في مثل هذا اليوم 14 ديسمبر1967م..
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصدر بلاغها العسكري الأول.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هو فصيلٌ فلسطينيٌ يساريٌ عضوٌ في منظمة التحرير الفلسطينية. تأسست الجبهة في 11 كانون أول/ديسمبر 1967 امتدادًا للفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب التي انهارت بعد هزيمة حزيران 1967.
تأسست الجبهة الشعبية بلقاء قيادات الفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب، على رأسهم مؤسس الحركة وزعيمها السابق د. جورج حبش، ومصطفى الزبيري المعروف بأبو علي مصطفى، ووديع حداد وأحمد اليماني وحسين حمود (أبو أسعد)، ونايف حواتمة الذي انشق لاحقا ليؤسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومحمد القاضي الذي تنحى لاحقا في منتصف السبعينيات ولم يشغل أي منصب قيادي بالحركة، التقت بقيادات من مجموعات فلسطينية أخرى منها جبهة التحرير الفلسطينية (أحمد جبريل الذي انفصل لاحقا ليؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة) ومنظمة «أبطال العودة» (فايز جابر، صبحي التميمي) وبعض المستقلين.
بدأت الجبهة العمل العسكري انطلاقًا من رؤية تقضي بضرورة اعتماد الفلسطينيين على قواهم الذاتية من أجل تحرير فلسطين بعد هزيمة النظام العربي في حرب عام 1967، وتأثرت وتجارب حرب العصابات في حركات التحرر العالمية كالتجربة الفييتنامية والكوبية.
الجبهة الشعبية ومنظمة التحرير
يسارية
تيارات يسارية
ليبراليةاشتراكيةشيوعيةماركسيةعلمانيةيساريةلاسلطويةراديكاليةديمقراطية اجتماعيةليبرالية اشتراكية
مواضيع متعلقة
إقطاعيةبرجوازيةأرستقراطيةديمقراطيةديـكتاتوريةجمهوريةملكيةعبودية
انضمت إلى منظمة التحرير الفلسطينية عام 1968 مع سيطرة فصائل العمل المسلح عليها بعد معركة الكرامة في آذار/مارس من نفس العام، وحافظت الجبهة على عضويتها في المنظمة رغم خلافاتها مع ياسر عرفات في المواقف السياسية.
قيادة الجبهة
جورج حبش
تولى الأمانة العامة منذ تأسيس الجبهة جورج حبش إلى أن تنحى في مؤتمرها السادس عام 2000 ليخلفه مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى) الذي عاد إلى مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني واغتيل يوم 27 أغسطس 2001. خلفه احمد سعدات الذي اعتقلته السلطة الفلسطينية بعد أن اتهمته وزملاءه إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي ردا على اغتيال أبي علي مصطفى. حوكم سعدات و4 من أعضاء الجبهة الشعبية وسجنوا في سجن اريحا الفلسطيني ووضع تحت حراسة رجال أمن بريطانيين وأمريكان بعد صفقة بين رئيس السلطة الفلسطينية وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وبالمقابل خففت إسرائيل حصارها عن عرفات، في العام 2006 اقتحمت القوات الإسرائيلية سجن أريحا واختطفت سعدات ورفاقه، وحكمت عليم بالسجن المؤبد، وهم اليوم سجناء في سجن عوفر. ظل أحمد سعدات في منصب الأمين العام، فيما تولى القيادة خارج السجن نائبه عبد الرحيم ملوح.
الجبهة والماركسية
تبنت الجبهة الماركسية اللينينية رسميا في مؤتمرها الثاني في شباط/فبراير 1969، وكانت أدبياتها في تلك المرحلة أقرب إلى أفكار ماوتسي تونغ والتجربة الصينية. لاحقا تقاربت الجبهة مع الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية بعد مؤتمرها الثالث عام 1972 الذي تخلت فيه عن خطف الطائرات، وتطورت العلاقات بعد التحولات في الموقف المصري عام 1977 وزيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس. وبدأت تعرف منظمة ماركسية لينينية بالفهم السوفييتي. بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ظلت الجبهة مسترشدة بالفكر الماركسي اللينيني.
قام تنظيم الجبهة العسكري على تنظيم حركة القوميين العرب التي دربت عددا أعضائها، قبل حرب 1967، في معسكر أنشاص في مصر؛ وبعضهم الآخر سرا في الأردن. بعد الحرب، وبعد معركة الكرامة بالذات، افتتحت معسكرات للتدريب، في سوريا، ثم في الأردن، ثم في لبنان وتدفقت المساعدات العربية للفصائل الفدائية الفلسطينية واشترك بعض أعضائها وضباطها في الدورات، التي كانت توفرها لهم منظمة التحرير الفلسطينية، في الدول الصديقة. وكذلك، أرسلت الجبهة مقاتليها إلى الاتحاد السوفيتي، ودول أوروبا الشرقية، للتدريب هناك. كانت معظم أسلحة الجبهة الشعبية أسلحة خفيفة، حصلت عليها، قبْل حرب يونيه 1967، من مصدرَين رئيسيَّين، هما: مصر وجيش التحرير الفلسطيني، وبقايا الأسلحة والذخائر، التي تركت في ساحات حرب 1967، أو تلك التي بقيت في مستودعات الجيش المصري وجيش التحرير الفلسطيني، في قطاع غزة. وكذلك قامت بشراء أسلحة من السوق السوداء. ولم يطرأ على تسليح الجبهة، حتى منتصف السبعينيات، تغيير مهم، إلا الحصول على بعض المدافع الخفيفة. أمّا في خارج الأرض المحتلة، فكانت تحصل على مستلزمات قواتها العسكرية من العراق؛ ومن الأسواق الحرة في حالات نادرة. واستمرت في اعتمادها على بغداد، لفترة طويلة، ثم تلقت الأسلحة من ليبيا، بعد عام 1978. وبعد توقيع الاتفاقية المصرية ـ الإسرائيلية (كامب ديفيد)، حصلت الجبهة على الأسلحة من كوريا الشمالية والاتحاد السوفيتي، ودول أوروبا الشرقية.
أرسلت الجبهة فور تأسيسها عددا من القياديين للبدء ببناء خلايا عمل عسكري داخل الأرض المحتلة بقيادة أحمد خليفة وتيسير قبعة وأسعد عبد الرحمن، واعتمدت على أرضية حركة القوميين العرب التنظيمية القائمة، إلا أن هذه المحاولات الأولى باءت بالفشل وتم اعتقال جزء مهم من أعضاء هذه الخلايا بعد محاولة شن هجوم على مطار اللد.
شاركت الجبهة مع باقي الفصائل الفلسطينية في العمل الفدائي عبر الحدود الأردنية واللبنانية وكانت إلى جانب حركة فتح ثاني أكبر فصيل فلسطيني، وقادت العمل العسكري في قطاع غزة حيث استفادت من وجود كوادر القوميين العرب القوي وبقايا جيش التحرير الفلسطيني، وكان من أبرز قيادييها في القطاع محمد الأسود الذي تلقبه أدبيات الجبهة ب«غيفار غزة».
بعد الخروج من الأردن بعد أحداث أيلول الأسود 1970واصلت الجبهة العمل العسكري عبر الحدود اللبنانية وداخل الأرض المحتلة وشاركت في المعارك التي خاضها الفلسطينيون في لبنان على مختلف جبهات القتال.!!