في مثل هذا اليوم 5 يناير 1895
تجريد الضابط الفرنسي ألفرد دريفوس من رتبته والحكم عليه بالسجن مدى الحياة في جزيرة الشيطان وذلك بعد قضية دريفوس.
فى مثل هذا اليوم 5 يناير عام 1895 تم تجريد الضابط الفرنسى ألفريد دريفوس، الذى أدين بتهمة نقل أسرار عسكرية إلى الألمان، من رتبته فى ساحة المدرسة العسكرية فى باريس، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة فى سجن جزيرة الشيطان سيئة السمعة فى غيانا الفرنسية بعد أربعة أشهر.
أظهرت قضية دريفوس مدى معاداة السامية التى تتغلغل فى المؤسسة العسكرية الفرنسية، وفى فرنسا بشكل عام، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
انتهى الاهتمام بالقضية فى عام 1896، عندما تم الكشف عن أدلة تشير إلى تورط الرائد الفرنسي فرديناند استرهازي باعتباره الطرف المذنب، حاول الجيش حجب هذه المعلومات، ولكن تلا ذلك ضجة وطنية، ولم يكن أمام الجيش خيار سوى تقديم إسترهازي للمحاكمة، وعُقدت محاكمة عسكرية في يناير 1898، وتمت تبرئة استرهازي في غضون ساعة.
ورداً على ذلك، نشر الروائي الفرنسي إميل زولا رسالة مفتوحة على الصفحة الأولى من صحيفة “أورور” بعنوان “أنا أتهم”، اتهم فيها القضاة وبحلول المساء، تم بيع 200 ألف نسخة، وبعد شهر واحد، حُكم على زولا بالسجن بتهمة التشهير، لكنه تمكن من الفرار إلى إنجلترا.
وفي هذه الأثناء، نشأ من هذه الفضيحة انقسام وطني خطير، حيث دعم القوميون وأعضاء الكنيسة الكاثوليكية المؤسسة العسكرية، في حين اصطف الجمهوريون والاشتراكيون والمدافعون عن الحرية الدينية للدفاع عن دريفوس.
في عام 1898، اعترف الرائد هيوبرت هنري، الذي اكتشف الرسالة الأصلية المنسوبة إلى دريفوس، بأنه قام بتزوير الكثير من الأدلة ضد دريفوس وأنهى حياته.
وبعد فترة وجيزة، فر استرهازي من البلاد، اضطر الجيش إلى محاكمة عسكرية جديدة لدريفوس، وفي عام 1899، أُدين في محاكمة صورية أخرى وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات.
ومع ذلك أصدرت الإدارة الفرنسية الجديدة عفوًا عنه، وفي عام 1906 ألغت محكمة الاستئناف العليا إدانته، أدت قضية دريفوس إلى قدر أكبر من الليبرالية في فرنسا.
في نهاية عام 1894، اتهم النقيب في الجيش الفرنسي ألفريد دريفوس اليهودي الأصل بأنه أرسل للجيش الألماني ملفات سرية، مما تسبب في الحكم عليه بالأشغال الشاقة ومن ثم نفيه إلى جزيرة الشيطان (بالفرنسية: l’île du Diable). حاول بعض معارضي هذا الحكم ومنهم عائلة دريفوس ويتقدمهم أخوه ماثيو أن يثبتوا براءته. وفي مارس 1896 اكتشف الكولونيل جورج بيكار أن الخائن الحقيقي هو فرديناند ويلسون ايسترازي (Ferdinand Walsin Esterházy). ومع ذلك رفض الجيش إعادة النظر في الحكم ونُفي بيكار إلى شمال أفريقيا. للفت الانتباه إلى ضعف الأدلة ضد دريفوس قامت أسرة دريفوس (خاصة ماثيو شقيق دريفوس) في يونيو عام1897 بالتواصل مع رئيس مجلس الشيوخ «أوغست شويور كيستينر» وأقنعه ببراءة النقيب دريفوس بعد ثلاثة أشهر وأيضا استطاع ماثيو اقناع جورج كليمانصو نائب سابق وصحفي بجريدة لورور الفرنسية. في نفس الشهر اشتكى«ماثيو دريفوس» ضد «ويلسون ايسترازي» إلى القاضي المختص بوزارة الحرب وقد أدى ذلك إلى اتساع دائرة مؤيدي دريفوس.
و في يناير 1898 حدثت حادثتان أعطتا بعداً وطنيا للقضية: أولاً الحكم ببراءة «ويلسون ايسترازي» وصاحب ذلك هتاف من القوميون المعارضون لدريفوس، ثانيا نشر إميل زولا لمقالة بعنوان « أنا اتهم..!»، دافع بها عن مؤيدي دريفوس الذين يجمعون نخبة كبيرة من المثقفين. من هنا بدأت عملية انقسام المجتمع الفرنسي والتي استمرت حتى نهاية القرن. وقد اندلعت اشتباكات لمعاداة السامية في أكثر من عشرين مدينة فرنسية. وأصبح هناك العديد من الوفيات بالجزائر وبسبب هذه القضية اهتزت الجمهورية الفرنسية، حتى أن البعض رأوا أنها مهددة بالانقراض مما دفع إلى إنهاء قضية دريفوس من أجل استعادة الهدوء بالبلد مرة أخرى. بالرغم من محاولات الجيش لقمع هذه القضية إلا أن الحكم الأول الذي يدين دريفوس تم ابطاله من قبل محكمة النقض بعد تحقيق شامل في القضية وتم عقد مجلس حرب جديد في رين عام 1899. و على عكس جميع التوقعات أُدين النقيب دريفوس مرة أخرى لمدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة وبعد أربع سنوات من ترحيله عفا رئيس جمهورية فرنسا «ايميل لوبيه» عن دريفوس. في عام 1906 أصبحت براءة دريفوس معترف بها رسمياً ومن دون الاستناد إلى حكم محكمة النقض. أُعيد تأهيل الكابتن دريفوس في الجيش برتبة نقيب وشارك في الحرب العالمية الأولى. توفي النقيب دريفوس في عام 1935.
كانت لقضية دريفوس نتائج لا تحصى شملت جميع جوانب الحياة العامة في فرنسا كالجانب السياسي (الاحتفال بانتصار الجمهورية الفرنسية الثالثة حيث أن القضية أصبحت أسطورة. تأسست أثناء تجديد القومية) والجانب العسكري والديني (حيث بطئت القضية من إصلاح الكاثوليكية الفرنسية وتوحيد الكاثوليك) والجانب الاجتماعي والدبلوماسي والثقافي (خلال هذه القضية اشتق مصطلح مثقف).أيضاً كان لها تأثير على الحركة الصهيونية من خلال أحد مؤسسيها مثل ثيودور هرتزل ومظاهرات معاداة السامية التي اهتاجت المجتمعات اليهودية باروباالوسطى والشرقيه..!!