__حين تولد البراءة مرتين__
سؤال تلقيه على مسامعه
أين بتّ البارحة؟
يضطرب ويقسم أنه باب في المنزل وفي فراشه
ترتاح لهذا الكلمات وتشكر الله
ويرتاح هو لأنه قال الصدق
وانتهت الحكاية على خير
لماذا هي تشعر بالراحة ؟
لأنها اطمأنّت أنه ما نام وراء طاولة العمل في المكتب
ولأنه أخذ قسطا من الراحة وأراح جسده وفكره لمواجهة اليوم الموالي بثقة وصفاء ذهن حيث كان يعمل على حل معادلة صعبة حيرت أعتى علماء الرياضيات وأمهر الفيزيائيين
هو كان يظن أنها تشك في سلوكه بعيدا عنها ،حيث يمر إلى الاعتراف مباشرة ويرسل الصور وما يثبت براءته ممّا كان يظن أنها تظنه …
كانت كل ليلة تغالب النعاس حتى يهاتفها ويتحدث إليها حول ما توصل إليه في بحثه لتبدي رأيها وليتناقشا في حدود ما تستوعب وما تستطيع…واستمر الحال على هذا الحال
تحية صباحية عابرة يتبادلانها
وينصرف كل لشأنه على أمل الاتصال الليلي والسمر المجدي
كلام في (معادلته) وقراءة في آخر ما كتبتْ
الرائع في كل هذا أن لا رتابة ولا روتين كل حديث هو جديد وشيق ومفيد…
وكانت ليلة(يوركا-يوركا)
هاتفها فأحسست نبرة فرح في صوته وهو يقول سأرسل لك
ما توصلت إليه بعد قليل انتظري لا تنامي…يا رجلا
أهواه بعقلي قبل قلبي
من قال إن الحب يُصاب بالتعب والإرهاق ؟ من قال أن الحب يحتاج إلى لَيلِهِ لينام؟
ولأنني امـرأة تحبّ
مــع كل حديث أسافر إليك بين قارات متباعدة جدا وأصعد
كما هائلا من الطائرات وأركض في المطارات لأصل في ثوانٍ على موعد المحادثة…
يارجل المعادلات الصعبة
متى نمت قبل أن أسمعك وأطمئن عليك؟
وجاءت الرسالة سارعت بفتخها
وقرأت
“اقرئي وقولي لي: أليس هذا الطي الذي يستحق أن يُسمع؟
هذه البراءة هي براءتي من تقضية الوقت في الفراغ
براءتي من تهمة الضياع وتمضية الوقت بلا شيء..
ها إنني الليلة أخط براءة اختراعي عبر حبك وأسجل بالتاريخ أول من يحل معادلتين بالنموذج الأوريغامي كطريقة رياضية.
شكرا يا نواة قلبي نواة المفارقة الأوريغامية حيث تُطوى الأفكار، ليولد الرجال.. ” أنهت قراءة الرسالة
لتجده يتٌصـل وقلبه لا يسع فرحة الانتصار ،وانتقلت لها عدوى سعادته فبكت فرحا
وبين طيّ الأفكار وطيّ المسافات يُولد سرّ من نبضين متباعدين
وحقيقة تنمو في عتمة الليل…
فتولد البراءة مرتين
مرة في صمت قلبٍ يخاف الفقد،
ومرة في يقظة عقلٍ يرفض الهزيمة…
وتذكرت كم أسمعته عبارة:
لا تضيع وقتك في ما لا يعني
أنت ذكي وتملك ناصية المعارف
لماذا لا تنجز عملا تخلد به اسمك؟
هي ما كانت تطلب ذلك قصد إبعاده عن بعض العلاقات الجانبية والسامة أحيانا، ولا تنكر أنها كانت تنبّهه لذلك…إنّما كانت تفعل وتلح
لأنها تؤمن إيمانا قطعيا بقدراته على الاستثمار في معارفه
وتذكّره بأن النجاح لا يُـنال من مقعد الراحة، بل من السير على الدرب بما فيه من وعورة وأشواك
وتجاوز الحواجز وإثبات جدارة
الفوز والسعي لضمان البقاء في القمة …وبين خوف القلب ويقظة العقل يطوي القلب المسافات ويفك العقل شيفرة المستحيل ويولد السرّ من صمتٍ عميق…
فائزه بنمسعود
30/9/2025
⸻
⸻






