في مثل هذا اليوم10 يوليو 1645م..
وقوع «معركة لانغبورت» في إطار الحرب الأهلية الإنجليزية وذلك بين أنصار الملك تشارلز الأول وأنصار البرلمان.
الحرب الأهلية الإنجليزية (1642-1651) هي سلسلة من الحروب الأهلية والمكائد السياسية دارت بين البرلمانيين (مدوري الرؤوس) والملكيين (الفرسان) بشأن حكم إنجلترا. حرّضت الحربان الأولى (1642-1646) والثانية (1648-1649) أنصار الملك تشارلز الأول ضد أنصار البرلمان الطويل، بينما شهدت الحرب الثالثة (1649-1651) قتالاً بين أنصار الملك تشارلز الثاني وأنصار البرلمان المتبقي. انتهت الحرب بانتصار البرلمانيين في معركة وورسيستر في الثالث من شهر سبتمبر عام 1651.
أدت الحرب إلى ثلاث نتائج: محاكمة وإعدام الملك تشارلز الأول (1649)، نفي نجله تشارلز الثاني (1651) واستبدال الملكية الإنجليزية بكومنولث إنجلترا أولاً (1649-1653) ثم بالمحمية تحت حكم أوليفر كرومويل (1653-1658) وابنه ريتشارد لفترة قصيرة (1658-1659). في إنجلترا، انتهى احتكار كنيسة إنجلترا للديانة المسيحية في البلاد، بينما اتحد المنتصرون في آيرلندا وخلقوا ما عُرف بالهيمنة البروتستانتية. أما دستورياً، خلقت الحرب سابقةً تاريخية، فلم يعد بإمكان الملك حكم البلاد بدون موافقة البرلمان، على الرغم من أن فكرة السيادة البرلمانية لم تُخلق بشكل قانوني حتى الثورة المجيدة عام 1688.
وقعت معركة لانغبورت في 10 يوليو 1645 أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية الأولى ، بالقرب من لانغبورت في سومرست .
بعد انتصاره السابق في معركة ناسبي في يونيو، في معركة لانغبورت، دمّر جيش النموذج الجديد بقيادة السير توماس فيرفاكس آخر جيش ميداني ملكي بقيادة اللورد غورينغ . سمح لهم هذا الانتصار البرلماني بمحاصرة ميناء بريستول الملكي ، الذي استسلم في سبتمبر.
تم الاستيلاء على تاونتون من قبل جيش البرلمانيين بقيادة إيرل إسيكس في يونيو 1644. بعد إجبار جيش إسيكس على الاستسلام في لوستويثيل في كورنوال في سبتمبر، حافظ الملكيون على حصار تاونتون ، على الرغم من أن السير ويليام والر حرر المدينة لفترة وجيزة في أواخر نوفمبر. [ 3 ]
عند تحديد الاستراتيجية لعام ١٦٤٥، أرسل الملك تشارلز الأول جورج، اللورد غورينغ ، قائد سلاح الفرسان، إلى غرب إنجلترا بأوامر لاستعادة تونتون وغيرها من المواقع البرلمانية في المنطقة. ورغم انضمام غورينغ لفترة وجيزة إلى جيش أكسفورد الرئيسي التابع للملك، إلا أن التوترات بينه وبين الأمير روبرت ، القائد العام وابن أخيه ومستشاره الرئيسي، أدت إلى عودة قوات غورينغ إلى الغرب. [ ٤ ]
في هذه الأثناء، أرسل البرلمان مفرزة كبيرة بقيادة العقيد رالف ويلدون ، مؤلفة من فوج سلاح فرسان وأربعة أفواج مشاة من جيشهم النموذجي الجديد ، لفك الحصار عن تاونتون. رفعوا الحصار في 11 مايو، لكنهم حوصروا هم أنفسهم من قبل جيش جورينغ العائد (مع أنه لم يعد هناك أي خطر من اقتحام الملكيين للمدينة). [ 5 ] [ 6 ]
في 14 يونيو، فاز الجسم الرئيسي لجيش النموذج الجديد بقيادة السير توماس فيرفاكس ، مع أوليفر كرومويل كقائد عام للخيالة، بمعركة ناسبي الحاسمة ، مما أدى إلى تدمير جيش تشارلز الرئيسي. [ 7 ] بعد استسلام حامية ليستر الملكية بعد أربعة أيام، أصبح جيش النموذج الجديد حرًا في الزحف إلى إغاثة تاونتون.
سار الجيش أولاً جنوبًا ثم غربًا، وظل بالقرب من الساحل حتى يظل على اتصال بأسطول البرلمان. في 4 يوليو، وصل إلى بيمنستر ، حيث علم فيرفاكس أن جورينج قد رفع الحصار وكان يتراجع نحو معقل الملكيين في بريدجووتر . لتغطية تراجع الأمتعة، تم نشر جيش جورينج على جبهة بطول 12 ميلاً (19 كم) على طول الضفة الشمالية لنهر يو ، من لانغبورت إلى يوفيل . [ 7 ] كان جيش فيرفاكس أقل عددًا من الملكيين، وكان انضباطهم ضعيفًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن سلسلة من القادة الملكيين المتساهلين سمحوا لرجالهم بالكثير من الحرية للنهب (مما أدى أيضًا إلى نفور العديد من السكان المحليين). [ 8 ]
انضمت مفرزة ويلدون من تاونتون إلى فيرفاكس وتقدمت شمالًا نحو جيش جورينج. في 8 يوليو، استولى البرلمانيون على يوفيل عند الطرف الغربي لخط الملكيين. تخلى الملكيون عن خط النهر، وعبر فيرفاكس إلى الجانب الشمالي من نهر يو. [ 9 ] أرسل قوة برلمانية أخرى (جزء من جيش “الرابطة الغربية” بقيادة اللواء إدوارد ماسي ) للتعامل مع محاولة تحويل في اتجاه تاونتون من قبل بعض سلاح الفرسان التابع لجورينج بقيادة جورج بورتر ، وهو ضابط معروف بعدم موثوقيته. [ 10 ] أهمل رجال بورتر في نشر الحراس والمواقع الأمامية المناسبة، ففاجأهم ماسي ودمرهم في جزيرة أبوتس في الساعات الأولى من يوم 9 يوليو. [ 11 ]
وفي هذه الأثناء، تقدم فيرفاكس في ملاحقة جورينج، وواجه موقعه الرئيسي في لانجبورت في أواخر يوم 9 يوليو. [ 12 ]
المعركه :
وقعت معركة لانغبورت في اليوم التالي. احتل جورينغ موقعًا قويًا في المؤخرة لتغطية انسحاب مدفعيته وأمتعته البطيئة الحركة. [ 7 ] سيطرت قوته الرئيسية على سلسلة من التلال تمتد من الشمال إلى الجنوب، على بعد ميل شرق لانغبورت. [ 10 ] منع نهر يو أي تحركات جانبية إلى الجنوب، في حين أن أي تحركات جانبية إلى الشمال ستستغرق وقتًا. [ 13 ] أمام التلال كان هناك وادٍ مستنقعي يشغله جدول يُدعى واغ راين. [ 14 ] كان هناك ممر ضيق واحد فقط تصطف على جانبيه الأشجار والتحوطات يمتد عبر الجدول عبر مخاضة، وحتى قمة التلال. [ 15 ] وضع جورينغ مدفعين خفيفين في وضع يسمح بإطلاق النار على الممر، ونشر فوجين خامين (فوجين للعقيدين وايز وسلوتر) [ 13 ] من جنود المشاة الويلزيين في التحوطات. كانت هناك ثلاث فرق من الخيول (حرس حياة جورينج، وأفواج جورينج والسير آرثر سلينجسبي) تنتظر في أعلى التلال. [ 16 ]
كان فيرفاكس مستعدًا للاعتماد على الروح المعنوية العالية لفرسانه للتغلب على موقع غورينغ. وبينما أسكتت مدفعيته مدفعي غورينغ الخفيفين، أرسل 1500 فارس مُنفصل [ 17 ] بقيادة العقيد توماس رينزبورو [ 14 ] عبر المستنقعات لتطهير المشاة الويلزيين من السياج. ثم أمر فرقتين (نصف فوجين) من الخيالة بالتقدم على طول الممر. كانت هاتان الفرقتان من فوجي فيرفاكس ووالي ، واللذين كانا في الأصل جزءًا من فوج كرومويل المزدوج من الدبابات الحديدية قبل دمجهما في جيش النموذج الجديد. [ 16 ]
تقدمت الفرقة الأولى، بقيادة الرائد كريستوفر بيثيل، في الممر بأربعة صفوف، واصطفت في صف واحد، وهاجمت فوجين من أفواج سلاح الفرسان الملكي، وهزمتهما. [ 7 ] شنّ فوج ملكي ثالث هجومًا مضادًا، لكن الفرقة الثانية من سلاح الفرسان البرلماني، بقيادة الرائد جون ديسبورو ، هاجمتهم وهزمتهم. ومع تدفق المزيد من التعزيزات البرلمانية في الممر، انكسر رجال جورنج وفرّوا من الميدان. [ 10 ]
أوقف كرومويل فرسانه المنضبطين على قمة التل حتى استعادت قواته توازنها. ثم تحركوا بسرعة في المطاردة. أشعل غورينغ النار في لانغبورت لتأخير المطاردين وحاول حشد جيشه على بعد ميلين، لكن جيشه تفرق مع اقتراب جنود كرومويل، تاركين أمتعتهم ومعظم أسلحتهم. هاجم أعضاء النوادي المحلية العديد من الهاربين ، الذين اجتمعوا لمقاومة ابتزازات جيوش كلا الجانبين في الحرب الأهلية. [ 14 ]
نتائج
كان جيش جورينغ آخر جيش ميداني فعال متاح للملكيين، مهما كانت جودته. شكّلت خسارته ضربة موجعة لمعنوياتهم. [ 1 ] في 11 يوليو، التقى فيرفاكس بممثلين عن أعضاء النادي المحليين في ميدلزوي . ووعد بأن جيشه سيدفع ثمن جميع الإمدادات التي يأخذونها، وسيترك أعضاء النادي في سلام شريطة ألا يساعدوا الملكيين. [ 14 ]
غادر جورنج حامية مشاة في بريدجووتر وانسحب مع سلاح الفرسان إلى بارنستابل في ديفون . كان هو نفسه مكتئبًا وربما كان يشرب بكثرة. [ 18 ] على الرغم من أن بريدجووتر كانت موقعًا قويًا، إلا أن فيرفاكس اقتحم الجزء الشرقي من المدينة في 21 يوليو. بعد قصف مدفعي عنيف، استسلم السير هيو ويندهام للجزء الغربي المتبقي من المدينة في 23 يوليو.
حاصر فيرفاكس بعد ذلك شيربورن ، التي دافع عنها السير لويس دايف . استسلم دايف في 17 أغسطس بعد أن اخترقت المدفعية والألغام جدران القلعة. ثم اقتحم جيش النموذج الجديد مدينة بريستول في 10 سبتمبر، حرمًا الملكيين من آخر مركز تصنيع رئيسي لهم. عيّن تشارلز الأمير روبرت حاكمًا، لكنه اعتبر أن روبرت استسلم قبل أوانه، وتزايدت حدة التباعد بينهما.
عزلت هذه النجاحات البرلمانية الملكيين المتبقين في غرب إنجلترا عن قوات تشارلز في ويلز وأكسفورد وميدلاندز. ولم يعد الملكيون قادرين على حشد قوات ميدانية فعالة، وانتهت الحرب الأهلية الأولى بعد أقل من عام، بعد أن استولى البرلمانيون على معظم الحاميات الملكية المعزولة!!!!!!!!
