معارضة شعرية لقصيدة الشاعر الكبير
نزار قبّاني ” هذي دمشق”
هذي القدس
هذهِ مقدسكم والدّم نوّاحُ
إنّي أحبُّ وحبُّ الأرض ذبّاحُ
إنّي لَقدسٌ لو شرّحتمُ جسدي
لسالَ منه أكاليلٌ و مفتاحُ
ولو فتحتم شراييني بمديتكم
سمعتم في دمي صراخ أرواحُ
وصون بيت المقدّسات يشفيكم
هذا دمي … روحي لكم و مصباحُ
مآذن القدسِ تبكي إذ تعانقني
أقصاكم باتَ من العدوّ مجتاحُ
وللبراءةِ حقٌّ في منازلنا
والعطرُ من دمنا الشّهيد فوّاحُ
لحدُ الشّهيد هنا .. رقودنا ها هنا
ووجهُ أمّي منهكٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغتي
فكيفَ أوضحُ؟هل في الدّم إيضاحُ؟!
كم من فلسطيننا…احترقوا منّا
حتّى بطفلٍ والفداءُ مفتاحُ
أتيتُ يا شجر الزّيتونِ معتذراً
وهل تسامح أرواحٌ وترتاحُ؟!
قرنٌ وأعوامٌ بَعْثَرَنا قطعا
في عالمٍ وهل في الآفاقِ مصباحُ
أقاتلُ العارَ في صدري وفي جسدي
حتّى ولادةُ ميلادٍ وفتّاحُ
عروبةٌ… وئدٌ مولدها عَسِرٌ
أليسَ في تاريخ الحُرّ لَأفراحُ؟!
فداؤنا لم يبقَ من قداستهِ
إذا تولّاهُ معتوهُ سفّاحُ
آهٍ أَ يا.. ياسمين الشّام يا قلب
أيا.. نزوحٌ متى تزال؟ مُنزاحُ؟
وكيفَ نحيا؟! والممات يغتالنا
وكلّ ليلٍ مجازرٌ وأشباحُ
وحاملٌ كفناً ظهرهُ مُتعبه
لا كفنٌ ها هنا باقٍ لأرواحُ
المعارضة الشعرية : هي محاكاة الشاعر لقصيدة شاعرٍ آخر مستعملا نفس البحر ونفس القافية وذلك لإعجابه بها.
بقلم ” أمل السودي ” سورية”