في مثل هذا اليوم6 سبتمبر1522م..
وصول فكتوريا، السفينة الوحيدة الباقية من بعثة فرناندو ماجلان، إلى سانلوكار دي باراميدا في إسبانيا، بعد قرابة ثلاث سنوات من مغادرتها، لتصبح بذلك أول سفينة تدور حول كامل الكرة الأرضية.
بعد أكثر من شهر من عبور مضيق ماجلان، وصل الأسطول – أو ما تبقى منه – أخيرًا في نوفمبر/تشرين الثاني إلى محيط شاسع أطلق عليه ماجلان مار باسيفيكو (Mar Pacifico) والذي نعرفه اليوم باسم المحيط الهادئ. لم يقدّر ماجلان أن الرحلة ستأخذ وقتًا عبر هذا المحيط، فلم يكن يعرف كثيرًا خارج أمريكا الجنوبية. استغرقت رحلته حوالي أكثر من 3 أشهر في المحيط الهادئ بحثًا عن أرض يستقروا عليها، وأخيرًا، وصلوا إلى جزيرة غوام (Guam) في المحيط الهادي في مارس عام 1521، حيث جددوا مؤونهم.
بعد تجديد المؤون، أبحر الأسطول إلى أرخبيل الفلبين واستقر في جزيرة سيبو (Cebu)، حيث كان ماجلان وقتذاك أقرب من أي وقت مضى إلى جُزُر التوابل، وفي جزيرة سيبو، أقام ماجلان صداقات كثيرة مع السكان المحليين، لدرجة حاول إقناعهم باعتناق الدين المسيحي، وأنهم طلبوا منه المساندة في محاربة جيرانهم من جزيرة ماكتان (Mactan)، ووافق ماجلان. لم يكن يعلم أن موافقته على هذا العمل ستحول دون وصوله إلى مبتغاه.
ماتَ ماجلان نعم، ولكن حلمه بالوصول كان لا يزال قائمًا بهمّة رجاله. بعد موته وفقدان سفينة من الثلاث المتبقية، وصلت السفينتان الأخريتان إلى جُزُر التوابل في 5 نوفمبر/تشرين الثاني. في نهاية المطاف، فقط فيكتوريا هي من أكملت الرحلة حول العالم بقيادة الإسباني خوان سباستيان إلكانو (Juan Sebastian Elcano)، وعادت إلى إشبيلية في سبتمبر/أيلول من عام 1522 محملة بالتوابل، و18 رجل فقط من كل الطاقم الذي سافر، بمن فيهم الباحث والمؤرخ الإيطالي أنطونيو بيغافيتا (Antonio Pigafetta). احتفظ بيغافيتا وقتها بصحيفة أرخ فيها كل ما واجهته رحلتهم من متاعب، كانت بمثابة سجل مكتوب لما واجهه الطاقم.!!