التلميح والتصريح
قراءة في نص “معابر مغلقة”
للأستاذ محمد البنا
Mohamed Elbanna
_____________________________________
اعتدنا في نصوص الأستاذ محمد أن لانبحث في المعنى الحرفي كثيراً، فدائماَ يعتمد أسلوبه في القصّ وخاصةً القصير منه على إضمار مايريده من النص وموارته خلف جملٍ قصيرة تبدو بسيطة وبمعنى يدركه الجميع.
★”معابر مغلقة” : أي جسور مقطوعة، صلات مقطّعة الأوصال.
هذا عن العنوان
وعن شكل النص، يقول:
شابٌ عربيّ معتزّ بشكله وهندامه من لباس يعربيّ وسيفٍ ولثام، ومفتخرٍ بمركوبه “الفرس الاصيل”
(إذن فهو من زمن غير زماننا/الماضي” يقصد دار محبوبته)
ليلى/وهو الاسم العربيّ المتعارف عليه منذ القدم ،وهذا تأكيد آخر أن الزمن ماضٍ وقد مضى منذ آلاف السنين، لايوجد وسائل اتصال أخرى، ووسائل النقل الحصان فقط،
والسؤال هو ياترى لمَ قد تاه ودربه حسب ما كان معروفاً عند العرب القدماء واضح ومترامٍ؟
وهنا الجزء الأهم من النص، شاهد المباني الضخمة “ليست خيم بسيطة” ارتبك لكن تجاوز وأرجعها في عقله لما شاهده من قصور “النعمان بن المنذر”
ثم ماذا؟، يزداد الارتياب والارتباك، فلم يقتصر الأمر على المباني، بل تعدّاه إلى السّيارات و الشّوارع المنظّمة بأرصفة، هو رفضها وتسمّر في مكانه كتمثالٍ، وهم “راكبوا السّيارات استغربوا وضعه ذاك”
إذن هي رحلة زمانية على ظهر حصان لمدينة حديثة متطورة.
الإسقاط في النص
_______________
هذا بالنسبة للتصريح، فما هو التلميح؟
قف أيها الإنسان المتزمّت، المتقوقع على نفسك واسمح للشمس والنور أن تصل إليك، فالحياة خارجاً تغيّرت وتطوّرت، فإن بقيت على وضعك هذا هم سيستغبربوك، وقد ينبذوك…
ريم محمد
_____________________
النص
_____
معابر مغلقة
_________
استيقظ مبكرًا كعادته، اغتسل ثم ارتدى لباسه، وثبتَ سيفه إلى جانب خصره، وأحكم لثامه جيدًا، ثم خرج وتنكب حصانه الأشهب، ومضى في طريقه إلى خارج مضارب عشيرته، قاصدًا مضارب ليلى… ما إن تجاوز المنحنى الجبلي الصاعد، وهمّ بتوجيه حصانه ليسلك المنحنى الهابط؛ تفاجأ بمبانٍ ضخمة، التبس عليه الأمر أولًا، ثم ما لبث أن تجاوزه، إذ قاربها بما شاهده في الحيرة من قصور النعمان بن المنذر، فاكمل المسير، وما هي إلا لحظات حتى تسمّر في مكانه، غير مصدقٍ لما رأته عيناه من سيارات وشوارع ذات أرصفة، فأنكرها!، واستغربه راكبوها!
محمد البنا