في مثل هذا اليوم14مارس2005م..
مظاهرة كبيرة في بيروت وفاءً لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان وبدأ ما سمي بثورة الأرز، ولم تنتهي المظاهرة إلا بعد خروج الجيش السوري من لبنان بشكل كامل.
ثورة الأرز أو انتفاضة الاستقلال، هي سلسلة من المظاهرات في لبنان خاصة في العاصمة بيروت جاءت رداً على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. تميز الحراك الشعبي بتجنّب العنف، واتباع نهج سلميّ، واعتماد الحراك على أساليب المقاومة المدنية.
كانت الأهداف الأساسية للنشطاء هي انسحاب القوات السورية المتواجدة في لبنان منذ عام 1976، واستبدال الحكومة التي تتأثر بشدة بالمصالح السورية بأخرى أكثر استقلالية، كما دعت الثورة إلى إنشاء لجنة دولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الحريري، واستقالة المسؤولين الأمنيين لضمان نجاح الخطة، وتنظيم انتخابات نيابية حرة. وبشكل أعم، طالب المتظاهرون بإنهاء النفوذ السوري ووقف تدخله في السياسة اللبنانية.
في بداية المظاهرات، كان لسوريا قوة قوامها حوالي 14 ألف جندي وعملاء استخبارات متمركزين في لبنان. وفي أعقاب المظاهرات، انسحبت القوات السورية بالكامل من لبنان في 27 أبريل 2005. ومع استقالة حكومة كرامي الموالية لسوريا في 19 أبريل، وإجراء الانتخابات العامة عام 2005، وإنشاء المحكمة الخاصة للبنان، تحققت الأهداف الرئيسية للثورة.
استخدمت المعارضة الوشاح الأبيض والأحمر والشريط الأزرق كرموز لها. كان الشعار الأكثر شعبية للحركة هو الحرية، السيدة، الاستقلال.
أصل الاسم
استخدمت وزيرة الشؤون الخارجية الأمريكية بولا دوبريانسكي اسم ثورة الأرز في مؤتمرٍ صحفي، لمقارنتها مع ثورة الزهور في جورجيا، ثورة البرتقال في أوكرانيا والثورة الوردية في العراق. في العالم العربي تُعرف الثورة باسم انتفاضة الاستقلال وقد أطلقه قادة حركة اليسار الديمقراطي سمير قصير وحكمت عيد واستُخدم مصطلح الانتفاضة لربطها بالانتفاضة الفلسطينية. والاستقلال لجانب تحرير لبنان. عرفت أيضًا باسم ربيع الأرز وربيع لبنان إشارة للفصل الذي إنطلقت فيه التظاهرات، ولتشبيهها أيضًا بثورات أخرى تدعو إلى الاستقلال والحرية مثل ربيع براغ وربيع دمشق. استخدمت وسائل الإعلام اللبنانية هذه الأسماء بالإضافة إلى استقلال لبنان واستقلال 2005.
الأهداف
كان الهدف الرئيسي من تلك التظاهرات هو إنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان والذي استمر 30 عامًا منذ 1976. طالب العديد من اللبنانيين بعودة قائد الجيش ورئيس الحكومة سابقًا ميشال عون من المنفى في فرنسا، وإطلاق سراح قائد القوات اللبنانيّة سمير جعجع. شملت أهداف الثورة عدة نقاط إضافية منها:
توحيد جميع اللبنانيين في نضالهم من أجل الحرية والاستقلال
إسقاط حكومة عمر كرامي الثانية الموالية لسوريا
إقالة ستة ضباط من قادة النظام الأمني في لبنان
إقالة المدعي العام اللبناني
كشف قتلة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري
إقامة انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في ربيع 2005
الأطراف المشاركة
المجتمع المدني
لقاء قرنة شهوان: تكتل سياسي شكّله عدة سياسيين مسيحيين في 2001 بين وسط اليسار ووسط اليمين.
المنتدى الديمقراطي: تكتل سياسي متعدد الطوائف من مختلف الأحزاب السياسية مع ميل يساري، ويقوده حبيب صادق.
مواطنون من أجل لبنان حر: منظمة غير حكومية.
مركز الديمقراطية في لبنان: المنظمات غير الحكومية الحركة الشعبية.
المنظمة العالمية للمؤمنين بالديمقراطية: مجموعة تطوعية متعددة الطوائف.
الأحزاب السياسية
تيار المستقبل: حركة سنية يقودها سعد الحريري، ابن الرئيس السابق رفيق الحريري.
التيار الوطني الحر: حركة مسيحية يقودها ميشال عون، قائد الجيش ورئيس الحكومة سابقًا، وهو أحد أول من طالبوا بخروج سوريا من لبنان.
القوات اللبنانية: حزب يقوده سمير جعجع، الذي سجن منذ 11 عامًا.
حزب الكتائب اللبنانية: حزب يقوده أمين الجميل، رئيس الجمهورية سابقًا.
الحزب التقدمي الاشتراكي: حزب يقوده وليد جنبلاط، نائب وزعيم الطائفة الدرزية وابن كمال جنبلاط.
حركة التجدد الديمقراطي: حركة متعددة الطوائف يقودها نسيب لحود، نائب سابق ويمطح لرئاسة الجمهورية.
حركة اليسار الديمقراطي: حركة متعددة الطوائف يقودها إلياس عطالله، نائب سابق وعضو سابق في الحزب الشيوعي.
حزب الوطنيين الأحرار.
الكتلة الوطنية اللبنانية.
تقرير فيتزجيرالد.
تقرير ميليس
خلفية الأحداث
في 14 شباط 2005، أُغتِيل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في انفجار 1400 كغ من التي أن تي، ما خلّف 21 ضحية و100 جريح. توفي لاحقًا وزير الاقتصاد والتجارة باسل فليحان متأثراً بجراحه الخطرة. كان هذا ثاني حدثٍ من هذا النوع خلال أربعة أشهر، حيث نجى النائب والوزير السابق مروان حمادة من محاولة اغتيال في 1 تشرين الأول 2004. بعد إغتيال الحريري، توحّد عدد كبير من اللبنانيين رغم اختلافتهم وانقساماتهم في مظاهرات شعبية واسعة، ضد الوصاية السورية على لبنان.
بعد ساعات من الانفجار، أطلق مدّعون عوام لبنانيون مذكرات اعتقال بحق ستة أستراليين غادروا لبنان إلى أستراليا بعد ثلاث ساعات من حدوثه، بعد إدعاء وجود آثار للانفجار في مقاعد الطائرة التي أقلتهم، بالإضافة إلى مغادرتهم بلا أي حقائب أو أمتعة. قابلت الشرطة الفيدرالية الأسترالية عشرة أشخاص بعد وصولهم إلى سيدني، لكنها وجدت أن جميعهم يحمل حقائب سفر. لم يجد كلاب الشرطة الأسترالية أي علامات لمتفجرات على مقاعد الطائرة، واختبر ثلاث رجال منهم وأظهرت نتيجة سلبية للمتفجرات. بعد 48 ساعة، أعلنت الشرطة الأسترالية عدم تورّط أي من الستة في الإنفجار ورفضت إدعاءات المسؤولين اللبنانيين.
على الرغم من عدم وجود أي دليل يورّط فرد أو طرف معيّن – في ذلك الوقت – إلا أنّ الغضب والمسؤولية توجهّت نحو السوريين نتيجة وجودها العسكري الممتد وتأثيرها الإستخباراتي في لبنان، بالإضافة إلى تعيين عمر كرامي الموالي لها رئيسًا للحكومة.
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي كان قد انضم حديثًا إلى المعارضة، ادّعى أنه سمع بشار الأسد يهدّد رفيق الحريري قائلًا: «الرئيس لحود هو أنا. إذا إنت أو شيراك تريدونني خارج لبنان، سأكسر لبنان.» طالب كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سوريا بالخروج من لبنان وإقامة تحقيق دولي، ولم يدينوا أي طرف في القضية.
في 21 شباط 2005، عشرات الآلاف من اللبنانيين تجمعوا في موقع الإنفجار وطالبوا بإنهاء الاحتلال السوري ولاموا سوريا والرئيس الموالي لها إميل لحود على اغتيال الحريري. في الأسابيع اللاحقة، كانت تقام مظاهرات واسعة في ساحة الشهداء، التي أشار إليها المتظاهرون لها بساحة الحرية، بالإضافة إلى التجمعات اليومية.
قام العديد من اللبنانيين المغتربين بتظاهرات مماثلة في عدّة مدن حول العالم، مثل و سيدني، وسان فرانسيسكو، وباريس، ودوسلدورف، ومونتريال، ولندن.
استقالة الحكومة
بلغ عدد المشاركين في الاحتجاجات اليومية ضد الوجود السوري في لبنان أكثر من 25000 متظاهراً. مقارنةً مع التسعينيات، كانت معظم المظاهرات ذات أغلبيّة مسيحيّة وتعرّضت للقمع من السلطات، أمّا المظاهرات الجديدة فقد كانت متنوعة الطوائف والتوجهات السياسية والحكومة لم تستجب بالقوّة أو الترهيب.
في 28 شباط، استقال رئيس الحكومة عمر كرامي من مجلس النواب، ودعا إلى إجراء الانتخابات النيابية. في خطاب استقالته، قال كرامي: «حرصًا على أن لا تكون الحكومة عقبةً أمام ما يراه الآخرون خير البلاد أعلن استقالة الحكومة التي لي شرف رئاستها.» تجمع عشرات الآلاف في ساحة الشهداء مرحّبين بالإستقالة، ودعوا إلى استقالة رئيس الجمهورية إميل لحود وإنهاء الوصاية السورية مرددين «جايي دورك يا لحود جايي دورك يا بشار.»
المعارضة لم ترضى بالإكتفاء بإستقالة الحكومة بل أكملت الضغط للإنسحاب السوري الكامل من الأراضي اللبنانية. في 23 آذار، المسؤول عن التحقيق اللبناني الداخلي في قضيّة إغتيال رفيق الحريري ميشال أبو عراج إعتذر عن إستكمال التحقيق وقدّم إستقالته. إستقالته والحاجة لإستبداله رفعت إمكانيّة التأخير في التحقيق.
اجتذبت الاحتجاجات اليومية ضد الوجود السوري 25 ألف شخص. وفي حين أن معظم المظاهرات المناهضة لسوريا في التسعينيات كانت ذات أغلبية مسيحية وقمعت بالقوة، إلا أن المظاهرات الجديدة كانت غير طائفية بشكل واضح ولم ترد الحكومة بالقوة أو الترهيب.
في 28 فبراير، استقالت حكومة رئيس الوزراء الموالي لسوريا عمر كرامي، داعية إلى إجراء انتخابات جديدة. وقال كرامي في إعلانه: «أنا حريص على ألا تكون الحكومة عقبة أمام من يريد الخير لهذا البلد». وهتف عشرات الآلاف الذين تجمعوا في ساحة الشهداء في بيروت بالإعلان، ثم هتفوا “سقط كرامي، سيأتي دورك يا لحود، ودورك يا بشار”.
ولم يكتف نواب المعارضة باستقالة كرامي فقط، وواصلوا الضغط من أجل الانسحاب السوري الكامل. وقال الوزير والنائب السابق مروان حمادة، الذي نجا من هجوم مماثل بسيارة مفخخة في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2004، “أتهم هذه الحكومة بالتحريض والإهمال والتقصير على أقل تقدير، وبالتغطية على تخطيطها على الأكثر. إن لم يكن بالتنفيذ”.
في 23 مارس، طلب ميشيل أبو عراج، القاضي اللبناني المسؤول عن التحقيق اللبناني الداخلي في عملية الاغتيال، إعفاءه، مشيرًا إلى جدول المحكمة المزدحم. منو المتوقع أن يصدر المجلس القضائي اللبناني قراره بشأن طلبه في اليوم التالي. وأثارت استقالته وما ترتب على ذلك من ضرورة استبداله احتمال تأخير التحقيق.
أدى مقتل الحريري إلى زيادة الضغوط الدولية على سوريا. وفي بيان مشترك، أدان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك عملية القتل، ودعوا إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، الذي يقضي بانسحاب القوات السورية من لبنان ونزع سلاح حزب الله المزدهر في جنوب لبنان.
في مرحلة ما، بدا أن هناك ارتباكاً حول مدى استعداد سوريا للانسحاب من لبنان. أعلن رئيس الجامعة العربية عمرو موسى أن الرئيس السوري الأسد وعده بانسحاب تدريجي على مدى عامين، لكن وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله قال إن موسى أساء فهم الزعيم السوري. وقال دخل الله إن سوريا ستكتفي بتحريك قواتها إلى شرق لبنان. منوذ ذلك الحين أعلنت سوريا أن القرار 1559 سيتم الالتزام به بالكامل، وذلك في غضون أشهر وليس سنوات.
في 15 مارس/آذار، بعد سماع معلومات مسربة مفادها أن التحقيق الخاص للأمم المتحدة ربما وجد أن السلطات اللبنانية أخفت أدلة القتل، زعم كاتب العمود روبرت فيسك أن ابني الحريري فرا من لبنان، بعد تحذيرهما من أنهما أيضاً قد فرا، حسبما ورد. كانوا معرضين لخطر الاغتيال.
أرسل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، استجابة لطلب من مجلس الأمن، فريقًا من المتخصصين الأيرلنديين والمصريين والمغاربة، بقيادة نائب مفوض الشرطة الأيرلندية، بيتر فيتزجيرالد، للتحقيق في جريمة الاغتيال. وحتى قبل نشر تقرير فيتزجيرالد، قال أنان إنه قد يكون من الضروري إجراء تحقيق إضافي أكثر شمولاً. وشكر فيتزجيرالد الحكومة اللبنانية على تعاونها قبل مغادرته. ويشير التقرير إلى الوجود السوري في لبنان عاملًا مساهمًا في عدم الاستقرار والاستقطاب الذي سبق الاغتيال. وينتقد التقرير أيضًا الحكومة اللبنانية وأجهزة المخابرات لتعاملها مع تحقيقاتها الخاصة في هذه القضية، ووصفها بأنها معيبة وغير حاسمة. ووصفت الحكومة اللبنانية بدورها التقرير بأنه “غريب عن الواقع” وانتقدت فريق الأمم المتحدة لعدم سعيه إلى مشاركة حكومية أوسع في التحقيق. ووافقت الحكومة على إجراء تحقيق جولي إضافي وأكثر شمولاً، لكنها أصرت على أن أي تحقيق مستقبلي يجب أن يتم بالتعاون مع الحكومة. وفي مؤتمر صحفي عُقد في 25 مارس/آذار، قال وزير الخارجية اللبناني محمود حمود إنه من المتوقع أن يعمل التحقيق ضمن إطار ثابت “بالتعاون مع الجولة”.
رد الفعل السوري
في 2 مارس 2005، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن قواته ستنسحب من لبنان بالكامل “في الأشهر القليلة المقبلة”. رداً على الإعلان، قال زعيم المعارضة وليد جنبلاط إنه يريد سماع المزيد من التفاصيل من دمشق حول أي انسحاب: “إنها لفتة لطيفة ولكن “الأشهر القليلة المقبلة” غامضة للغاية – نحن بحاجة إلى جدول زمني واضح”.
وفي 3 مارس/آذار، انضمت ألمانيا وروسيا إلى أولئك الذين يطالبون سوريا بالامتثال للقرار 1559. وقال المستشار الألماني غيرهارد شرودر: “يجب إعطاء لبنان فرصة للسيادة والتنمية وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الالتزام بقرارات مجلس الأمن التي تنص على الانسحاب السوري الفوري من لبنان”.
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه “يجب على سوريا الانسحاب من لبنان، لكن علينا جميعًا التأكد من أن هذا الانسحاب لا ينتهك التوازن الهش للغاية الذي لا يزال لدينا في لبنان، وهو بلد صعب عرقيًا للغاية “.
في 5 مارس، أعلن الرئيس السوري الأسد في خطاب متلفز أن سوريا ستسحب قواتها إلى وادي البقاع في شرق لبنان، ثم إلى الحدود بين سوريا ولبنان. ولم يقدم ججولا زمنيا للانسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان.
في عطلة نهاية الأسبوع يومي 9 و10 أبريل، في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، غادرت آخر القوات السورية المتبقية لبنان، منهية وجودها الذي دام 30 عامًا.!!!!!!!!!!!!!






