أصداء من ديالى ,,,,,, حيث يلتقي مجد الأجداد
هبت رياح الزمن لتلقي بظلالها على قرية المعلا، التابعة لناحية مندلي في محافظة ديالى، وتحديدًا في منطقة تُرْساق التي أشار إليها مدونو التاريخ هنا، يتعانق مجد الماضي مع الحاضر في مشهد مهيب يُعيد للتاريخ أمجاده ُ,
تاريخ يولد من جديد، في هذا المكان، حيث اندثر تاريخ ليعود ويبزغ من رحم أرض زُلزلت ذات غفلة، ما زالت آثار المنازل قائمة، والأنباط تختبئ بين الصخور , وبينما تسحبك أصداء الماضي، يأتيك صوت هدير الجِمال وضجيج القوافل، ليوقظ فينا عبق تاريخ وأمجاد “جميلة الأجداد”.
تقف أمام بوابة الأيام مسترقًا النظر إلى بيوت القرى؛ حياة بسيطة، يرتزق أهلها من رعي الأغنام والمواشي وزراعة الأرض بما تجود به من الحنطة والشعير والخضروات ,
في هذه البقعة ، يمر نَهر ماؤه مالح، لكن تحيط بأراضيها عيون وينابيع عذبة تسمى (الناي خضر ) هذه الينابيع جالت فيها خطى أجدادنا يومًا، ولهم مع هذه الأرض تاريخ حافل ، لقد رحلوا (رحمهم الله تعالى) ولكن تاريخهم بقي يتحدث، فقد تركوا لنا وللأجيال إرث حضارة وكنوز حياة نرفع بها رؤوسنا، وبطيب علومهم وأمجادهم ,
ذكرى الفارس: الحاج الشيخ كاظم جويد، في أرض ترساق الطيبة، يحضر في الذاكرة ذكرى الجد المرحوم الحاج كاظم جويد ، ذاك الفارس المِغوار. يشهد له كل من عاصره بحُسن كلامه، وقوة فراسته، ونطقه لكلمة الحق دون أن يهاب المنايا. يعجز اللسان عن وصف حميته، وغيرته، وبسالته؛ لقد كان رجلًا شامخًا بكل ما تعنيه الكلمة ،
ما شيدته تلك الأيادي في سابق الأيام، وما خطّه الأجداد، هو تاريخ يجب أن نبلّغه لأبنائنا، لنؤكد لهم أنهم يقفون على أرض تحمل زكاة عطر الأجداد وطراوة حديثهم وحُسن معاشرتهم مع العشائر الكريمة ،
على خطى الأجداد، وقفتُ على تلك الأرض التي سار عليها أجدادي، حيث أيقظت في نفسي ومخيلتي كل ما سُمع ودُوِّن عنهم. مضيتُ قدمًا لأستنشق روح الماضي، وفي الأفق صدى ترانيم علت يومًا في هذا المكان، تعزف على ربابة الزمان لتبقى شاهدة على “واحة تاريخ الأجداد” التي أسرَت بجمالها كل من مرّ بها يومًا …
✍️: اسعد الجوراني / كاتب وباحث في التاريخ والانساب






