في مثل هذا اليوم 8 يناير1936م..
إصدار أمر الكشف عن الحجاب في إيران من قبل رضا بهلوي شاه إيران.
كشف الحجاب في إيران أو نزع الحجاب في إيران تشير إلی حقبة في تاريخ إيران وهو قانون تم التصويت عليه في ظل حكومة محمد علي فروغي ثم محمود جام، بناء على اقتراح من شاه إيران رضا شاه. في 8 يناير 1936، أصدر الشاه رضا شاه مرسوماً يَحظر كل الحجاب (الحجاب ووشاح والشادور) بشكل مفاجئ وسريع وقوي. كما حظرت الحكومة العديد من أنواع الملابس التقليدية للذكور، مدعية أن “الغربيين الآن لن يضحكوا علينا”. وضمّت الحكومة هذا الاجراء في تطور برنامج حقوق المرأة من التغريب والتحديث في المجتمع.
وتعرّض هذا القانون لانتقادات كثيرة من قبل علماء الدين الإيرانيين وكذلك الشعب الإيراني المتدينين وربّما يعتبر الموضوع الأكثر إثارة للجدل في فترة حكومة رضا شاه في إيران. تُعتبر اليوم هذه الظاهرة (كشف الحجاب) في إيران انتهاكا للحرّية وكرامة المرأة المسلمة، واستفزازا وجريمة ضد الإسلام.
سياسة “تغيير الملابس” كانت واحدة من السياسات الثقافية لرضا شاه وأعقب مرارا وتكرارا بضع سنوات بعد توطيد السلطة. تمّ تصويت قانون “اتحاد ملابس الإيرانيين داخل البلاد”، في 31 ديسمبر 1928 في مجلس الشوری الوطني آنذاك. ووفقا للقرار، “باستثناء بعض رجال الدين، لا بد لجميع المواطنين الذكور الإيرانيين في داخل البلاد أن يرتدو الملابس الموحدة.” والباقي من هذا القانون ينصّ على أن المخالفين للقانون يحكم عليهم الغرامات وإنفاذ القانون سوف تبدأ في فروردين 1308 (مارس 1929).
رحلة رضا خان إلى تركيا
ووفقا للمؤرخين زيارة رضا شاه لتركيا في 1934، كانت مؤثرة علی موقفه بالنسبة لتخلّف الإيرانيين من الأتراك وجعلته عازما علی تنفيذ “كشف الحجاب”. كما أشار صدر الأشراف في ذكرياته علی تأثير رحلة تركيا علی رضا شاه حيث كتب: «وبعد رحلته إلی تركيا كان رضا شاه في كثير من الأحيان وضمن إشارة إلى التقدم السريع في تركيا يشجّع ويتحدّث عن كشف حجاب النساء وحريتهنّ.» فبعد عودته من تركيا حاول رضا شاه على الفور بتنفيذ وتطبيق ما تعلّمَه من نظيره التركي.
في فترة ما بين 1313-1314 هـ.ش تم تنفيذ التدابير الترويجية من أجل تهيئة الرأي العام لكشف الحجاب. فتم عقد العديد من المهرجانات والاجتماعات في هذا الصدد في طهران ومدن أخرى. وسعيا لتحقيق هذه السياسة، أمرت وزارة التربية والتعليم المدارس في البلاد بعقد مراسيم الاحتفال والفرح والمحاضرات بدون الحجاب. كما نشرت الصحف مقالات تنتقد الحجاب.
قانون كشف الحجاب:
تمّ إصدار أمر كشف الحجاب في 8 يونيو 1936. في هذا اليوم، عقد احتفال من قبل علي اصغر حكمت في المَعلَم الابتدائي بحضور رضا شاه. وحضر في الاحتفال زوجة وابنة الملك ومجموعة من زوجات الوزراء والمحامين بدون الحجاب. شجع الملك ضمن خطابه جميع النساء إلى التوقف عن استخدام الحجاب. من هذا التاريخ فصاعدا تم إعلان حظر استخدام الشادور أو الحجاب باستثناء القبعات الأوروبية. لم يكن يُسمح للنساء المحجّبات من دخول الشوارع أو استخدام المركبات. كما لم يسمح لأصحاب المحال التجارية لبيع السلع للنساء المحجبات. والنساء التي كنّ يحضرن مع الحجاب في الأماكن العامة كنّ يواجهن الهجوم والتدنيس من قبل الشرطة.
ومن أجل تنفيذ هذا المرسوم، أمرت الشرطة بإزالة الحجاب جسديا من أي امرأة كانت ترتديها علنا. وتعرضت النساء للضرب، وتمزق حجابهن وشادراتهن، وتفتيش منازلهن بالقوة. سمح لضباط الشرطة ملاحقة النساء المحجبات ودخول بيوتهنّ وتفتيش صناديق الملابس، وإذا وجدوا الشادور يجلبوه كالغنيمة أو يمزقوه. وأمرت وزارة التربية والتعليم أيضا بأنه يجب كشف الحجاب عن المعلمين والطلاب في جميع مدارس البنات وإلا لا يمكن دخولهنّ في المدارس. وصدرت أوامر لجميع حكام الاقاليم أيضا لرفض قبول النساء المحجبات اللاتي يأتين إلی الدوائر. لكن في المقابل كانت الشرطة مسؤولة عن أمن النساء غير المحجبات والتجنب من أي نوع من عدم الاحترام تجاههنّ.
أعمال كشف الحجاب في المدن الدينية كانت مرافقة مع المزيد من المشاكل. علی سبيل المثال في مدينة قم هدّدت المدرسات بالاستقالة. وكذلك العديد من سكان المدينة بسبب نشر الأنباء عن كشف الحجاب كانوا يمنعون الفتيات للذهاب إلى المدرسة. وتمّ تثبيت الإعلانات من قبل الشعب ضد كشف الحجاب على جدران المدينة. في مدينة مشهد كانت المرآئيب الموجودة في المدينة ملزمة بعدم ركب النساء المحجبات.
حتى تنازل رضا شاه في عام 1941، اختار العديد من النساء ببساطة البقاء في منازلهن وعدم مغادرتها لتجنب مثل هذه المواجهات المحرجة. وحدث تصعيد أكبر بكثير من العنف في صيف عام 1935 عندما أمر رضا شاه جميع الرجال لارتداء قبعات الرامي على الطراز الأوروبي، الذي كان بامتياز الغربية. وأثار ذلك مظاهرات غير عنيفة واسعة النطاق !!