القصّة المختصرة لحياة الوردة
( قصيدة بالدارجة التونسية )
يا خَطوتها
طفلة صغيرةْ
تمشي معَ خَطوتها
منْ دارها حتّى لْهْنَا
بوسطاجي* كان
وكانت تحملْ دفترْ ادخارْ.. لْأخَيْتها
وطاح..في عشقِ السَنا
الشاعر منْ فتنتها
وصّاها تقول لِأمّيمتها
ثمةْ راجلْ ناوي على الهْنَا
من هوني نبدا حْكايتها
طفلة صغيرةْ لا مْحمّرةْ شْفِتْها
لا رافعةْ بَنْوارَها
الشارع يِمشي في جرّتها
يِسَبّحْ بِاسْمْ ربّ السَوْسَنَةْ
يا ضَحكتها
ربّي ساكنْ في ضَحكتها
عاملْ روحهْ موش هْنا
أمّا خَزرتها
صحّة للّي فاز بخَزرتها
طبعا.. طبعا ليَّ أنا
يا فرحتها
بعد ستّ شهور.. في عَامِتْها
سكنتْ داري
واتفتّحتْ وردتها
أمّي ولاّتْ أُميمتها
تْعلمتْ منها الحياهْ
الشْواشِي والصبرْ والغناءْ
يا حْليلتْهَا
زْيانتْ
وْربّاتْ صَحّتها
وحبّتْني وْحافظت على الأمانةْ
وْكانتْ
أحلى حاجة في الحياه
يشهدْ ربّي
اللّي هي حبّي أَنَا
يا دهشتها
م الدنيا ..ما أصْعبْهَا
في كُلْفتْهَا
ثلاثة ذكورةْ ورابعهم شاعرْ
والخامسة أمّي
واشكون يِغْلبْهَا ؟؟؟
واشكون يصبِرْ عليَّ أنا ؟؟؟
يا معدنْها
ما أكبر قلبها وما ارْزنْها
خصلات شعرها
لعبُووو بِيها أولادها
أما تبقى المزيانةْ
يا طيبتها
قامت بْأُمّي في مَرْضِتها
حتّى للمماتْ
وْخَبّتْني في مْحبّتها
على الموتْ وْذِبلتْ وِحْفاتْ
وْرَحلتْ كِ حَضْرتْ ساعتها
رحلت حزينةْ ..لكنْ موشِ جَبانَةْ
يا دَمعتها
باَقي نِستنّى في دَمعتها
رحلتْ من غيرْ ما تنزلْ دَمعتها
صابرةْ.. مؤمنةْ
راضيةْ بحكم الديانَةْ
ما ألطفها..
حْلات في عين الموتْ
واهجم اخْطفها
سكّنها في دار الفَناءْ
………………………………………………………….
*بوسطاجي : موظّف بريد






