخابات عام 1972، سطا عملاء سريون منسوبون إلى حملته الانتخابية على مقر لجنة الحزب الديمقراطي الوطنية في مجمع ووترغيت بالعاصمة واشنطن. علم عدد من أعضاء إدارة نيكسون بالسرقة، وبينما نفى الرئيس عن نفسه أي تورط في العملية، أوضحت تسجيلات سرية مسربة من البيت الأبيض لاحقًا أن نيكسون ساهم في التغطية على هذه الجريمة.
استقال نيكسون من منصبه في 9 أغسطس 1974 بعد أن واجه اتهامًا جنائيًا من الكونغرس، وحل محله نائبه جيرالد فورد (1913-2006) الذي أصدر عفوًا عن نيكسون بعد شهر واحد فقط. أدين عدد من المسؤولين الحكوميين لاحقًا بجرائم مرتبطة بعملية ووترغيت.
بعد تركه البيت الأبيض، تقاعد نيسكون في كاليفورنيا (انتقل هو وزوجته لاحقًا إلى نيو جيرسي) وعمل بهدوء على ترميم ما تهدم من صورته أمام الناس، إضافةً إلى تأليفه الكتب وسفره المستمر وتقديمه المشورة لرؤساء لاحقين ديمقراطيين وجمهوريين.
حين مات نيكسون في 22 أبريل 1994 عن عمر يناهز 81 عامًا في نيويورك إثر سكتة دماغية، كان في نظر البعض رجل دولة كبير السن محترمًا، بينما رفض بعض الأمريكيين بأي شكل من الأشكال تحسين صورته فلم يروا فيه إلا مجرمًا موسومًا بالعار.!!!!!!!!!!