__حين انتبه الشعر لغربته__
غريبة بين غرباء كُـثـر
في بـرزخ الشعـراء
حزينةٌ مدينةُ الغرباء
خالية شوارعُ الغرباء
لا قناديل
لا قمر لا نجوم
تفكّ قيودَ مارد الليل
أشباح تـمـشي
على أطراف النوافذ
تعصر القلوب
وتعلّمها برودةَ الشوق
حين يتأنّى
والباقي يرقص
على رماد بقايا احتراقاتٍ
وذكرى
تعرف طريقها إلى الحنين
ولا تنوي الرحيل
مديـنـة الشعراء عاشقـة
على عتبات اليأس راكعة
وكم كُثْر
على الطوار
الغرباء
مدينة صـمّاء
لا تسمع صهيل حروف الشعراء
أنا غريبة
في مدينة الغرباء
بثِقَل فـرح لن يأتي
أخطو ناحية المثالية
في حواري خلفية
تنشد الأضـواء
لِمَ المثالية؟
ولا أحد يهتـمّ بالكمال
القمرُ بهيُّ الطلعة
ولكنه محفّر الوجنتين
البحر جميلٌ حدَّ الصاعقة
ولكنه متقلّب المزاج
مظلمٌ موحشٌ في الأعماق
السماء ممتدّةُ البساط
ولكنها ترتدي الغيمات
الأفق لا نـهائي
ولكن عنده بصري حديد
قـوسُ قزح
زاهي الألوان
ولكنه وهمٌ جميـل
وخدعةُ عـنـاق
بين الضوء والماء
قـمـرٌ وسـمـاء
بحرٌ وأفــق
وقوسُ قــزح…
مدينـةٌ موحشة
في منعطفاتها ينام الغرباء
وتتنّكـر للشعر والشعراء
وأنا كلّما سرتُ وحيدة
في متاهات مدينة الغرباء
أُصغي لهمهمات الصمت
وأكتب قصيدة
لتعود حروفها إليّ
نازفة…
فائزه بنمسعود
Québec/22/12/2025






