_التكفير: مرض يهدد مجتمعاتنا الإسلامية_
حكيم زغير الساعدي
_مقدمة:_
إن ظاهرة التكفير هي واحدة من أكثر الظواهر الاجتماعية خطورة التي تهدد استقرار المجتمعات الإسلامية وتؤدي إلى تفككها. إنه مرض فكري يتطلب علاجًا شاملاً يتناول جذوره الفكرية والاجتماعية. في هذا المقال، سنحاول فهم أسباب هذا المرض وطرق علاجه، مع التركيز على أهمية الحوار والتفاهم والتثقيف الديني الصحيح.
_التكفير: مرض اجتماعي يحتاج إلى علاج فكري شامل_
يُعتبر التكفير ظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد استقرار المجتمعات الإسلامية وتؤدي إلى تفككها. إنه مرض فكري يتطلب علاجًا شاملاً يتناول جذوره الفكرية والاجتماعية. في هذا المقال، سنحاول فهم أسباب هذا المرض وطرق علاجه، مع التركيز على أهمية الحوار والتفاهم والتثقيف الديني الصحيح.
_طرح جديد لإشكالية التكفير: نحو مشروع وسطي معتدل_
من أجل معالجة هذا الفكر، لابد من طرح مشروع وسطي معتدل أساسه الإنسان، فهو المحور في كل القضايا، وجعله هو الغاية وليس مشروعًا للتنافر والتعادي والتفرق والتمزق. حيث يجب علينا أن ننطلق من محور الأخوة (الإنسان أخو الإنسان) وليس أن الإنسان هو عدو وخصم، وإنما الأديان هي شرائع مهمتها إصلاح الإنسان وصقله ليرتقي ويتكامل.
_أسباب نشوء ظاهرة التكفير: قراءة في الأسباب الجذرية_
تعد ظاهرة التكفير من الظواهر الاجتماعية المعقدة التي تنشأ نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية والفكرية. يمكننا أن نلقي الضوء على بعض الأسباب الجذرية التي تساهم في نشوء هذه الظاهرة، ومنها:
أولًا، العوامل السياسية: إن السياسة تلعب دورًا كبيرًا في نشوء ظاهرة التكفير، حيث يتم استخدام الدين كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية ضيقة. إن استغلال الدين للوصول إلى السلطة أو لتحقيق مصالح شخصية أو جماعية يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفكر التكفيري.
ثانيًا، القراءة السطحية للدين: إن عدم فهم الدين بشكل صحيح وعميق يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفكر التكفيري. إن القراءة السطحية للدين والتعصب للآراء التي وضعها ما يسمى برجال الدين يمكن أن تؤدي إلى فهم خاطئ للدين وتفسيراته.
ثالثًا، الجهل والتخلف: إن الجهل والتخلف الثقافي والاجتماعي يمكن أن يساهما في انتشار الفكر التكفيري. إن عدم وجود تعليم جيد وتثقيف ديني صحيح يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفكر المتطرف.
رابعًا، الفقر والبطالة: إن الفقر والبطالة يمكن أن يكونا من العوامل التي تساهم في انتشار الفكر التكفيري، حيث يجد الأفراد الذين يعانون من الفقر والبطالة في الفكر التكفيري وسيلة للخروج من واقعهم الصعب.
خامسًا، التأثيرات الخارجية: إن التأثيرات الخارجية، مثل الاستعمار والتدخل الأجنبي، يمكن أن تساهم في انتشار الفكر التكفيري. إن الشعور بالظلم والاضطهاد يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفكر المتطرف.
إن هذه الأسباب الجذرية تتفاعل مع بعضها البعض وتؤدي إلى نشوء ظاهرة التكفير. لذلك، يجب أن نعمل على معالجة هذه الأسباب الجذرية من أجل القضاء على هذه الظاهرة.
_العلاج: الفكر لا يعالج إلا بالفكر_
كما يقال، (أن الفكر لا يعالج إلا بالفكر) فلابد من وضع عدة علاجات كفيلة بإنهاء هذا الفكر المدمر (التكفير) وإنهاءه. يجب أن نعمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات، وأن نروج للتعليم والتثقيف الديني الصحيح.
على سبيل المثال، يمكننا تنظيم ورش عمل وندوات حول أهمية الحوار والتفاهم بين الأديان والمذاهب. كما يمكننا إنشاء مراكز للتعليم والتثقيف الديني الصحيح، حيث يمكن للأفراد أن يتعلموا الدين بشكل صحيح وعميق.
كما يمكننا تعزيز الحوار بين الأجيال المختلفة، حيث يمكن للأجيال الشابة أن تتعلم من تجارب الأجيال السابقة. كما يمكننا استخدام وسائل الإعلام المختلفة، مثل الإنترنت والتلفزيون والصحافة، لنشر الرسائل الإيجابية وتعزيز الحوار والتفاهم.
_رحلة في أعماق التاريخ: درس للعبرة والاعتبار_
التاريخ هو سجل الماضي وأحداثه، لكن ليس من العقل التشبث به وبكل ما كتب به، فأكثر التاريخ وصفحاته هي ملغمة بالكذب والتدليس والوضع وعدم المصداقية. يجب أن نقرأ التاريخ بعيون مفتوحة وعقلانية، وأن نتعلم من أخطاء الماضي.
إن التاريخ هو درس للعبرة والاعتبار، وليس سلاحًا للتهجم والاتهام. يجب أن نتعامل مع التاريخ بحكمة ووعي، وأن نستخلص منه العبر والدروس التي تساهم في بناء مستقبل أفضل.
_فهم النصوص الدينية: نحو تفسير عقلاني ومعتدل_
كذلك أن فهم النصوص الدينية هو ليس مدعاة لما يكفر أحدنا الآخر، بالعكس هو أمر طبيعي وإيجابي، فالاختلاف في أي أمر هو سنة إلهية كونية قد جعلها الله، ويجب احترام هذه السنة الكونية وجعلها أمرًا إيجابيًا سلبيًا في الحياة.
إن فهم النصوص الدينية يتطلب منا أن نكون متفتحين وعقلانيين، وأن نأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي واللغوي للنص، وأن لا ننسى أن القرآن الكريم هو كتاب هداية ورحمة للعالمين، وليس كتابًا للتكفير والتدمير.
يجب أن نعمل على تفسير النصوص الدينية بطريقة تتوافق مع روح الإسلام الحقيقية، وتساهم في بناء مجتمع يسوده التسامح والتعايش السلمي.
_الخاتمة:_
إن ظاهرة التكفير هي مرض فكري يتطلب علاجًا شاملاً. يجب أن نعمل على معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، وأن نروج للتعليم والتثقيف الديني الصحيح. يجب أن نتعامل مع التاريخ بحكمة ووعي، وأن نستخلص منه العبر والدروس التي تساهم في بناء مستقبل أفضل.
_المراجع:_
– القرآن الكريم
– السنة النبوية
– كتب التفسير
– كتب التاريخ






