فى مثل هذا اليوم 25مايو 1571م..
بابا الفاتيكان بيوس الخامس يعقد معاهدة الاتفاق مع ملك إسبانيا كارلوس الخامس إضافة إلى عدد من الدول المسيحية لمحاربة الدولة العثمانية، وكان هذا هو الاتفاق المسيحي الثالث عشر الموجه من أوروبا المسيحية ضد الدولة العثمانية.
البابا بيوس الخامس (17 يناير 1504 – 1 مايو 1572) ـ ولد باسم أنطونيو غيسلييري (سمي منذ عام 1518 ميكيلي غيسيلييري) والبابا 1566-1572 وقديس في الكنيسة الكاثوليكية. يعرف لدوره في مجلس ترينت ومكافحة الإصلاح وتوحيد القداس داخل الكنيسة الرومانية اللاتينية. أعلن بيوس الخامس القديس توما الأكويني طبيبًا للكنيسة ورعى ملحني الموسيقى المقدسة مثل جيوفاني دا بييرلويجي دا بالسترينا.
شارلكان أو كارلوس الخامس هابسبورغ (خنت، 24 فبراير 1500 – كواكوس دي يستي، 21 سبتمبر 1558) ملك إسبانيا وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
أحد أعظم الشخصيات في التاريخ الأوروبي، توّج ملكاً لإسبانيا باسم كارلوس الأول وملك إيطاليا وأرشيدوق النمسا ورأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة، حكم إمبراطورية مترامية الأطراف وموزعة على ثلاث قارات، فقيل إن الشمس لا تغيب عنها.
كان كارلوس الخامس أو كما هو معروف أيضاً باسم شارلكان – من أعظم ملوك القرن السادس عشر. فقد كانت مساحة أراضيه عندما كانت إمبراطوريته في ذروة مجدها أكثر إتساعاً من أراضي أي ملك سابق، وتشمل إسبانيا وكل ممتلكاتها فيما وراء البحار في أميركا الجنوبية، والمكسيك والشرق، وهولندا، وبورغندي، وألمانيا، ونابولي. وكانت حياته العملية حافلة، وحروبه ناجحة في أغلب الأحيان. هزم ملك فرنسا في بافيا وأسره سنة 1525 م، وبعد سنتين هاجم روما ونهبها، وأسر البابا. كما أفلت من هزيمة محققة أمام الأتراك العثمانيون بعد أن حاصرت جيوشهم عاصمة النمسا فيينا سنة 1532 م وكانوا بقيادة أقوى سلاطين آل عثمان سليمان القانوني.
وفي أواخر حياته، تنازل كارلوس الخامس عن العرش موزعاً ملكه بين أبنه فيليب الإسباني وأخيه فرديناند، وفي نهاية الأمر أنسحب للحياة في أحد الأديرة سنة 1557 م.
كانت قبرص تمثل أهمية خاصة للعالم المسيحي في صراعه مع الدولة العثمانية، وعندما علمت أوروبا بنوايا العثمانيين تجاه قبرص تحرك البابا بيوس الخامس وعقد معاهدة اتفاق ضد الدولة العثمانية في 25 أيار/مايو 1571 مع ملك إسبانيا والبندقية وبعض الدويلات المسيحية، وكان هذا الاتفاق المسيحي هو الاتفاق الثالث عشر الذي تعقده أوروبا ضد الدولة العثمانية منذ تأسيسها.
ونص الكتاب الذي أرسله البابا بيوس إلى ملك أسبانيا على “أنه لا توجد في العالم المسيحي أية دولة مسيحية يمكنها أن تقف بمفردها في مواجهة الدولة العثمانية ولذا فالواجب على كافة الدول المسيحية أن تتحد لكسر الغرور التركي”، وهكذا بدأ يتشكل الائتلاف المسيحي لحرب الدولة العثمانية.
واستطاعت أجهزة المخابرات العثمانية في البندقية وروما أن ترصد هذا الاتفاق وهو في طور التكوين وأبلغت به إستانبول، وتحرك الأسطول العثماني للبحث عن الأسطول الصليبي وإبادته، وتحرك الوزير العثماني برتو باشا قائد الأسطول لتنفيذ تلك المهمة.
كان التحالف المسيحي القوي الذي تغذية مشاعر الكراهية للدولة العثمانية يتمتع بأسطول على قدر كبير من القوة والخبرة في القتال البحري والكثافة في عدد السفن ووجود عدد من كبار قادة البحر، فكان الأرمادا (الأسطول) يضم 295 سفينة و30 ألف جندي و16 ألف جداف و208 سفن حربية، وكان القائد العام للأسطول هو دون خوان وهو ابن غير شرعي للإمبراطور الأسباني كارلوس الثاني وهو من كبار قادة البحر.!!