🖌️📖قراءتي في نص(قارئة الفنجان)
للاديب التونسي عمر دغرير
—
-1–ابدأ بتجنيس النص : قصة قصيرة جدا لأنه
يتسم بعناصر القصة القصيرة جدًا (ق.ق.ج)، حيث يعتمد على:
–التكثيف: النص موجز ويحتوي على رمزية مكثفة،
وتُستخدم صور الفنجان والغابة الحمراء والغزلان والقرود والضباع بشكل مضغوط لإيصال معنى أوسع وأشمل
–الومضة السردية: يرتكز على مشهد واحد سريع ومؤثر، دون حشو أو استطراد.
— الرمزية والانزياح الدلالي: النص يبتعد عن المباشرة ويعتمد على الرموز والتلميحات، مما يدفع القارئ إلى تأويله وفق السياق السياسي والاجتماعي.
–المفارقة: تظهر المفارقة في ردود قارئة الفنجان، التي تتعامل بلا مبالاة مع مخاوف السارد، مما يعكس واقعًا عبثيًا…
-الخاتمة المفاجئة (القفلة): النهاية تحمل صدمة وغموضًا، إذ إن عبارة (لا مزاح مع الأسود) تترك القارئ أمام تأويل مفتوح مشرع أبواب الاحتمالات…
بناءً على هذه العناصر، يمكن القول إن النص ينسجم مع خصائص القصة القصيرة جدا -كما يحمل سمات (النص المفتوح)الذي قد يتجاوز القالب التقليدي للسرد القصصي، خاصة مع لغته الشاعرية
⸻
-2—وقـفـة مع النص
الـتحليل الرمزي والـدلالي
أ—الرموز والصور
(الغابة الحمراء المصهورة) صورة تعبر عن عالم ملتهب بالصراعات، وكأن الدم والنار يشكلان المشهد الأساسي
(الغزلان المذعورة)رمز للضحايا العزل، وحتما هي الشعوب المستضعفة في الأرض وكل مستهدف على هذه الأرض وكل من دمه وعِـرضه وترابه مباح
أما (القرود الراقصة) فما هي إلا إشارة من الكاتب إلى طبقة مستفيدة من الفوضى كالمنحرفين من الساسة والمنتفعين من الأزمات
(الكلاب المسعورة) تمثل العنف الأعمى أو البصير أي المقصود والموجه وأدواته القمعية وفوضاه العارمة لحد العدم …
(الضباع المتسللة)ترمز إلى القوى المتآمرة أو المستغلة، التي تتغذى على الضعف الداخلي والخوف والخنوع
(الأسود )تمثل إشارة إلى سلطة قوية لا مجال للاستهانة بها ولا بد من أن يحسب لها ألف حساب
ب -البنية الدرامية والمفارقة
في البداية، هناك تفاعل تقليدي عادي بين السارد وقارئة الفنجان، وفي تدرج سلس نعيش تصاعد التوتر مع كل مشهد، حيث تتكشف صور أكثر رعبا ،ونبلغ الذروة عند ذكر (الضباع )مما يوحي بأن هناك خطرا متناميا قادما من الداخل…
لنصل ألى المفارقة الساخرة في النهاية، حيث تتحول قارئة الفنجان من ناقلة نبوءة إلى شخصية ساخرة، مما يخلق إحساسًا باللاجدوى والعبثية…
⸻
—3– الـتـقـيـيـم الـعـام
جمالية اللغة: النص يمتاز بلغة شعرية مكثفة، وهذا يمنحه عمقًا رمزيًا يزيد من احتمالات التأويل.
التأثير العاطفي: المشهدية والرمزية القوية تجعل القارئ يشعر بالقلق والترقب، وهو ما يتناسب مع طبيعة القصة القصيرة جدًا.
القفلة: تحمل نهاية مفتوحة ذات بعد تهكمي، مما يجعلها قابلة لتفسيرات مختلفة، لكنها أيضًا قد تترك لدى القارئ إحساسًا بعدم الاكتمال، وهو ما قد يكون متعمدًا لتأكيد عبثية الواقع..
—————
الــنــص
ق ق ج : حول ما يحدث في الوطن العربي .
———-
قارئة الفنجان
أخذت مني الفنجان بعدما ترشفت القهوة, ثمّ قلبتْه على كفّي بما فيهِ .
تأمّلتْ طويلا خطوط حواشيهِ .
و قالت :
أرى غابة حمراء مصهورهْ…
بها الغزلان مذعورهْ…
ـ قلت لها مذعورا ثم ماذا ؟
ـ ردت غير مكترثة برعبي :أرى قِرَدَة ترقص مسرورهْ…
والكلابَ مسعورهْ…
ـ قلت وبالكاد سمعت صوتي من الخوف :وماذا أيضا ؟
قالت وهي تحدق في عينيّ :أرى ضباعا تتسلل الى الداخل مسمورهْ.
ثمّ همست في أذني بسخرية :
لا مزاح مع الأسود في هذا الزمن يا ابن أمّك وأبيك …..
عمر دغرير
فائزه بنمسعود
Québec/22/3/2025






