فى مثل هذا اليوم 7 ديسمبر1919م..
وصول «لجنة ملنر» إلى مصر والتي تهدف إلى التحقيق بأسباب اندلاع الثورة والتي عرفت باسم ثورة 1919.
على إثر اندلاع ثورة 1919 شعرت الحكومة البريطانية بنقمة المصريين على سياستها، التي انتهت باندلاع الثورة وفكرت في معالجة الموقف بإيفاد لجنة إلى مصر للتحقيق في الأمر وبحث الوسائل الكفيلة بالتهدئة وأعلنت في 15 مايو 1919 إيفاد لجنة برئاسة «اللورد ملنر»، وزير المستعمرات وقتذاك، وتفويضها للوقوف على أسباب الاضطرابات التي حدثت أخيرا في مصروللتحقيق في أسباب الثورة ومحاولة الوصول إلى حد لا يتعارض مع مصالحها وتقديم مقترحات لتهدئة الأمور.
وقد وصلت اللجنة لمصر فى 7 ديسمبر 1919 وظلت تروج لفكرة الحكم الذاتى لمصر غير أن الشعب ثار ضد اللجنة لتجاوزها لزعيم الثورة (سعد زغلول) وقاطعها الشعب ونظمت اللجنة المركزية للوفد بالقاهرة حركة مقاطعة للجنة واستقال محمد سعيد باشا، رئيس الوزراء.
وكانت هناك محاولة لضرب الوحدة الوطنية بتشكيل وزارة برئاسة «يوسف وهبة» باشا (القبطى) فاجتمع كبارالأقباط بالكنيسة المرقسية وأعلنوا أن قبول«يوسف وهبة» تشكيل الوزارة خروج على إجماع الأمة واجتمعت كلمة لجنة الوفد على انتخاب«مرقس حنا»وكيلا للوفد ورئيسا للجنة المركزية، ورغم هذه المقاطعة التامة للجنة قامت اتصالات بينها وبين بعض الساسة وكانت كلما فتحت جسورا للحوار مع أي طرف ووجهت بعبارة «اسأل سعد» فأسقط في يد اللجنة ولم تجد مفرا من التفاوض مع سعد زغلول وانتهت المفاوضات بينها وبين سعد بالفشل.
كانت ثورة 1919 سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية في مصر، بقيادة الوفد المصري، بزعامة سعد زغلول باشا، ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شئون الدولة، إضافة لإلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد المصري.
– بداية الثورة
بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والإسكندرية والمدن الإقليمية، وتصدت القوات البريطانية للمتظاهرين وأطلقت الرصاص عليهم، مما أسفرعن سقوط قتلى وجرحى.
– التفكير في اللجنة
واستمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر؛ الأمر الذي جعل الحكومة البريطانية تفكر وتبحث في إيجاد حل لمشكلة الثورة المصرية وتفاديها، فأقترحت إيفاد لجنة كبرى إلى مصر للوقوف على أسباب الاضطرابات، وللتحقيق في أسباب الثورة ومحاولة الوصول إلى حد لا يتعارض مع مصالحها وتقديم مقترحات لتهدئة الأمور.
وفي سبتمبر أعلنت لندن عن تشكيل لجنة برئاسة اللورد الفريد ملنر وزير المستعمرات حينها، وأعلنت الصحف البريطانية آنذاك أن اللجنة ستسافر في خريف 1919، ما زاد من سخط المصريين؛ بسبب تمسك بريطانيا بالحماية، حيث صدرت الأوامر إلى المصالح الحكومية بإعداد تقارير وإحصائيات عن الوضع المصري، وإرسال نشرات للأعيان تحوي على أسئلة بخصوص أسباب الثورة والبحث عن علاج لها، واستمر البحث ثلاثة أشهر.
– احتجاجات على «ملنر»
القاهرة 24 أكتوبر
تظاهر عدد كبير من المصريين احتجاجا على قدوم اللجنة، وتصدت لهم الشرطة، كذلك في الإسكندرية خرج المصلون من جامع المرسي أبى العباس في مظاهرات ضخمة فتصدت لهم الشرطة واستعانت بقوات الجيش الإنجليزي، فقتل 5 وجرح نحو 40 شخصا.
31 أكتوبر
تظاهر المصريون في الإسكندرية، واقتحمت سيارة للجيش الإنجليزي التظاهرات وثار المتظاهرين على الجنود، فأطلقت النيران على المتظاهرين، فقتل 4 وجرح 40 شخصًا، الأمر الذي جعل مجلس الوزراء يصدر قرار في 5 نوفمبر بمنع التظاهرات.
15 و16 نوفمبر
اندلعت المظاهرات في القاهرة والإسكندرية، رغم صدور قرار من مجلس الوزراء بمنع التظاهر، وتوجهت مظاهرات القاهرة إلى ميدان عابدين تهتف بالاستقلال وسقوط لجنة ملنر، وحاولت القوات تفريق المتظاهرين، فهجموا على قسم شرطة عابدين والموسكي، فاستدعت الحكومة المصرية الجيش البريطاني للتدخل، وأسفر ذلك عن قتل 13 مصريا وإصابة 79، وفي الإسكندرية اعترضت القوات البريطانية التظاهرات وقتل اثنين من المتظاهرين.
– وصول اللجنة
في 7 ديسمبر 1919 وصلت لجنة ملنر إلى مصر، وظلت تروج لفكرة الحكم الذاتى لمصر، وتجاوزت سعد زغلول، مما ثار الشعب ضد اللجنة، ونظمت اللجنة المركزية للوفد بالقاهرة حركة مقاطعة للجنة واستقال محمد سعيد باشا، رئيس الوزراء حينها، واجتمعت كلمة لجنة الوفد على انتخاب «مرقس حنا» وكيلا للوفد ورئيسا للجنة المركزية.
– مفاوضات «الوفد» مع «ملنر»
حاولت اللجنة التواصل مع بعض الساسة، وفي كل محاولة للوصول لأي طرف، وجهت بعبارة «اسأل سعد»، ولم تجد مفرا من التفاوض مع سعد زغلول وانتهت المفاوضات بينها وبين سعد بالفشل.
ودعا اللورد «ملنر» الوفد المصري في باريس للمجئ إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأوفد الوفد ثلاثة من أعضائة هم: محمد محمود وعبد العزيز فهمي وعلي ماهر؛ للتأكد من استعداد الحكومة البريطانية في التفاوض نحو المطالب القومية.
ووافق الوفد على الذهاب، وجرت أول مقابلة بين الوفد واللورد ملنر في 7 يونيو 1920، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا قدمه اللورد ملنر إلى الوفد فرفضه الوفد، ثم قدم الوفد مشروع للجنة لكن رفضه ملنر وتوقفت المفاوضات.
واستؤنفت المفاوضات مرة أخرى بوساطة من عدلي يكن، وقدمت لجنة ملنر مشروعًا يشمل على بعض التعديلات اليسيرة دون أي تغير في جوهر المعاهدة، الأمر الذي انتهى بعرض مشروع المعاهدة على الرأي العام المصري، وتم رفضه أيضًا، وغادر اللورد ملنر مصر في 6 مارس 1920.!!!!!!