في مثل هذا اليوم 11نوفمبر1909م..
الولايات المتحدة تبدأ ببناء القاعدة البحرية العملاقة في ميناء بيرل هاربر في جزر هاواي في المحيط الهادي.
في مثل هذا اليوم من عام 1909 بدأ الأمريكيون بناء القاعدة البحرية العملاقة في ميناء بيرل هاربور في جزر هاوي بالمحيط الهادي. وقد وقع الاختيار على هذه المنطقة بسبب عمق المياه بها مما يسمح بدخول السفن العملاقة لذلك جعلت القوات البحرية الأمريكية قيادة أسطول المحيط الهادي في ميناء بيرل هاربور.
والمفارقة أن قاعدة بيرل هاربور دخلت التاريخ ليس بسبب نجاحها في التصدي لهجوم معادي ضخم أو تحقيق انتصار في معركتها ولكن لأنه تحول إلى مقبرة للأسطول الأمريكي في مستهل الحرب العالمية الثانية عندما شنت القوات الجوية اليابانية عام 1941 هجوما كاسحا على سفن الأسطول وهي راسية في الميناء فأبادتها جميعا. وكان هذا الهجوم هو السبب المباشر في دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية رسميا بعد إعلانها الحياد في مستهل الصراع عام 1939. وما زال الأمريكيون يعتبرون الهجوم على ميناء بيرل هاربور هو أقوى ضربة تعرضت لها الولايات المتحدة في تاريخها الذي لا يتجاوز قرنين من الزمان.
ويضرب الأمريكيون بهذا الهجوم الياباني للدلالة على المفاجأة أو قسوة أي هجوم لذلك يقال إن هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ضد نيويورك وواشنطن هو أعنف ضربة عسكرية تتعرض لها الأراضي الأمريكية منذ هجمات بيرل هاربور.
واستمدت قاعدة بيرل هاربور البحرية اسمها ومعناه (ملاذ اللؤلؤ) من حقيقة وجود الكثير من أصداف اللؤلؤ التي تتكاثر وتنمو في المياه العميقة لخلجان جزر هاوي وكان اسمها (مياه اللؤلؤ) وكان ميناء بيرل هاربور تابعا لمملكة هاواي التي ظلت مستقلة عن الولايات المتحدة طوال القرن التاسع عشر. وفي عام 1887 وافق الكونجرس الأمريكي على قيام البحرية الأمريكية باستئجار ميناء بيرل هاربور واتخاذه قاعدة عسكرية مؤقتة لسفن أسطول المحيط الهادي. ولكن الحرب الأمريكية الأسبانية في نهاية القرن التاسع عشر جعلت الأمريكيين يشعرون بأهمية الاحتفاظ بوجود عسكري دائم في جزر هاواي فكان القرار عام 1898 بالاستيلاء على جزر هاواي وضمها إلى الأراضي الأمريكية وهو ما تحقق بالفعل نتيجة الخلل الرهيب في موازين القوى بين تلك الجزر التي يعيش عليها عشرات الآلاف وبين الولايات المتحدة. وكان ضم الجزر إلى السيادة الأمريكية فرصة مناسبة من أجل زيادة عدد السفن التي تستخدم موانيها. وبمرور الوقت قررت القوات البحرية إقامة قاعدة بيرل هاربور العملاقة. ووافق الكونجرس بسهولة على المشروع وبدأ البناء بالفعل عام 1909. وفي عام 1917 اشترت القوات البحرية الأمريكية والجيش جزيرة فورد في منتصف بيرل هاربور لاستخدمها كمركز تطوير للطيران العسكري. وفي الوقت الذي كان اليابانيون يزيدون قوتهم البحرية كان الأمريكيون يزيدون عدد سفنهم في المحيط الهادي. ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية في أوروبا انتقل التوتر إلى العدوين اللدودين في المحيط الهادي وهما الولايات المتحدة واليابان.
وبدأت الولايات المتحدة عام 1940 إجراء مناورات بحرية في قاعدة بيرل هاربور. واعتبر اليابانيون هذه التحركات استفزازا لهم فكان هجومهم المدمر على الميناء في في أواخر عام 1941 لتفتح اليابان على نفسها أبواب الجحيم الأمريكي الذي انتهى بضرب مدينتي ناجازاكي وهيروشيما بقنبلتين نوويتين أمريكيتين في ختام الحرب العالمية الثانية.!!!!!!