في مثل هذا اليوم 17 نوفمبر1809م..
البريطانيون يهجمون على معقل القواسم في رأس الخيمة، وبدء الحملة البريطانية الثانية.
شهدت بدايات القرن التاسع عشر مناورات جيوسياسية وتجارية في الخليج حيث سعت الإمبراطورية البريطانية، مدفوعة بالأهداف الاستراتيجية لشركة الهند الشرقية البريطانية، إلى العمل على السيطرة على طرق بحرية حيوية تربط مستعمراتها في الهند بشبكة التجارة العالمية الأوسع.
وكان أحد العوائق الرئيسية أمام هذا الطموح هو قبيلة القواسم التي كان مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية. وقد كانت الحملة البريطانية ضد القواسم في عام 1805 صراعًا مبكرًا ومحوريًا مهد الطريق لمزيد من الاشتباكات العسكرية والهيمنة البريطانية النهائية في المنطقة
وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه في أواخر القرن الثامن عشر كانت قبيلة القواسم هي القوة البحرية المهيمنة في جنوب الخليج، لكن آل بوسعيد في عمان شرعوا في تحدي هيمنة القواسم في البحر في تسعينيات القرن الثامن عشر.
ومع اشتداد الأعمال العدائية، اشتدت حوادث الغارات البحرية والنهب. في هذه الأثناء، أبرمت شركة الهند الشرقية البريطانية، التي سعت إلى بناء طريقها البحري إلى الهند، معاهدة مع شيخ آل بوسعيد عام 1798.
لكن التوتر المستمر بين آل بوسعيد والقواسم أدى إلى مواجهات بين القواسم والبريطانيين الذين اتهموا القواسم وحلفاءهم بالقرصنة.
وغالبًا ما صورت الرواية البريطانية القواسم كقراصنة يهاجمون السفن التجارية البريطانية والحليفة. ومع ذلك، يقترح بعض المؤرخين أن هذا التصوير كان مبالغًا به وله دوافع سياسية. فقد كان القواسم منخرطين في التجارة المشروعة والحروب البحرية، مما يعكس التداخل المعقد بين التجارة والصراع في المنطقة.
وفي كتابه “أسطورة القرصنة العربية في الخليج”، يفند الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، تهمة القرصنة التي وجهها البريطانيون للقواسم. ويرى أن وراء تلك المزاعم “شركة الهند الشرقية” لدوافع تجارية محضة.
ويشير الكتاب إلى أنه كانت هناك خطة من القائد العسكري البريطاني كابتن جون مالكولم لإقامة قاعدة بريطانية تجارية في الخليج، وهي الخطة التي عمل على تنفيذها منذ سنة 1800.
ويواصل الكتاب: “وبموجبها باشرت شركة الهند الشرقية حملة افتراءاتها لوصم القواسم بالقرصنة، واتهامهم بأنهم هم الذين هددوا كل النشاط البحري في المحيط الهندي، بل وألصقوا كل حظٍ عاثرٍ أو سوء طالع يحيق بسفينة بالقواسم (القراصنة). وسرعان ما قادت تلك الحملة الشرسة إلى الهجوم على رأس الخيمة وتدميرها والقضاء على قوة القواسم البحرية”
وبحلول أوائل القرن التاسع عشر، كانت التوترات بين البريطانيين والقواسم تتصاعد حيث كان البريطانيون عازمين على حماية طرقهم التجارية وقمع أي تهديدات بحرية. ومن ناحية أخرى، كان القواسم عازمين أيضًا على فرض هيمنتهم وحماية مصالحهم التجارية.
في عام 1805، قررت شركة الهند الشرقية البريطانية اتخاذ إجراء حاسم. وكان السبب المباشر للصراع هو سلسلة من الهجمات المنسوبة إلى القواسم على السفن التجارية البريطانية.
وكانت الحملة البريطانية ضد القواسم في 15 يونيو/ حزيران من عام 1805 عبارة عن قوة بحرية صغيرة أُرسلت من الهند. وكانت هذه الحملة واحدة من الجهود المبكرة التي بذلها البريطانيون لممارسة ضغط عسكري مباشر على القواسم. وكان الهدف هو شن هجوم سريع وحاسم على معقل القواسم في رأس الخيمة.
وأبحر الأسطول البريطاني من بومباي (مومباي الآن) وتوجه إلى الخليج حيث حاول البريطانيون الاستيلاء على سفن القواسم أو تدميرها.
وعلى الرغم من التفوق البحري البريطاني، واجهت الحملة تحديات كبيرة. فقد كان القواسم بحارة ومقاتلين مهرة، يستخدمون معرفتهم بالمياه المحلية لمقاومة فعالة. وأثبتت تحصينات رأس الخيمة أنها قوية، وعجز البريطانيون عن تحقيق اختراق حاسم.
وبعد عدة أسابيع من الاشتباك، قرر البريطانيون الانسحاب مؤقتًا بعد أن ألحقت الحملة أضرارًا بأسطول القواسم ومرافق الميناء، لكنها لم تتمكن من القضاء على القواسم بالكامل.
وقد أبرزت تلك الحملة الحاجة إلى وجود بحري بريطاني أكثر قوة وديمومة في الخليج. وفي السنوات التي أعقبت صراع 1805، وسعت شركة الهند الشرقية البريطانية عملياتها البحرية وأنشأت دوريات منتظمة لحماية مصالحها التجارية.
واستمرت المواجهات بين الطرفين وبحلول عام 1809، أطلقت القوات البريطانية تحت قيادة الكولونيل جون وينرايت والكابتن ويليام بينبريدغ حملة أكبر ضد القواسم. وبلغت هذه الحملة ذروتها في معركة رأس الخيمة في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1809 عندما قصفت القوات البريطانية المدينة ودمرت العديد من سفن القواسم. وعلى الرغم من أن البريطانيين أعلنوا النصر، إلا أن القواسم أعادوا بناء أسطولهم بسرعة واستأنفوا نشاطاتهم.
وتميزت الفترة بين 1810 و1819 بالمناوشات المستمرة وتزايد عزم البريطانيين على القضاء نهائيًا على تهديد القواسم. وبلغت هذه الجهود ذروتها في حملة واسعة النطاق في عام 1819، بقيادة الجنرال ويليام كير غرانت.
وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 1819، شنت القوات البريطانية هجومًا كبيرًا على رأس الخيمة. وكانت المدينة محصنة بشكل كبير، لكن القوات البريطانية تمكنت من اختراق دفاعاتها بعد قتال عنيف. ودمرت القوات البريطانية أسطول القواسم، وأحرقوا المدينة .
وبعد سقوط رأس الخيمة، تحركت القوات البريطانية نحو معاقل القواسم الأخرى، بما في ذلك الشارقة، وأدى ذلك إلى تقليص قدرات القواسم البحرية بشكل كبير.
وأدى الضغط البريطاني المستمر في النهاية إلى توقيع المعاهدة البحرية العامة عام 1820. وقد رسخت هذه المعاهدة السيطرة البريطانية على الأنشطة البحرية في الخليج و أقامت إطارًا لإنشاء إمارات الساحل المتصالح، وهي مجموعة من المشيخات التي دخلت في اتفاقيات سلام مع البريطانيين.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إن “هذه المعاهدة مهمة لعدة أسباب حيث اعترفت المعاهدة بالهيمنة البريطانية في الخليج وأقامت إطارًا للتحكم البريطاني في الأنشطة البحرية في المنطقة، كما أضعفت المعاهدة القواسم بشكل كبير”.
وهكذا، ظهرت بريطانيا كقوة بحرية مهيمنة في الخليج، قادرة على التأثير على المشهد السياسي والاقتصادي للمنطقة، واستمرت هذه الهيمنة حتى القرن العشرين.
مع ذلك، فإن أهمية قبيلة القواسم انعكست في اختيار الشارقة كمقر للممثل الرئيسي لبريطانيا لدى المشيخات في عام 1823؛ وظل المقر هناك حتى عام 1954، عندما تم نقله إلى دبي.
وقد أدى الخلاف داخل عائلة القاسمي لانفصال رأس الخيمة عن الشارقة في عام 1869، والذي أعقبه إعادة دمجها مؤقتاً في الشارقة في عام 1900 والتي تم الاعتراف باستقلالها رسميًا في عام 1921، وفي عام 1972، ومع انضمام رأس الخيمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت أسرة القاسمي هي العائلة المالكة الوحيدة التي تحكم إمارتين.
لقد كانت الحملات البريطانية ضد القواسم من عام 1805 إلى 1820 فصلًا حاسمًا في تاريخ الخليج. وقد عكست الاستراتيجيات الإمبريالية الأوسع للإمبراطورية البريطانية وتصميمها على السيطرة على طرق بحرية رئيسية. كما مثلت بداية فترة من الهيمنة السياسية والعسكرية البريطانية التي استمرت حتى القرن العشرين.
انطلقت الحملة العسكرية من بومباي 14 سبتمبر 1809، وكانت مؤلفة من فرقة البحرية الملكية لاشيفون،(4) وكارولين،(5) وطرادات شركة الهند الشرقية: مورنينغتون (ذات 20 مدفعًا)، وأورورا (ذات 16 مدفعًا)، وتيرنت (ذات 16 مدفعًا)، ونوتيلوس (ذات 14 مدفعًا)، وايريال (ذات 10 مدافع)، وفستال (بالإنجليزية: Vistal) (ذات 10 مدافع)، والسفينة الحربية الصغيرة فيوري (بالإنجليزية: Fury)، وسفينة النقل سترومبولي (بالإنجليزية: Stromboli). وفيما بعد انضمت للحملة الطرادات: تايكنماوث (بالإنجليزية: Teignmouth)، وميركوري (بالإنجليزية: Murcury)، وبرنس أوف ويلز (بالإنجليزية: prince of Wales).
كانت هذه القطعات البحرية بقيادة الكابتن جون وينرايت. أما القوات البرية في الحملة فوضت تحت قيادة المقدم ل.سميث من الفرقة الملكية الخامسة والستين. بلغ عدد القوات المشاركة بالحملة 829 أوروبيًا، و529 سباهيًا، و252 عنصرًا احتياطًا.
في بداية الحملة توفي ديفيد سيتون، ثم ما أن مضت 24 ساعة على خروج الحملة إلى عرض البحر حتى سقط قاع سفينة النقل سترومبرلي فغرقت وغرقت معها ضابطين، و14 بحارًا وقسما كبيرًا من الذخيرة التي كانت على منها. وعليه؛ فقد أثرت هذه الأحداث بشكل كبير على سير الحملة والهجوم على رأس الخيمة.
جرى اجتماع بين قائدي الحملة وسعيد بن سلطان لتنسيق آلية الهجوم على القواسم، وأثناء اللقاء وجد القائدان البريطانيان أن حاكم مسقط غير متحمس كثيرا للحملة بل حتى أنه كان مُتشائمًا في إمكانية نجاح الحملة. وقد عبر بالقول :«إن مشروع الهجوم على رأس الخيمة بمثل هذه القوة عمل يفتقر إلى الحكمة»
غادر الأسطول البريطاني مسقط في بداية نوفمبر، وفي الساعة الواحدة والنصف من 11 نوفمبر كان في ميناء رأس الخيمة. ولما تعذر على الفرقاطات والطرادات وسفن النقل الاقتراب من المدينة إلى الحد اللازم، رست الأولى على بعد أربعة أميال، بينما رست الثانية والثالثة على بعد ميلين.
بدأت المعركة في فجر 12 نوفمبر حيث حاولت السفن الحربية الصغيرة الهجوم على السفينة مينيرفا، الراسية بالقرب من قلعة صغيرة على بعد ميل جنوبي الميناء، في محاولة لتحرير من القواسم. ووصف لو (بالإنجليزية: Low) ما حدث في هذه العملية «أن المقاومة العنيفة التي واجهتنا من الساحل، والرمي الدقيق المتواصل علينا، حال دون استرجاعنا لمينيرفا، وأظهر لنا بأننا نواجه عدوًا لم نقدره حق قدره.» بعد ذلك استمرت السفن البريطانية في قصف المدينة بشدة لمدة ثلاث ساعات، ولكنهم واجهو مقاومة شديدة من القواسم وعليه؛ أعد الإنكليز خطة ما يُسمى «مناورة المشاغلة»،( 6) وبناءً على هذه الخطة فقد نجحوا في الاستيلاء على قسم من السور الخارجي للمدينة، وعلى بعض الأبراج. لاحظ القواسم تقدم العدو فسارعوا إلى تحويل رميتهم الأساسية نحوه ولكنهم لم ينجحو ذلك. وعليه؛ أخذت القوات العسكرية البريطانية بتحصين المواقع التي أحتلتها وفرغت السفن من جميع المدافع.(7) وقامت القوات الغازية بإحراق خمسة سفن، منها ثلاثون سفينة من نوع دوا كانت راسية في مراسلها. كما احرقت المرافق والبيوت.
في 14 نوفمبر، وصلت معلومات إلى سميث تُفيد بأن فرقة كبيرة من الوهابيين متجهة إلى رأس الخيمة؛ وعلى الفور أصدر سميث أوامره إلى جنوده بإخلاء المدينة والأسراع بركوب السفن. وفي الصباح انسحبت القوات البريطانية.
بعد منتصف 14 نوفمبر، توجه الأسطول البريطاني إلى لنجة. في هذه المنطقة لم تجد القوات البريطانية أية مقاومة حيث رحل جميع سكان المنطقة إلى الجبال. وفي 17 نوفمبر أضرم الإنكليز النار بالمدينة كلها، ودمرو 20 سفينة كانت راسية في الميناء منها 9 سفن ضخمة من نوع دوا.
وتوجهت الفرقاطة كارولين من لنجة إلى منطقة الباطنة للقاء حاكم مسقط ولذلك للتنسيق معه لتنفيذ هجوم على شناص، وخور كلبا، وخورفكان. وفي الوقت نفسه توجه وينزايت مع بقية قطاعات الأسطول إلى القسم الشرقي من جزيرة قشم وذلك لمهاجمة ميناء لافا المحصن بقوة حيثُ تواجد القواسم وحلفاؤهم بنو معين. وفي يوم 26 نوفمبر الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر وصل الأسطول الإنكليزي إلى لافت حيثُ تحشد سكانها للدفاع عنها. وخلال هذه الفترة أمضى الإنكليز بقية اليوم في مباحثات غير مثمرة لاقناع ملا حسين شيخ قبيلة بني معين للاستسلام ولكنهم فشلو في ذلك. وعليه؛ بدأ إنزال القوات نحو الساعة الثانية وكان هذا بعد ظهر يوم 27 نوفمبر، كان الهدف الأول لهم هو محاصرة الحصن من جميع الجهات بشكل تدريجي ولكن الرمي على القوات البريطانية كل جهة اجبرهم على الانسحاب. وفي هذا الوقت وجه الإنكليز إنذارً أخير يُفيد بالاستسلام وإلا فلن تجد رحمة من القائد الإنكليزي وعليه؛ فقد أعلن ملا حسين الاستسلام، وفي 28 نوفمبر جرى تسليم المدينة والحصن إلى وينرايت والذي سلم قيادة لافت إلى الشيخ درويش وهو أحد شيوخ بني نعيم الموالين للحاكم مسقط.(8)
في ديسمبر عام 1809، وصل الأسطول البريطاني إلى برقة «بركة» ومن ثم توجه إلى مسقط، وهُنالك جرت عدة لقاءات مع سعيد بن سلطان، وتقرر القيام بحملة مشتركة ضد ميناء شناص، وخور كلبا، وخورفكان. وفي 25 ديسمبر خرج أسطول من مسقط متجهًا إلى شناص، وعند وصولهم إلى شناص في الأول من نوفمبر عام 1810 طلب وينرايت الاستسلام من الحامية المدافعة عن القلعة إلا أن المدافعين عن شناص قابلو هذا الطلب بالاستهزاء. وفي صباح اليوم التالي جرى إنزال كثيف للقوات البريطانية بإنزال مدفعين كبيرين من عيار 24 باوند ومدفعين آخرين من عيار 12 باوند من الفرقاطات إلى البر حيث أخذت المدافع بقصف كثيف على القلعة. وقد وصف سميث الهجوم على الحصن عندما قال:«إنه من الصعب تصور مقاومة أكثر ضراوة من تلك التي أبداها عدونا هُنا. فعلى الرغم من تحول تحصيناته إلى ما يشبه الأنقاض، وتناثر الجثث المشوهة لمعظم مقاتلي الحامية على الأرض هُنا وهنالك وعلى الرغم من أن المدافعين باتوا بحالة ميؤوس منها بعد احتلال الإنكليز والعمانيين للقسم الأكبر من قلعتهم، فقد استماتوا في المقاومة، وكانوا يطلقون علينا النار من برجين صعب علينا تدبيرهما، كما لم نستطع تجنبها.» استمرت هذه المعركة طوال الليل، وخلالها عمل الإنكليز على تحطيم مقاومة القواسم باستخدام المدافع، وبعد أن دٌمرت القلعة بأكملها تمكن الإنكليز من أسر 710 أشخاص من القواسم.
جرى تسليم القلعة إلى العمانيين، وقد كانت القلعة مُدمرة لدرجة أن سعيد بن سلطان لم يجد ضرورة لوجود حامية من قواته فيها. وفي هذا الوقت وصلت فرقة من القوات الوهابية كانت بقيادة مطلق المطيري قادمة من الدرعية لنصرة القواسم في رأس الخيمة مؤلفة من 3000 مقاتل ولكن وصول هذه القوات كان متأخرًا. وعليه قرر مطلق المطيري المسارعة لنجدت شناص ولكنه وصل متأخرًا أيضًا، حيث وجد أن القوات البريطانية والعمانية على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم يشنه عليهم. وعليه؛ فقد قرر مطلق المطيري عدم المخاطرة بشن هجوم على الأعداء وإنما التعسكر في واحة مواجهة لفرقة القوات البريطانية حيث بقي الطرفين في وضع تربص لمدة ثلاث أيام وبعدها قرر سميث سحب قواته إلى السفن ونصح سعيد بن سلطان بسحب قواته أيضًا.
وفي فجر الرابع من يناير، وبعد صعود القوات البريطانية إلى سفنهم. بقي 4000 مقاتل عماني كانو بقيادة سيد غزان متمركزن على الساحل في انتظار سحبهم أيضًا. وعليه، فقد قرر مطلق المطيري مهاجمة العمانيين واندلعت معركة لمدة ساعتين خلالها خسر العمانيين ألفي قتيل ولاذت البقية في الفرار.
عقد سميث معاهدة مع القائد الوهابي مطلق المطيري تعهد فيها على عدم مهاجمة السفن البريطانية في الخليج العربي وفي المقابل تعهد سميث إلى عدم التدخل في النزاعات العمانية الوهابية.(9)
في 15 يناير 1810، توجه وبعد مغادرة شناص توجه الأسطول البريطاني إلى الخليج العربي وذلك من أجل تمشيط السواحل من جديد وتمكن الأسطول من إغراق 10 سفن قاسمية كبيرة في الرمس، و8 سفن في جزيرة الحمرا، و4 سفن تابعة للإشارة في ميناء مغوه. أما الداوات التي كانت موجودة في الشارقة وعجمان فقد استطاعت الإفلات من الغرق.
نتائج الحملة
حققت الحملة التي جردتها بريطانيا ضد القواسم انتصارًا عسكريًا حيثُ أغرقت بضع سفن ودمرت ميناء رأس الخيمة تدميرًا تامًا، بالإضافة إلى عدد من الموانئ على الساحل الفارسي؛ ولكن قيادة الحملة فشلت في تنفيذ جميع المهام التي أسندت إليها، حيثُ أن القواسم قد تمكنو من إنقاذ القسم الأكبر من أسطولهم. وعليه؛ يتبين بأن النتيجة التي أسفرت عن الحملة البريطانية على رأس الخيمة في عام 1809 لم تكن سوا إضعاف مؤقت لنشاط القواسم البحري.!!!!!!!!!!!!